مما لا شك فيه أن الفيلم الأمريكي Boyhood للمخرج ريتشارد لينكلاتر هو تجربة سينمائية فريدة من نوعها، فالفيلم صُور على مدى 12 عامًا كاملةً ليحكي قصة فتى وأسرته، وسر عظمة الفيلم في واقعيته الطبيعية التي تجسد الحياة التقليدية والعادية بكامل تفاصيلها ومعانيها.
والفيلم حاز على إعجاب عدد كبير من النقاد، وحصل على العديد من الجوائز بلغ عددها أكثر من 140 جائزة أهمها جائزة أفضل فيلم من كلا من الأكاديمية البريطانية لفنون السينما (بافتا) والجولدن جلوب وجائزة اختيار النقاد الأمريكية، ولكن تبقى الآمال معلقة على الجائزة الكبرى في حفل الأوسكار.
الفيلمان الأوفر حظًا بالظفر بالأوسكار هما Boyhood و Birdman، والأخير يحكي قصة ممثل كان بطلًا لسلسلة أفلام تسمى "بيردمان" لم يعد له أهمية في الوسط الفني ويحاول جاهدًا استعادة مكانته. Birdman حاز أيضًا على الكثير من الجوائز، ويفوق عددها عدد الجوائز التي حصل عليها Boyhood، وأهمها جائزة أفضل إنتاج من نقابة المنتجين الأمريكيين.
وهذه السنة يصعب التنبؤ بها بعض الشيء مقارنةً بالسنوات السابقة، فمن يدري فربما تفاجئنا الأكاديمية بمنح الأوسكار لفيلم The Grand Budapest Hotel الحائز على جائزة الدب الفضي من لجنة تحكيم مهرجان برلين الدولي، ويأتي في ذيل المرشحين الأقرب بالفوز فيلم American Sniper.
أنا أحد أكبر مناصري الأكاديمية الأمريكية والبريطانية، وأكن إحترامًا كبيرًا لرأي كبار نقاد السينما ولكن هذا لا يمنع أني قد أختلف مع اختيارات أعضاء الأكاديميتين للفائزين بالجوائز ومجمل أراء النقاد في بعض الأحيان. وأعتقد أن Boyhood هو أفضل الأفلام الأمريكية لعام 2014 وهو الأحق بأوسكار أفضل فيلم، وهذه قناعتي ولكن السؤال هل أعضاء الأكاديمية مقتنعين بهذا أيضًا؟