شاب مصري يتمتع بدماثة الخلق والسيرة الطيبة، ويحظى دائما بثقة كل من حوله، لديه الموهبة في التأليف والإخراج وينتظر الفرصة المناسبة لكي يُعلن عن نفسه في عالم الفن والسينما، بالأضافة إلى ذلك يتحمل كل عام مشقة وحمل مهرجان الإسكندرية السينمائي برفقة أصدقائه، والذي يُعد واحدًا من مؤسسيه، وتم تكريمه من وزارة الثقافة العراقية عن فيلمه "صورة وبرواز" وقدم فيلم "سكر ولاد"، وشارك به في أكثر من 15 مهرجان سينمائي دولي، وحصل على جوائز عديدة منها جائزة افضل سيناريو من مهرجان ريد كاربت بمملكة البحرين، السينما.كوم حاورت المُخرج الشاب الموهوب محمد سعدون بصفته مدير مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير وإليكم الحوار..
كيف رأيت الدورة الرابعة من المهرجان؟ و وما تقييمك لها؟
هذه الدورة مختلفة تمامًا لنا كإدارة المهرجان، فقد اسقبلنا ضيوف بشكل ثابت ودائم كانوا معنا يوميًا وهذا لم يحدث الدورات الثلاث الماضية، بسبب ميزانية المهرجان لم تكن تسمح باستقبال ضيوف المهرجان في فندق حسن المستوى، أيضًا وجود صحفيين ونقاد تابعوا معنا فعاليات المهرجاة وانشطته أول بأول فرق معنا للغاية، وإن شاء المولى أن تكون الدورة الجديدة أفضل من سابقيها.
ماذا عن المشاكل والمعوقات التي واجهتهكم في الدورة الرابعة؟
الحقيقة أن المشاكل كثيرة ولا تنتهي، حتى في الدورات القادمة، ولكن واجهتنا مشكلة المسرح وعرض الأفلام بداخله، الحقيقة أن "حلمنا" أن نعرض أفلام المهرجان في دور عرض سينمائية مجهزة تمامًا، فانت تعلم أننا نحصل على مسرح ونجهزه ليكون نوعًا ما مناسب لعرض الأفلام فيه ونحوله لدار عرض سينما وهذا أمر متعب كصوت وصورة وكل شئ ولكننا نذبل قصارى جهدنا للخروج بأفضل شكل ممكن، وأيضًا من ضمن المشاكل أننا كنا نريد أن نستضيف كل ضيوف المهرجان من الدول العربية ولكننا لم نستطع أن نوفر تذاكر الطيران، بعض الأشخاص جاءوا على نفقتهم الخاصة ونحن وفرنا لهم الاقامة، أريد أن أذكر لك ان الدورة الأولى شهدت قدوم وفد من السودان والبحرين على نفقتهم الخاصة ولم نكن موفرين لهم أي شئ، ولكنهم كانوا متحمسين للغاية بالأمر وبالفكرة وأن إدارة المهرجان جميعها شباب.
هل شعرت بالتجاهل بسبب عدم حضور المحافظ حفل الافتتاح؟
لن أستطيع أن أقول أن سيادة المحافظ لديه موقف مننا، فقد جلسنا معه وتحدثنا، وقال لنا "متزعلوش مني انا مشغول!" لدي مباني تقع ولدي مشاكل كثيرة، وتحدثنا معه عن موضوع الدعم وقال لنا أنه لن يستطيع دعم الدورة الماضية "الرابعة"، قال لنا أن الإسكندرية محافظة كبيرة للغاية يقطن بها ما يزيد عن 6 مليون مواطن، الأمر انه ليس متحمس للموضوع برغم انه يُحب السينما كما قال لنا، لقد أخبرنا أن نُقدم العام المُقبل على الدعم مُبكرًا وهذا بالفعل ما فعلناه الدورة الماضية "الرابعة" قدمنا خطاب الدعم من شهر يناير، أريد أن اقول أذا كان "سيادة المحافظ" معنا واستمر في منصبه في شهر "يونيو" أتمنى أن يقف معنا وبجانبنا ويدعمنا، فانت تعلم التغييرات التي تطرأ من وقتًا لأخر على المحافظين، نريد دعم محافظة الإسكندرية لنا ككيان بأقسامها وإدارتها وليس كشخص واحد.
ماذا عن مشكلة تأخر عرض الأفلام في أول يوم عرض المهرجان؟
ابتسم قائلًا: "إدارة المسرح اعتقدوا أن المهرجان هو حفل الافتتاح فقط" فحصل اغلبهم على إجازات فتحدثنا معهم وهاتفناهم إلى أن جاءوا من منازلهم، لن ألومهم لأن هناك مهرجانات كثيرة تكون عبارة عن حفل الافتتاح فقط، ولكن مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير "العروض" هي المهرجان "الصورة والصوت والمناقشة" هي المهرجان "الورش" التي تكون متواصلة بشكل مستمر على مدار الفعاليات المهرجان، بالتأكيد الافتتاح شيء مهم، ولكن لو حصل وننظمنا مهرجان بحفل افتتاح بسيطة لن يلومني أحد، فكرة حفل الافتتاح "اختراع عربي" للأسف في الخارج نشاهد مهرجانات كثيرة بدون حفل افتتاح، حفل الختام هو يوم إعلان الجوائز ، ولكنن استبعد فكرة التعنت من جانب موظفي المسرح.
رأيك في جودة ومستوى الأفلام التي عُرضت في المهرجان؟
نحن نركز على فكرة بناء جمهور للفيلم القصير، بمعنى أنه لو جاء لنا شخصين أو ثلاثة كل يوم لأول مرة وشاهدوا الأفلام، فهذا مكسب وإنجاز في حد ذاته، هؤلاء الأشخاص هم "الهدف" بالنسبة لنا نحن نريد نشر ثقافة الفيلم القصير، وبالنسبة لمستوى الأفلام فلدينا لجنة مشاهدة هي التي تختار الأعمال ليس لنا دخل في الأمر، ولكن إذا شاهدت بصفتي "مدير المهرجان" فيلم جيد يستحث التواجد بالتأكيد سنحثل عليه في المهرجان، مستوى الأفلام أقوى من الأعوام السابقة والعام المُقبل سيكون أفضل وأفضل.
ما المميزات التي شهدتها الدورة الرابعة لم تكن متواجدة في الدورات السابقة؟
لدينا ضيوف المهرجان من محافظات أخرى من بورسعيد والقاهرة، غير أن يكون هناك مخرج يأتي ليحضر عرض فيلمه ويضطر أن يعود لمحافظته ثانية، فكان لدينا مكان اقامة مميز كما قلت لك، العام الماضي لم يكن هذ متواجد، أيضًا شكل المطبوعات والجدول أفضل، وجود عدد مهم وكبير من الصحفيين والنقاد والمخرجين، واسعدني كثيرًا عندما كنت أرى مُخرج "ممنشن" صفحة المهرجان على الحساب الشخصي له بموقع "فيسبوك"، أريد أن أقول أن الدعم المعنوي شئ مهم للغاية لنا، أيضًا من المميزات عرض فيلم "البحث عن أبو العربي" للمُخرج الشاب أكرم البزاوي لأول مرة في مصر، ولكنه عُرض في مهرجانات مختلفة كمهرجان"روما" و"قبرص" و"لندن"، هذا في حد ذاته شيء مهم، وأيضًا فيلم "ونس" والذي حرص مُخرجه أحمد نادر جلال على عرضه الأول هنا في محافظته "الاسكندرية" الدورة الرابعة أفضل من الدورات السابقة وهذا يعود ايضًا لدعم وزارة الثقافة ونقابة المهن السينمائية والرعاة، هؤلاء دعمونا كثيرًا.
كيف تقييم الدورة الرابعة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير؟
اريد أن اقول أن ميزانية المهرجان ضعيفة لغاية مقارنة بمهرجانات أخرى تدعمها وزارة الثقافة، كنت اريد ضيوف أكثر كنت أتمنى أن يأتي كل صاحب عمل مُشارك في المهرجان إلى الإسكندرية ليحضر فيلمه ويُشارك في نقل ثقافات ومناقشات وتعارف أكثر، ولكن الميزانية ايضًا حالة دون ذلك، ولكن الشيء المُفرح أن جمهور هذه الدورة أكبر من جمهور الدورة الماضية والدورات السابقة، هناك أشخاص لا أراهم إلا في المهرجان يحرصون كل الحرص على حضوره وحضور فعالياته، وهذا إنجاز في حد ذاته.