وأخيرًا تم الإعلان ظهر أمس بعد طول انتظار عن ترشيحات جوائز الأوسكار لهذا العام، التي تعد درة التاج في موسم الجوائز الأمريكية، والتي سيتم الإعلان عن الفائزين بها في حفلها السنوي في الثامن والعشرون من شهر فبراير القادم.
ومع كل مؤتمر يأتي للإعلان عن الترشيحات، لابد أن تبرز في كل مرة عدد لا بأس به من المفاجأت سواء السارة أو غير السارة التي تخالف كل التوقعات المسبقة والمبنية على الاتجاهات التي يسير إليها موسم الجوائز.
Carol بدون أفضل فيلم وأفضل مخرج:
بالرغم من نيل فيلم Carol لست ترشيحات لجوائز الأوسكار وعلى رأسها أفضل ممثلة وأفضل ممثلة مساعدة، إلا أن المفاجأة هى عدم ترشح الفيلم لجائزتي أفضل فيلم وأفضل مخرج لـ تود هاينز، على خلاف الجوائز السابقة التي فرضته من المرشحين الرئيسيين في هذه الفئات، وآخرها جوائز البافتا البريطانية التي نال منها 9 ترشيحات.
دافيد أو راسل لم يعد طفلًا مدللًا للأوسكار:
منذ عام 2011، كان يبدو أن السيناريست والمخرج دافيد أو راسل قد بات طفلًا مدللًا لدى اللجنة القائمة على جوائز الأوسكار التي رشحته لجائزة أفضل مخرج عن أفلامه The Fighter و Silver Linings Playbook و American Hustle بالإضافة إلى ترشيحه لأفضل سيناريو عن الفيلمين الأخيرين، وهو للحق مخرج جيد ومتفوق للغاية في توجيه الممثلين، والدليل على ذلك هو نجاحه في توصيل ثلاثة ممثلين تحت قيادته للفوز بالأوسكار وهم كريستيان بيل و ميليسا ليو و جينيفر لورانس، لكن يبدو هذه المرة أن حدة النقد السلبي الذي واجه فيلمه الأخير Joy قد سحب البساط من تحت قدميه، ولم ينل الفيلم سوى ترشيح وحيد لبطلته جينيفر لورانس في فئة أفضل ممثلة.
غياب سكوت وقدوم إبراهامسون:
مع الحفاوة الكبيرة التي قوبل بها المخرج ريدلي سكوت وعودته القوية في موسم الجوائز هذا العام عن فيلمه The Martian، كانت غالبية التوقعات تنبيء بعودته إلى إحدى المقاعد الخمسة للمرشحين في فئة أفضل مخرج، لكن المفاجأة إن هذا لم يحدث على الرغم من ترشح فيلمه لسبع جوائز أوسكار.
وفي المقابل، أتيحت الفرصة للمخرج ليني إبراهامسون لكي يكون مرشحًا في نفس الفئة التي لم يرشح لها سكوت، وذلك عن منجزه الهام في فيلم Room، وهى للحق مفاجأة سارة، خاصة مع غياب اسمه بشكل شبه كلي عن موسم الجوائز بالرغم من التمثيل القوي لفيلمه في هذا الموسم.
Steve Jobs وThe Hateful Eight خارج سباق السيناريو:
طوال الموسم، لم تخلو تقريبًا أي قائمة من قوائم الترشيحات من تواجد آرون سوركين بفضل سيناريو فيلمه Steve Jobs المقتبس عن كتاب بنفس الاسم للصحافي والتر إيزاكسون، بالإضافة إلى تواجد كوينتن تارانتينو بسيناريو فيلمه The Hateful Eight، وذلك قبل أن تأتي ترشيحات الأوسكار لتطيح بكلاهما خارج السباق تمامًا.
الـ"ذيب" ومريم يحجزان مقاعدهما:
في مفاجأة سارة للغاية، خاصة للسينمائيين في العالم العربي، نجح الفيلم الأردني ذيب للمخرج ناجي أبو نوّار في التأهل للترشيحات النهائية في فئة أفضل فيلم أجنبي، ولم تكن المفاجأة فقط لكون الفيلم قادمًا من المنطقة العربية فحسب، بل بسبب جودته الفنية التي ساعدته في الحصول على تقدير كبير من كافة المحافل السينمائية العالمية منذ عام 2014 وفرضته واحدًا من أهم المنجزات السينمائية القادمة من هذه المنطقة.
ومن المنطقة العربية أيضًا، نجح الفيلم الفلسطيني القصير السلام عليكِ يا مريم في الوصول للترشيحات النهائية ضمن فئة أفضل فيلم روائي قصير، مما ضاعف من حجم المفاجأة لدى الجميع.