(تحذير: هذا المقال قد يكشف بعض أحداث الحلقة)
مع التفاوت الكبير في مستوى الحلقات التي يتضمنها الموسم الخامس من المسلسل التليفزيوني الأمريكي Game Of Thrones، ومع عرض المزيد من الحلقات ومشارفته على الانتهاء، حيث لم يتبق له سوى ثلاث حلقات فقط، يتضح أكثر فأكثر أن هناك مشاكل حقيقية يعاني منها هذا الموسم بالذات، ونصبته لكي يكون هو الموسم الأقل في المستوى على الإطلاق بين سائر مواسم المسلسل، خاصة مع الكم الهائل من المشاكل التي صارت تلاحق المسلسل بسبب المط في بعض الخطوط (مثلما حدث مع خط تيريون لانيستر)، أو السميترية الشديدة التي تتمتع بها خطوط أخرى لدرجة أنك قد تتوقع طريقة سير الأمور في هذا الخط أو ذاك.
هذا الأسبوع أذيعت الحلقة السابعة من المسلسل تحت عنوان The Gift، والتي كانت بالنسبة لي حلقة معقولة إلى حد ما، وأفضل بكثير من الحلقتين السابقتين، وسوف نتناول الحلقة بالتحليل التفصيلي.
السور:
بالنسبة لجون سنو، لم تقدم الحلقة أي جديد يذكر عن الحلقة الماضية بشأنه سوى أنه ذاهب لأداء المهمة غير مأمونة العواقب للتحالف مع الغجر من أجل العون في "الشتاء القادم".
وبعيدًا عن جون سنو، يبدو أن صناع المسلسل قد تذكروا فجأة رفيق جون سنو المخلص سام بعد نسيان طويل - أو تناسي - والذي تقلص تأثيره الدرامي في هذا الموسم بالذات إلى أقصى حد يمكن تصوره إذا قارناه بالمواسم الفائتة، فيقرروا هذه المرة أن يمنحوه مساحة درامية هى الأكبر له منذ أن بدأ الموسم الخامس وحتى الآن، خاصة بعد أن توفى المعلم إيمون تارجيريان من شدة الوهن والمرض، وربما من أجل التعويض عن غياب جون سنو عن السور في سفره.
وينترفيل:
بالرغم من تعاطفنا الشديد مع ما تقاسيه سانسا ستارك في حياتها الزوجية الجديدة مع رامزي بولتون الذي تحول إلى التجسيد الآدمي المطلق لكل تصوراتنا عن السادية والوحشية، والذي تحول إلى أكثر شخصية مكروهة في المسلسل منذ موت الملك جوفري، إلا أن هناك شيء غير مريح في هذا الخط بالذات، تشعر في بعض اللحظات أن ردود الأفعال التي سيقوم بها الشخصيات قد باتت معروفة سلفًا ومتوقعة أكثر من اللازم، وذلك لشدة اعتماده على ما نعرفه بالفعل عن هذه الشخصيات، فنحن نعلم تمام العلم أن ثيون جريجوي - أو ريك - لن ينفذ ما تطلبه منه سانسا بأن يساعدها على الهرب خوفًا من عقاب رامزي، وأن رامزي سيتعامل مع الموقف بكل ما لديه من سادية.
ميرين:
يااااه، الآن سنتنفس الصعداء، لقد التقى أخيرًا تيريون لانيستر بدينيريس تاريجيريان بعد انتظار دام سبع حلقات كاملة، وبعد الكثير والكثير من المط والركود الذي شاب هذا الخط منذ بداية الموسم، وكأن صناع المسلسل كانوا يفعلون كل ما هو ممكن في أيديهم لتأخير هذا اللقاء المنتظر حتى هذه الحلقة: اختطاف من قبل جورا، هجوم من رجال الصخر، اختطاف ثان من قبل مجموعة من النخاسين.
جاء هذا اللقاء المرتقب أخيرًا بعد أن بدت بوادر ركود غير مريحة خلال هذه الحلقة على الخط الدرامي لدينيريس تارجيريان بعد أن كان من أكثر الخطوط المليئة باﻷحداث في هذا الموسم.
دورن:
لدى مشكلة متأصلة مع هذا الخط منذ بداية الموسم الخامس، طيلة الوقت كنت أشعر أنه بعيد عن دائرة اهتماماتي من الأحداث الجارية في المسلسل، وأرى أنه بعيد بشكل كبير عن الأجواء العامة التي يمر بها المسلسل، حتى محاولة وصل هذا الخط بما يحدث في كينجز لاندينج غير كافي لكي يثير اهتمام المشاهدين إطلاقًا.
كينجز لاندينج:
أكثر خط درامي كان جدير بالمتابعة في الحلقة بأكملها، من الممتع للغاية مشاهدة التبدل المتسارع في قواعد اللعبة في كل مرة، فبينما تتوعد السيدة أولينا جدة مارجري ولوراس بتصعيد الأمور، وتؤكد من جديد على تحالفها مع اللورد باليش، تعتقد سيرسي لانيستر أن اﻷمور قد دانت لها تمامًا كما كانت تريد: مارجري تاريل في السجن اﻵن، ابنها الملك تومين صار طوع أيديها وهو لا حول له ولا قوة، العصفور الأعظم سيجري محاكمة لمارجري ولوراس، لكن ما فات سيرسي في حسبانها أن من يمتلك السلطة الدينية سيرغب في امتلاك السلطة السياسية أيضًا، وبذلك ستكون قوته مضاعفة، وهو ما أدى إلى المفاجأة الصاعقة التي منيت بها سيرسي في خواتيم الحلقة حينما انقلب العصفور اﻷعظم عليها مستغلًا علاقتها المحرمة مع شقيقها جايمي، لينقلب السحر عليها، وتصير هى أولى ضحاياه، وهو ما منحنا لحظة هائلة من التشفي تجاهها.
عن هذه الحلقة:
مقارنة بالحلقتين الماضيتين، هى حلقة لا بأس بها، شابتها بعض المشاكل في تأسيس وقائعها، لكن مفاجأت كينجز لاندينج كفيلة بلفت الانتباه مجددًا.