(تحذير: المقال قد يتضمن كشفًا لبعض أحداث المسلسل)
”المرأة الحمراء“ هو عنوان الحلقة الأولى من الموسم الجديد الذي طال انتظاره، والذي تقول إعلاناته التشويقيَّة بوضوح إن كلًّا من بطلاته لديها دور رئيسي في الأحداث ستلعبه هذا العام. المرأة الحمراء التي نعرفها هي مليساندرا، التي نتوقَّع أن تكون لها يد في عودة چون سنو إلى الحياة، بعدما تبيَّن لها أنها كانت مخطئة عندما اتبعت ستانيس باراثيون باعتباره التجسُّد الجديد للبطل الأسطوري أزور آهاي. على الرغم من الاختلافات بين مليساندرا المسلسل وتلك التي في الروايات، مثل أن الثانية لم تفقد إيمانها تمامًا بستانيس بعد، ولم تدفعه إلى التضحية بابنته، كما أنه لم يأخذ أيًّا من نسائه معه إلى معركة وينترفل التي لم تحدث بعد ولا يزال حيًّا، فمن نقاط التشابه بين الاثنتين هو بداية اقتناعهما بأهمية چون، حتى أنه في الفصل الأول المعروض من وجهة نظرها في الرواية الخامسة ”رقصة مع التنانين“، تقول في أحد المشاهد: «أصلِّي من أجل لمحةٍ من أزور آهاي، فلا يُريني رالور غير سنو».
لكن يبدو أن هناك امرأة حمراء جديدة ستدخل اللعبة، هي كينڤارا راهبة إله النور التي يبدو أنها ستلعب دورًا في ميرين يتم التمهيد له منذ الموسم الماضي، عندما مرَّ تيريون لانستر قبل اختطافه براهبةٍ أخرى تبشِّر بدنيرس كقائدة للعالم، وهذا قريب من النسق الذي تمضي فيه الأحداث في الكُتب، فيما عدا أن كينڤارا هذه تحلُّ هنا محلَّ راهب أحمر آخر هو موكورو، الذي يلتقي به تيريون في رحلته إلى ميرين، ثم يظهر موكورو من جديد مع شخصيَّة محذوفة من المسلسل، هي ڤيكتاريون جرايچوي قائد أسطول جُزر الحديد الذي يسعى إلى دنيرس ليُنقذ ميرين المحاصرة بعدة جيوش من البر والبحر في هذه اللحظة، على أمل أن تقبل دنيرس الزواج منه فيسيطر عليها وعلى تنانينها. ما سيحدث في المسلسل سيختلف بالطبع، بما أن هناك ما يدل على أن تحلَّ يارا محلَّ ڤيكتاريون وتسعى إلى ميرين بدورها (في التريلر الثاني نراها في مدينة ڤولانتيس الحرَّة)، لكن في الموقفين تلعب امرأة في المسلسل دورًا كان لرجل في الكتاب. هل يُحتمل كذلك أن تكون المرأة الحمراء هي ليانا ستارك في ”فِراشها الدامي“ عندما يجدها أخوها ند؟ إنه المشهد المنتظر لقتال ”بُرج البهجة“ الذي قرأنا عنه القليل جدًّا في الكتاب الأول ولم يتعرَّض له المسلسل بعد، المشهد الذي قد يجيب أخيرًا على سؤال حقيقة نسل چون سنو.
***
link]
***
«لتذهبي شمالًا يجب أن ترتحلي جنوبًا، لتَبلُغي الغرب يجب أن تذهبي إلى الشرق، لتمضي قُدمًا يجب أن تعودي أدراجكِ، وكي تمسِّي النور عليك أن تمرِّي أسفل الظِّل».
كويث لدنيرس - ”صِدام الملوك“، الكتاب الثاني من ”أغنية الجليد والنار“
ويبدو أن دنيرس ستعود أدراجها إلى حيث بدأت بالفعل. إنها الآن أسيرة لدى كالاسار الكال چاكو، الذي أعلن نفسه كالًا وكوَّن كالاساره الخاص بعد وفاة الكال دروجو، وها هي في طريق العودة شرقًا إلى ڤايس دوثراك، مدينة شعب الدوثراكي المقدَّسة التي لا تُراق فيها الدماء، وتنصُّ التقاليد على أن تقضي فيها كلُّ كاليسي مات كالها ما تبقى من حياتها، وستمرُّ أسفل ظل بوَّابة الجياد. الفارق هذه المرة أن معها تنِّينًا ضخمًا لا يملك الدوثراكي فرصة مواجهة نيرانه، ما قد يكون مؤشِّرًا على أن دنيرس ستُخضعهم لإرادتها وتكون أول امرأة تقود كالاسارًا من الدوثراكي في تاريخهم، وأول من يدفعهم إلى عبور البحر الضيِّق، بعد العودة بهم إلى ميرين طبعًا واستعادة زمام السيطرة على الأمور هناك، قبل أن تُعطي الأوامر لجيوشها بالتحرُّك إلى وستروس، لترسو سُفنها في جنوب البلاد توطئةً للاتجاه شمالًا.
***
من الصعب التكهُّن بمسار الأحداث مع سانزا في هذا الموسم، للاختلاف الشاسع بين الشخصية في الروايات والمسلسل في هذه المرحلة. توحي الإعلانات بأن سانزا ستظل في الشمال لفترة على الأقل، وأنها ستكون في وضع أفضل إلى حدٍّ ما عما كانت في المواسم الماضية، بينما حتى الفصل الذي نشره چورچ مارتن من وجهة نظرها من الكتاب السادس ”رياح الشتاء“ -الذي لم ينته من كتابته بعد- ما زالت سانزا في ”الوادي“، حيث يسعى پيتر بايلش إلى تزويجها من قريب له. مَن تزوَّجت من رامزي بولتون في الروايات في الحقيقة هي چين پوول، ابنة وكيل ند ستارك وصديقة سانزا القديمة، وقد ادَّعت عائلة بولتون أن الفتاة هي آريا ستارك ليُحكموا سيطرتهم على الشمال. إنه الحدث نفسه تقريبًا لكن بشخصيَّات مختلفة، ما قد يعني أن يكون هناك لقاء فعلي بين سانزا وأخيها چون هذا الموسم، لأن چين نجحت في الهروب من رامزي بمساعدة ثيون، واتَّجهت إلى الجِدار لتكون في حماية چون.
إذا ذهبت سانزا إلى أراضي النهر حيث عائلة أمها، فهناك احتمال أن تلعب هي الخط الدرامي الخاص بالليدي ستونهارت، الذي لم يجد طريقه إلى المسلسل بالشكل الذي ورد به في الكُتب. الليدي ستونهارت هي كاتلين ستارك التي عادت إلى الحياة بعد الزفاف الأحمر على يد جماعة اللورد بريك دونداريون، لكنها عادت شخصيَّة مشوَّهة شديدة القسوة لا ترغب في شيء غير الانتقام ممن قتلوا أهلها أو شاركوا ولو من بعيد في خيانتهم. قد تلعب سانزا هذا الدور إذن، خصوصًا أننا رأينا في التريلر الثاني أن بِريان ستكون في منطقة أراضي النهر بالفعل، وكذلك چايمي لانستر، ونعرف أن عائلة فراي ستظهر في هذا الموسم، والآن قد تضطر بِريان للاختيار بين قَسمها لكاتلين ستارك ووعدها لچايمي.
آريا من ناحية أخرى لا تزال تبدو في مرحلة التدريب كي تكون ”لا أحد“. كلُّ ما يمكنني أن أقوله إنها ستكون رحلة صعبة بالنسبة لفتاة مثلها تقمَّصت شخصيَّات كثيرة جدًّا، منها آري وويزل وكات وبِث ومِرسي وسولتي ونايميريا!
***
«يحسبون أن هذا سيحطِّم كبريائي، أن هذه نهايتي، لكنهم مخطئون».
سرسي - ”رقصة مع التنانين“، الكتاب الخامس من ”أغنية الجليد والنار“
أفكار سرسي أثناء مشية الكفَّارة أو مشيَّة العار لا لبس فيها. إنها تنوي الانتقام من جميع من أهانوها، سواء من جماعة العصافير الدينيَّة المتعصِّبة أو أهل المدينة الغوغاء، وفقدت اثنين من أطفالها بالفعل (مارسلا لا تزال حيَّة في الكتاب وإن أصيبت بتشوَّه في وجهها أثناء محاولة لاختطافها في دورن). قد تكون عائلة تايرل متحالفة مع عائلة لانستر في هذا الموقف، لكن لا شك أن سرسي تنوي إزاحة هؤلاء بدورهم فيما بعد. حارسها الشخصي عملاق عاد من على شفا الموت في صورة آلة للدمار لا أكثر، وسرسي تفقد عقلها ببطء مع الوقت، فليس من المستبعد إذن أننا بصدد أن نرى ”الملكة المجنونة“ التي تقرِّر إحراق كينجز لاندنج بمن فيها.
هل سيضطر چايمي لأن يقتلها ليُنقذ المدينة للمرة الثانية؟ في الكتاب حذَّرتها العرَّافة من شخص اسمه ”الڤالانكار“ سيقتلها، والكلمة تعني ”الأخ الصغير“ في اللغة الڤاليريَّة. ليس تيريون وحده أخاها الصغير، بل چايمي كذلك. كل هذه توقُّعات قد تكون سليمة بدرجةٍ أو بأخرى أو تخطئ تمامًا، في الحالتين أتمنَّى أن تكون هناك مفاجآت لم تخطر لأيٍّ منا، فهي المرة الأولى التي نشترك فيها كلنا من قرَّاء ومشاهدين في لهفتنا على معرفة ما سيحدث في الحلقات القادمة وليس في جعبتنا غير التكهُّنات. ڤالار مورجولس!