في عام 2007، بدأ فنان الروايات المصورة الياباني أكيمي يوشيدا في العمل على سلسلة مصورة جديدة حملت عنوان Umimachi Diary، وصدر منها حتى هذه اللحظة 6 أجزاء، ولا زالت هذه السلسلة تصدر حتى لحظة كتابة هذه السطور، وقد حققت السلسلة المصورة صيتًا طيبًا بين أوساط عشاق وفنانو روايات المانجا (الأعمال المصورة اليابانية)، وحازت على جائزة التفوق من مهرجان اليابان لفنون الإعلام في عام 2007، بالإضافة إلى عدد كبير من الترشيحات والجوائز الأخرى.
وفي منتصف عام 2014، انطلقت الأخبار حول العمل على مشروع سينمائي مقتبس عن السلسلة، ولم يكن معروفًا في البداية إذا كان المشروع سيكون فيلمًا مصورًا أم فيلمًا رسوميًا، ثم حُسم الأمر بعدها ليكون الفيلم عملًا مصورًا يقوم بإخراجه وكتابة السيناريو له الكاتب والمخرج الياباني هيروكازو كور إيدا ليحمل الفيلم عنوان Our Little Sister ويشرع في تصويره في شهر يوليو 2014.
يعود كور إيدا لمهرجان كان مجددًا ليشارك في المسابقة الرسمية بهذا الفيلم بعد أخر مشاركة له في عام 2013 بفيلم Like Father, Like Son والذي حاز بفضله على جائزة لجنة التحكيم بالإضافة إلى الترشح لجائزة السعفة الذهبية في نفس العام.
وفور عرض الفيلم يوم أمس، والذي يعد أول فيلم يعرض من أفلام المسابقة الرسمية، حظى الفيلم بحالة من الرضا العام من قبل النقاد الذين كتبوا عن الفيلم، فقد تناولت الناقدة السينمائية باربرا شاريس بموقع Rogerebert.com في تحليلها العلاقة الوثيقة التي تربط بين هذا الفيلم وأفلامه السابقة، فهى ترى أن في جميع أفلام كور إيدا هناك "بؤرة للتنقيب عن مكمن انتماء المرء، سواء أكانت عائلة، أو مكان ملموس، أو حتى مكان - بالمعنى المجازي - في قلب المرء".
أما الناقد السينمائي بيتر برادشو الذي منح الفيلم أربع نجوم من أصل خمسة في مقالته بجريدة The Guardian البريطانية، فقد تناول أكثر روح العمل ككل، وهو ما أوجزه في ختام المقال قائلًا: "لا شيء هنا يتم التوكيد عليه بشكل مبالغ فيه، الأصوات لا تعلو على نحو كبير حتى في اللحظات ذات الضغط العاطفي الهائل، لا يوجد شيء في الدراما أو في التوجيه من قبل المخرج مفرط الحماس، لكن رغم ذلك فهو يراكم قوته كمثل ارتفاع تدريجي في إحدى أعمال موسيقى الحجرة - صنف من الموسيقى يؤدى بعدد قليل من العازفين وبدون مايسترو -".
أما عن أداءات الممثلين، فقد أدلت الناقدة السينمائية ماجي لي برأيها في Variety قائلة: "إن توجيه كور إيدا الحساس والدقيق في آن واحد قد جعل الأداءات واضحة وطبيعية، كما أن تواجد ممثلون متخصصون في أداء نوعيات معينة من الشخصيات في أدوار رئيسية قد منح العمل نكهة خاصة لفريق الممثلين بأكمله".