أولًا، الكاتب بهاء طاهر من الكتاب المفضلين لدي، وقرأت كل أعماله، وواحة الغروب من أكثر الروايات التي جذبتني وكنت أمثل الشخصيات أثناء القراءة وقرأتها أكثر من مرة، وعلمت أن كاملة أبو ذكري اختارتني لتجسيد الشخصية منذ 2006، ولم أعلم إلا العام الماضي فقط، الدور هناك كبير ومحوري وشركة الإنتاج من خلال المنتج جمال العدل المغامر، كلها أسباب دفعتني للدخول في الدور.
بدأت التجهيز للشخصية منذ عام من خلال بروفات اللحية والمكياج والملابس، ومن خلال محاولات كثير لتربية اللحية فكانت غير مناسبة واستقدمنا متخصصين في اللحى ولم تكن مناسبة حتى توصلنا للشكل النهائي من خلال أحمد مصطفى بعد اختيارات كثيرة، وأيضًا ريم العدل المتميزة في الأزياء، وهذه الخطوات كانت تحت إشراف "الجنرال" كاملة أبو ذكري التي تعتبر بطلة العمل.
دعنا نقول أن أحد مشاكل العمل خطة فريق الكتابة، فالفريق تكون من مريم نعوم وهالة الزغندي وأحمد بدوي، فالثلاثة موهوبين، لكن كانت هناك مشكلة في خطة الكتابة والتوقيت ومتى ننتهي ونسلم الحلقات، فأثر هذا الموضوع في العمل، لكن النتيجة النهائية ليسة سيئة، فهي جيدة، وكانت من الممكن أن تكون أفضل بكثير مع قليل من التنظيم.
الطقس بين البرد الشديد والحر الشديد والرياح والعواصف وكوكتيل من الفصول وارتداء الملابس الشتوية في الحر والعكس والهبوط الناتج عن الحر، والمشاهد الجماعية كانت صعبة للغاية، فخارجيا تكون لدى"المجاميع" خبرة ووعي بالتصوير، لكن هنا لدينا مشكلة في ذلك، فمن الممكن أن نعيد التصوير بسبب أحد المجاميع الذين يضحكون أو يرن هاتفهم أو ينظرون للكاميرا أو غير ذلك.
عملت مع كاملة أبو ذكري كثيرًا، بل كنت أكثر ممثل يعمل معها، فعملت معها في "واحد صفر" و"ذات" و"واحة الغروب"، وكان دائما يسألوني عن توقعاتي من كاملة لأني أكثر من عملت معها، كاملة لديها إصرار شديد أن يخرج المشهد كما تريد بالرغم من أنه يأتي ضد رغبتنا، فهي مثل القطار المستقيم ولم تتنازل عن شيء، فقامت بتأجيل مشاهد بسبب المكياج، ومشهد آخر بسبب اختلاف الضوء، وهذا الإصرار لأنها تسعى للكمال، وينسى التعب أثناء رؤية النتيجة.
اختيارها للعمل والورق نفسه والمخرج ومدير التصوير، وإصرار الشركة على أن تكون كل عناصر العمل جيدة، وأنهم لا يبخلوا على العمل ماديًا، وأن يكون لدى الشركة نظام عمل، وتحترم الممثل، وتوفر وسائل الراحة للممثل دون أن يطلب، فلو نظرنا إلى جمال العدل فهو منتج مثقف وواع ويناقش في العمل وله وجهة نظر فنية مميزة يختار مديري الإنتاج المميزين.
بالطبع لكل فنان ظروفه، فمن الممكن أن يحتاج أحد الفنانين لأكثر من عمل واحتمال أن يكون قادرًا على عمل ذلك، لكن دائما ما أقول يكفي عمل واحد حتى نعطي فرصة لغيرنا لإيجاد فرصة للعمل، وظهور وجوه أخرى، فلو قدم وجه معروف دور رشدي الشامي ما كان ليظهر، وبالنسبة لي أقدم عملًا واحدًا حتى أركز في عمل واحد، فبالكثير لا يعرف الممثل أن يركز في أكثر من شخصيتين وهو غير صحيح علميًا، إلا لو كانت أدوار صغيرة، فلو قدم خالد أبو النجا مسلسل آخر، هل سيكون متفرغًا لنا؟ بالطبع لا، وكان طاقم عمل واحة الغروب كله متفرغًا تماما وكنا نعمل في أي وقت ولأي مدة، وكان الإنتاج ملاحظ لذلك.
أعلم أن واحة الغروب عمل مهم وتوقعت له النجاح، لكن كنت أتوقع أن يكون ناجح على مستوى فئات معينة كالمثقفين أو يكون غامضًا، لكن المفاجاة كانت رد الفعل من جمهور كبير، ودعنا نقول أن هناك من لم يحب العمل ورأى فيه تطويل وملل، وأسبابه بسبب تعودنا على إيقاع أمريكي سريع لاهث، لكن الإيقاع التأملي في واحة الغروب صعب وجديد على طريقة السينما الفرنسية مثلًا، لو نظرنا إلى الصورة فهي كانت رائعة من حيث التصوير والإخراج، فكانت الردود مبهرة خاصة بشكل العمل مع بعض الملاحظات على الإيقاع أو نهايات الحلقات، وما يخص الدور أعمل ولا أنظر ماذا سيتم، فأقوم بالمذاكرة والاجتهاد، وهو ما أقوم به في كل أعمالي، أحب لعبتي وهذه لعبتي، وفوجئت برد فعل ضخم ومهول حول شخصية الشيخ يحيى، وحدثني المنتج جمال العدل كثير للتهنئة وللتشجيع بالرغم من أنه ليس من الصحيح أن ينال الممثل أثناء التصوير إشادة أو نقد، وأنا أفرح بهذه الإشادات لكن أقول أني مازلت اتعلم.
أنا لست من المتابعين الجيدين للأعمال، لكن الملاحظ ان هناك حالة مبهرة في الأداء التمثيلي المصري، وأصبح هناك عباقرة في التمثيل، فنلاحظ محمد علي و صفاء الطوخي وسيد رجب وصبري فواز وهذه الشريحة المبدعة من الممثلين، والجيل القديم كنبيل الحلفاوي الذين يفاجئون الجمهور بأنهم يجددون دائمًا، بالإضافة إلى جيل الشباب مثل أحمد مالك وعمرو عابد وحنان مطاوع وريهام عبدالغفور وروبي، وأرى هناك ظاهرة أو بلالين تظهر لعامين وتختفي وهؤلاء ليسوا ممثلين، وعلى مستوى المسلسلات أرى ردود الفعل جيدة حول هذا المساء ولا تطفئ الشمس والجماعة 2 ورمضان كريم.