مع وصوله للسابعة والثلاثين من العمر، نجح الكاتب والمخرج اﻷمريكي جيف نيكولز بأفلام قليلة في تحقيق مسيرة فنية لافتة للنظر، حيث تم ترشيحه منذ أشهر قليلة للفوز بجائزة الدب الذهبي ﻷفضل مخرج في الدورة الأخيرة لـمهرجان برلين السينمائي الدولي عن فيلمه Midnight Special.
بعد شهور قليلة، يعود نيكولز للمرة الثانية في تاريخه السينمائي لـمهرجان كان في نسخته التاسعة والستين ليتنافس على جائزة السعفة الذهبية عن فيلمه الخامس Loving الذي يقوم ببطولته جويل إجيرتون وروث نيجا ويتعاون فيه للمرة الخامسة مع ممثله اﻷثير مايكل شانون.
يحكي الفيلم قصة حقيقية عن ريتشارد وميلدريد لوفينج، رجل أبيض وامرأة سوداء وقعا في الحب وقررا الزواج، وذلك خلال فترة التمييز العنصري في الولايات المتحدة اﻷمريكية خلال نهاية حقبة الخمسينات من القرن الماضي. لكن لسوء حظهما أن القانون وقتئذ كان يحظر تمامًا الزواج بين البيض والسود، وما أن تزوجا حتى قُبض عليهما وحُكم عليهما بالسجن، إلا أن سجنهما هذا هو الذي أشعل الشرارة نحو مناهضة هذا القانون العنصري المتعسف بعد تصعيد الأمر أمام المحكمة العليا.
لاقى الفيلم حفاوة نقدية واسعة فور عرضه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان هذا العام، وتوقع الكثير من النقاد والمعلقين أنه سيتواجد بقوة في سباق اﻷوسكار القادم عام 2017. فقد امتدح بشدة الناقد بيتر ديبروج، من مجلة Variety، اﻷداءات الرئيسية لإجيرتون ونيجا، ووصف الفيلم بأنه "هادئ النبرة وذو صوت ناعم لا تجد فيه أحدًا يعلو بصوته أو يصرخ في وجه الظلم البين". كذلك اتفق مع هذا الأمر الناقد تود مكارثي من موقع The Hollywood Reporter، إذ أكد أن الفيلم لا يحاول أن يفحم مشاهده بأهمية قضيته بقدر ما يحاول سرد قصته بطريقة هادئة تتناسب مع طبائع شخصياته الرئيسية.