Fury: فيلم دراما حربية مميز

أفيش الفيلم

فيلم Fury، فيلم دراما حربية يتحدث عن قصة دبابة أمريكية في الحرب العالمية الثانية عام 1945، في وقت دُمرت فيه أغلب الدبابات الأميركية أمام الدبابات الألمانية القوية، وعلى الرغم من ذلك يقرر عناصر هذه الدبابة وقائدهم "واردادي" ( براد بيت) إكمال الحرب، والمتابعة مع الدبابات المتبقية إلى أن تبقوا وحدهم في النهاية، وأصبحوا مخيرين بين الهروب أو القيام بأحد أكبر المواقف البطولية.

القصة تبدأ عندما يموت أحد عناصر الدبابة، ليأتي جندي شاب ويحل محله "نورمان" ( لوجان ليرمان)، الذي يواجه صعوبات في التأقلم مع الفريق ومع قساوة الحرب التي تفرض عليه أن يقوم بأعمال وحشية، ويبدأ "واردادي" بتعليمه كيفية القتال، في ظل وعده لطاقم الدبابة الأربعة بخروجهم من الحرب سالمين، ويبدأ القائد مع باقي عناصر الدبابة مواجهة العدو بدبابتهم رغم نقص الأسلحة والعتاد، في مهمة صعبة وخطيرة جدًا.

الفيلم جيد جدًا بشكل عام، وقصته جديدة، والتركيز فيها ليس على الحرب أو على شخصية معينة، وإنما على الدبابة ككل، المخرج ديفيد آير قدم أحد أفضل أفلامه، الإخراج جيد جدًا، وتصوير الدبابة وتصميم المعارك مميز، كما تميز الحوار السيناريو بشكل كبير، أما رسم الشخصيات فلم يكن مميزًا، حيث أن الفيلم يتحدث عن خمس شخصيات فقط وبهذه الحالة كان يجب أن تكون الشخصيات عميقة وأن يتم إظهار كل شخصية بشكل أوسع.

النهاية جاءت مميزة، والأحداث كانت متعددة ولا تتوقف عند موقع معين، أما أداء الممثلين فخرج جيدًا; براد بيت قدم أداء جيد لكنه لم يتفوق على أدائه في " Inglourious Basterds"، ولوجان ليرمان كان الأفضل في الفيلم وأدائه هو الأفضل في مسيرته برأيي، وحتى شيا لابوف كان جيدًا، ويعتبر الفيلم أفضل أداء له منذ فترة طويلة، ويبدو أن هذا النوع من الشخصيات تناسبه، كما قدم كل من مايكل بينا و جون بيرنثال أداءات جيدة، رغم مساحة الدور الصغيرة.

الصورة والموسيقى أضافوا للفيلم كثيرًا، ومشاهد القتل رغم وحشيتها كانت مميزة، أما المشاهد الحربية وتصميم المعارك فكان أفضل ما في الفيلم، وامتاز الفيلم بتصوير دور كل عنصر في الدبابة أثناء القتال وردود الفعل أثناء تلقي الضربات والالتحام، كما امتاز أيضًا بتنوع المشاهد القتالية وتوريط المشاهد مع الأبطال، بالإضافة إلى التشويق الكبير في كل مشهد وخصوصًا المشهد القتالي الأخير، وتصوير الدبابة من الداخل كان جيد جدًا.

نقاط سلبية في الفيلم:

1- كما ذكرت رسم الشخصيات كان من الممكن أن يضيف الكثير للفيلم، خاصةً وأنه كان نقطة الضعف اﻷبرز في الفيلم، فمثلا تم تناول شخصية "واردادي" بشكل سطحي، فلم يتم الحديث عن ماضي الشخصية والتعمق في مشاعرها، وربما كان يؤهل ذلك براد بيت الترشح لعدة جوائز.

2- المماطلة في بعض المشاهد التي لا تقدم شيئًا للفيلم، فمشهد التوقف في المدينة الألمانية كان من اﻷفضل اختصاره، خاصةً وأنه لا يعتبر مشهدًا موثرًا.

3- شاب الفيلم بعض المباشرة من قبل الشخصيات، كإلقاء حكمة أو روي قصة ما وكأنه يحدث المشاهد بشكل مباشر.

الفيلم لم يترشح لأي جائزة في الجولدن جلوب وهو أمر غريب بعض الشيء، فالفيلم جيد فعلًا وترك انطباعًا جيدًا لدى الكثيرين، والإخراج عنصر قوي جدًا في الفيلم وأعتقد أنه كان يستحق الترشح لجائزة أفضل إخراج.

الفيلم يستحق المشاهدة ومن أفضل الأفلام الحربية في 2014، وقد حصل على تقييم 7.9/10 على موقع IMDB، وعلى 78% على موقع Rotten Tomateos.