(تحذير: هذا المقال قد يكشف بعض أحداث الحلقة)
بعد ثلاث حلقات جيدة، وحلقة رابعة هائلة ارتفعت فيها سخونة الأحداث لأقصى درجاتها، كان من المنتظر أن تكون الحلقة الخامسة من مسلسل Game Of Thrones والتي حملت عنوان Kill The Boy أن تكون على نفس القدر من السخونة التي شهدناها في الحلقة الفائتة، وهو الأمر الذي لم يتحقق مع الأسف، ومن خلال تحليلنا للحلقة، سنتعرض للأسباب التي جعلتها تخرج على هذا النحو.
السور:
لمن يتذكر جيدًا المواسم الأربعة الفائتة، قد يتوارد إلى ذهنه عرضًا "السائرون البيض" الذين يتم التمهيد لهم على مدار كل هذه الفترة بمجموعة من المشاهد القليلة والخاطفة دون تعانق حقيقي مع الأحداث الجارية سوى في مناسبات نادرة للغاية، ثم ما يلبث أن يسيروا ضحايا للنسيان من قبل صانعي المسلسل، ولا يأتوا على البال مجددًا سوى على نحو فجائي دون تمهيد.
الأمر نفسه يتكرر في هذه الحلقة، فبعد أربع حلقات خالية من أي ذكر للسائرون البيض، فجأة بلا أي مقدمات يتذكر القائد "جون سنو" خطورة هذا الأمر لأن "الشتاء قادم"، ويقرر على هذا الأساس أن يعقد صلحًا مع الغجر لكي يصيروا حلفاء له ومساندين له فيما هو آت بمباركة من "ستانيس براثيون."
لكن المشكلة مع ذلك لا تكمن في الخط نفسه بقدر ما كانت في طريقة تقديمها طوال أحداث المسلسل، وهو نفس الأمر الذي ينسحب على الخط الخاص بـ"بران ستارك" الذي غاب عن هذا الموسم بسبب انتهاء دوره في الكتاب الخامس عند الحد الذي انتهى عنده في الموسم السابق.
سانسا ستارك:
بعد مناوشة من قبل صناع المسلسل حول رد الفعل المترقب من "سانسا ستارك" في حال مقابلتها لـ"ثيون جريجوي" (أو ريك) في حال مصادفتها له داخل جنبات وينترفيل بعد ما فعله بشقيقيها الصغيرين - أو بالأحرى ما تظن أنه فعل بهما - فكان من المنتظر أن تكون المواجهة على مستوى الترقب المأمول من قبل المشاهدين، لكن النتيجة النهائية كانت مشهدًا طويلًا للغاية يفتقر للشحنة الدرامية اللازمة للحظة كهذه، ولا يُفهم منه حتى ما هو شعور "سانسا ستارك" بالضبط حيال الأمر بأكمله بالرغم من كون الأمر يتعلق بالروابط الأسرية المنقطعة.
تيريون لانيستر:
منذ الحلقة السابقة، كان يغلب على الخط الخاص بـ"تيريون لانيستر" شيئًا من الركود، لكن في هذه الحلقة بالذات، يتأكد هذا الإحساس على نحو واضح، كما أن الحوار المكتوب لهذا الجزء لا يسعف الأمر كثيرًا ولا يسعف حتى بيتر دينكليج، وهو ربما ما قد يفسر سبب الاستعانة دراميًا برجال الأحجار الذين لا يجب لمسهم إطلاقًا والذين هاجموا المركب التي تحمل "تيريون" و"جورا" من أجل تحريك المياه الراكدة في هذا الخط ولو قليلًا.
دينيريس تارجيريان:
بصرف النظر عن حالة التطور التي تشهدها علاقة الحب بين "جراي وورم" و"ميساندي" والتي لا تهمنا كثيرًا، فقد حافظ خط "دينيريس تارجيريان"، وهذا الخط وحده، على توازن مفنقر بشدة في هذه الحلقة، فمع تطور الأمور على غير إرادة "دينيريس"، نراقبها في المرة تلو الأخرى وهى تتخلى عن الكثير من مثاليتها لكي تصير أكثر حزمًا ولكي تستطيع الحفاظ على حققته من مكتسبات تتسرب من بين أياديها كالرمل الناعم.
وربما كان المشهد الذي جمعت فيه الكبارات في ميرين لكي تريهم غضب التنانين هو أبلغ مثال على ما وصلت إليه "دينيريس" من صراع نفسي بين قيمها المثالية وبين رغبتها في الحفاظ على مكاسبها، وهو صراع ملموس للغاية من خلال تطوير مدروس ومحكم في كتابة شخصيتها على الورق.
عن هذه الحلقة:
بلا منازع، هى الحلقة الأقل في هذا الموسم، لكن في الوقت ذاته كان خط "دينيريس تارجيريان" هو "شعرة معاوية" التي جعلت في هذه الحلقة ما يستحق المتابعة على الأقل.