(تحذير: المقال يحتوي على كشف لأحداث الحلقة)
صدرت الحلقة الثامنة من الموسم السادس من Game of Throne بعنوان No One أو "لا أحد" في إشارة إلى آريا التي تعثرت كثيرًا جدًا في أن تصبح كذلك.
بعد هذه الحلقة، يمكننا القول بكل ثقة أن جميع الشخصيات الغائبة من المواسم السابقة قد عادت للظهور ثانية في الموسم السادس. حيث اكتمل النصاب هنا بعودة ثوروس وبيريك دونداريان منذ آخر ظهور لهما في نهاية الموسم الثالث.
تتسم الحلقة بالعنف الشديد في معظم الخطوط الدرامية المشاركة فيها. سيرسي اختارت العنف صراحة، لكن الجميع اتخذه كخيار رئيسي في التعامل على أية حال.
ينال الهاوند انتقامه من قتلة رفاقه القرويين التابعين للأخوية، وأثناء ذلك يلتقي بثوروس وبيريك دونداريان بعد آخر لقاء بينهم في محاكمة الهاوند بالقتال بينه وبين بيريك، والتي هُزم الأخير فيها وأعاده ثوروس للحياة مرة أخرى.
بيريك يحاول إقناع الهاوند بالانضمام لهم وللأخوية لأنهم جزء من شيء كبير يدور في ويستروس، والهاوند اقتنع تقريبًا بالأمر. معروف أن الأخوية تم إنشاؤها بشكل غير مباشر بواسطة نِد ستارك من أجل الدفاع عن الضعفاء والفقراء والمساكين الذين لا ينتمون إلى بيت نبيل. ولاء الجماعة غير مشروط لآل ستارك وآل براثيون، وهي جماعة مناهضة لآل لانيستر، تقريبًا الوحيدة التي ظلت كذلك في الممالك السبع بعد حادثة الزفاف الأحمر. ويبدو أنها ستكون جزءًا هامًا في المعركة القادمة.
يرحل فاريس عن ميرين في مهمة سرية إلى ويستروس بحثًا عن حلفاء جدد للكاليسي كي يكونوا في صفها عندما تُغير على الممالك السبع. أقرب الحلفاء الذين يمكن ضمهم لصف دانيريس هم دورن وجزر الحديد. معروف أن آل مارتيل يكنون الولاء خفية للتارجارين، وكانوا سيعلنون انضمامهم لجيش الكاليسي فور أن تطأ قدمها أرض ويستروس. لكن بعد أن خسف كُتاب المسلسل الأرض بآل مارتيل وحل محلهم "ساند سنيكس" بقيادة إيلاريا ساند، لا نعلم ماذا سيكون موقفهن تجاه الكاليسي. يمكن أن تكون مهمة فاريس سهلة في إقناعهن بالأمر من مبدأ عدو عدوي صديقي، كما أنهن لن يجدن حليفًا أقوى من الكاليسي وتنانينها للانتقام من اللانيستر.
موقف جزر الحديد معقد قليلًا لأنهم انقسموا إلى شطرين، الشطر الأول قابع هناك بقيادة إيرون جريجوي والذي يسعى لبناء أسطول من ألف سفينة يقودها إلى الكاليسي ويتزوجها ويعود بها إلى ويستروس ويجلس على العرش الحديدي، وهو حلم ساذج وبعيد المنال جدًا، خاصة وأنه ليس من النوع الذي تفضله الكاليسي على أية حال. والشطر الثاني في طريقه إلى الكاليسي بالفعل بأسطول ضخم بقيادة يارا وثيون.
فاريس لا يعلم أن أسطول يارا وثيون في طريقه إلى ميرين، وأتوقع أن فرصتهما صارت أقرب للحصول على رضا الكاليسي في ظل هجوم الأسياد على ميرين من ناحية البحر، وقد يكون أسطول يارا وثيون هو خلاص الكاليسي من ذلك الهجوم الغادر، وهو ربما ما سنراه في الحلقة الأخيرة من هذا الموسم.
كم هي غريبة وشائكة العلاقة بين جيمي وبريين، احترام متبادل يشوبه بعض الحب الخجول الذي لا يمكن أن يكتمل بسبب التعقيد الذي يملأ عالمهما البغيض.
حوار جيمي مع سجينه إدميور تالي أمير ريفيران كان ممتعًا جدًا، وأعاد لنا جانبًا افتقدناه كثيرًا من شخصية جيمي، والذي استطاع أن يُحكم سيطرته على إدميور ويستغله في إنهاء الحصار واسترداد القلعة بسهولة كي يعود إلى أخته وحبيبته سيرسي في العاصمة مرة أخرى.
راح ضحية تلك المناورة الحوت الأسود بريندين تالي، وفقدت سانسا حليفًا مهمًا في معركتها ضد رامزي. كما فشلت بريين في مهمتها وهي الآن في طريقها للعودة إلى جيش آل ستارك، ونتمنى أن تلحق به وتنضم إلى معركة اللقيطين المنتظرة والتي سنشاهدها في الحلقة القادمة.
مواجهة عنيفة تأخرت كثيرًا منذ بداية الموسم بين سيرسي وكتائب الدين التابعة للعصفور الأكبر، يقتل فيها الماونتين أحدهم، ويأتي الرد من العصفور الأكبر على لسان الملك تومين بكل خبث ودهاء؛ فيحرم سيرسي من المحاكمة بالقتال بمرسوم ملكي عام لا رجعة فيه.
بعد صدمة سيرسي في ابنها، يخبرها كايبيرن بأنه وجد معلومات كثيرة جدًا بخصوص الإشاعة القديمة التي أمرته في التحقيق فيها. الإشاعة هي أن هناك مخزون هائل من قنابل سائل Wildfire أو "النار الغاشمة" -السائل الذي تم استخدامه في معركة "بلاك ووتر"- مخبأ تحت الأرض من قبل الملك المجنون في جميع أنحاء كينجز لاندينج بما في ذلك "سبت بيلور العظيم" مقر كتائب الدين و"ريد كيب" البلاط الملكي نفسه. جيمي هو الذي كان قد صرح بهذا في أحد حلقات الموسم الثالث، وفي هذه الحلقة لمح إلى أن أمهات كسيرسي وكاتيلين قد يحرقن مدنًا من أجل أبنائهن، في إشارة إلى ما ستفعله سيرسي في كينجز لاندينج والعصفور الأكبر ومقره. كما يدعم هذه النظرية أيضًا ظهور ذلك السائل في رؤى بران، وهي رؤيا لم تحدث حتى الآن.
أنقذت السيدة كرين آريا من الموت كما توقعت في المقال السابق، لكنها سرعان ما قُتلت على يد الفتاة المجهولة "الويف". ثم تحدث مطاردة مثيرة وشيقة في حواري برافوس بين الويف وآريا تنتهي بمقتل الأولى بالطبع.
للأسف لم نستطع مشاهدة المعركة بينهما كما كنا نتمنى لأن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تهزمها بها آريا هي أن تقاتلها في الظلام، وبالتالي لم يكن في وسعنا رؤية المعركة. واضح أن آريا تستطيع القتال في الظلام لأنها تدربت على ذلك، لكن الويف لا يمكنها ذلك؛ فارتد الأمر في وجهها شر ارتداد ودفعت الثمن غاليًا جدًا.
اتضح أيضًا أن جاكين هجار يكن احترامًا شديدًا لآريا رغم كل شيء، وتركها ترحل من المنزل الأبيض والأسود ومن برافوس دون أن يعترضها بأي شكل. ربما كان يتمنى جاكين في قرارة نفسه ألا تُقتل آريا وألا تصبح من الرجال المجهولين وأن ترحل لديارها كما فعلت في النهاية وهي ما تزال آريا ستارك؛ وذلك حتى يتسنى لها الانتقام ممن تريد. أعتقد أن دور جاكين في القصة قد انتهى إلى هذا الحد، وربما لن نراه ثانية.
آريا عائدة إلى ديارها وينترفيل، وريكون أسير هناك لدى رامزي، وجون سنو وسانسا يزحفان بجيش لاسترداد وينترفيل، وهناك احتمال لا بأس به أن يعود العم بينجين ستارك ببران إلى وينترفيل. أي أنه من الممكن أن نرى آل ستارك مجتمعين مرة أخرى في نهاية هذا الموسم، وهو أمر لم يحدث منذ الموسم الأول.