في ختام اﻷسبوع الماضي، عُرضت الحلقة الحادية عشر واﻷخيرة من الموسم اﻷول من البرنامج الكوميدي ( أبلة فاهيتا Live من الدوبلكس)، مع وعد بالعودة بعد انتهاء شهر رمضان، وهو ما يمنحنا الفرصة للقيام بحصاد كامل عما قدمه البرنامج طيلة هذه اﻷسابيع الماضية، وهل استطاع أن يكتسب أرض جديدة بعد عرضه في التليفزيون تضاف إلى أرضيته اﻷساسية في مواقع التواصل الاجتماعي التي انطلق منها في اﻷساس، لكن الأمر يحتاج قليلًا للعودة إلى الوراء بضعة أشهر.
بعد توقف - أو بالأحرى إيقاف - البرنامج التليفزيوني الساخر ( البرنامج) لـ باسم يوسف على فضائية CBC، ظل القائمون على إدارة الشبكة في عملية بحث دائم عن برنامج مسائي ساخر يحل محل برنامج باسم يوسف، وظنوا أنهم قد وجدوا ضالتهم المنشودة في أكرم الشرقاوي الذي اشتهر من قبل ببرنامج (لا سوستا شو) بالإضافة إلى تقديمه شخصية "حمزاوي" في سلسلة الإعلانات الشهيرة التي أنتجتها قنوات ميلودي منذ سنوات، فخرج برنامج ( عرض كبير) الذي خصصت له ميزانية ضخمة، ولكن ما أن بدأ البرنامج حتى اتخذت شبكة قنوات CBC القرار بإيقاف عرضه على شاشاتها بعد 7 حلقات فقط، ثم جاء الدور على أبلة فاهيتا هذه المرة.
وقبل أسابيع من عرضه، انتشرت لافتات الدعاية لبرنامج أبلة فاهيتا في جميع أرجاء القاهرة الكبرى على خلفية من الشعبية الفائقة التي حققتها "الأبلة" رويدًا رويدًا في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تمتد هذه الشعبية نحو التليفزيون من خلال عدد من الإعلانات التجارية بالإضافة إلى ظهورها في عدد من البرامج التليفزيونية ومنها برنامج البرنامج نفسه.
طيلة هذه الفترة قبيل العرض، كان كل ما يؤكد عليه البرنامج في كافة إعلاناته أنه سيكون برنامجًا "للكبار فقط" دون أي تفاصيل إضافية، واضعًا تحت هذه الملحوظة عشرات الخطوط وكأن هذه الرسالة لم تصل بشكل كافي منذ البداية، مع محاولة إيصالها بأكثر الطرق ورودًا في الذهن، كمثل تصويرها وهى تحمل رواية Fifty Shades Of Grey لإي إل جيمس، أو وهي تستحم في البانيو، أو حتى وهى ترتدي روب منزلي، وكل ذلك دون أن نرى أي لمحة مما يحمله البرنامج أبعد من ذلك.
ومع بدء عرض البرنامج على شاشة CBC، بدأت الصورة في الجلاء أكثر فأكثر، مع مرور الحلقات كان البرنامج يحاول أن يبدو مختلفًا على الصعيد البصري عن برنامج البرنامج، خاصة لكونه قد صُور هو الآخر على مسرح راديو، الديكور تم تصميمه لكي يكون دوبلكس حقيقي ومتماشي مع الطابع العام، تصميمات أزياء بإمضاء ناهد نصر الله، مع الحرص على تواجد مجموعة من نجوم الفن واﻹعلام في كل حلقة.
يتضح مع المتابعة مدى فقر المادة التي تشكل العمود الرئيسي للفقرات المكتوبة، حتى أن بعض الفقرات قد لا تتجاوز الخمس دقائق، حيث يحاول فريق الكتابة في كل حلقة أن يسير على شعرة رفيعة بين الشأن العام بدون التطرق بشكل مباشر إلى اﻷمور السياسية أو التطرق للأداء اﻹعلامي، وبين جاذبية المحتوى المقدم، لكن ذلك لا يحدث، ﻷن اﻷولوية هنا لا توجه أبدًا للكتابة بقدر ما توجه لتلميع أبلة فاهيتا طوال الوقت، مع التركيز حتى التخمة على استخدام كافة اﻹيفيهات التي ميزتها دومًا "يهدكم" "يا سوسو"... إلخ.
ومع فقر الكتابة، يحاول البرنامج أن يتكيء بشكل واضح على الضيوف الذين يتم استقدامهم في كل حلقة لكي يتحملوا مع القائمين على البرنامج عبء كبير من محتوى البرنامج، وتسير اﻷمور في كل مرة على شكل مساجلة باﻹيفيهات بين أبلة فاهيتا والضيف، وهو ما أدى إلى رسوخ شيء من السميترية أو التكرار في الشكل الذي يبدو عليه اﻷمر كل مرة، ناهيك عن أن فقرة الضيف وحدها قد تلتهم ثلثي الحلقة في أغلب اﻷحيان، وقد تدور عدة حوارات في نفس الفلك، مثلما حدث في حلقات عائلة الفنان سمير غانم كمثال بارز.
قد نقر بأن أبلة فاهيتا شخصية جذابة في الفضاء الافتراضي على أكثر من وجه، وهناك الكثير من المتعة في عالمها اﻷول، لكن التليفزيون كشف عن وجه آخر غير أصيل، خاصةً مع محاولتها ارتداء جلباب باسم يوسف رغم كونه على غير مقاسها.