أوضح الإعلامي عمرو الليثي أن الكثير من الأعمال الفنية التي مازالت تحتل جزءًا كبيرًا من وجداننا، فهي أفلام زمن الفن الجميل التي مهما تمر عليها السنين نجدها تزداد جمالاً وبريقا ولا نمل من مشاهداتها، ومن أجمل هذه الأفلام فيلم "السكرية" سيناريو وحوار والده المنتج والسيناريست الكبير ممدوح الليثي ومن إخراج المخرج الكبير حسن الإمام الذي قام بتقديم الجزء الأول والثاني من ثلاثية نجيب محفوظ للسينما.
وكان هذا هو التعاون الثاني بين ممدوح الليثي والمخرج حسن الإمام بعد فيلم "أميرة حبي أنا" الذي كتب له السيناريو والده والفنان الكبير صلاح جاهين وبالطبع لم يكن التعاون الأول بين والده ممدوح الليثي والأديب الكبير نجيب محفوظ حيث حظى بكتابة السيناريو والحوار للعديد من الأفلام المأخوذة عن قصص الأديب الكبير، مثل ميرامار وثرثرة فوق النيل وغيرهم.
وأشار الليثي إلى أن السينارست الكبير ممدوح الليثي كان أكثر ما يهمه عند كتابة سيناريو فيلم "السكرية" أن يوضح الأبعاد السياسية والاجتماعية والفكرية في تلك الفترة ورصد الصراعات العديدة التي تحدث بين الشخصيات الموجودة في أسرة "السيد أحمد عبدالجواد" عبر ذريته من الجيل الثاني والثالث والتي تتمثل في كل من ياسين وكمال الابن الأصغر، وأولاد ابنتيه عائشة وخديجة، في سن الشباب والتحولات السياسية والاجتماعية وتأثيرها على نضجهم ومساراتهم الحياتي، فكانت تلك الأسرة تعبر عن حياة مصر كلها ونرصد من خلالها الصراعات التي كانت تدور في المجتمع ككل، صراع الدين مع الإلحاد وصراع القداسة مع الجنس وصراع المادية مع المثالية وصراع الحلم مع الحقيقة.
وأضاف الليثي أن فيلم السكرية يعتبر من أكثر أجزاء الثلاثية إثارة فكرية لأنها تضعنا أمام نماذج نعايشها ومشكلات لا زلنا نحن أيضا نبحث عن حل لها؛ فالسكرية هي نقطة التقاء ثلاثة خطوط معًا، فهي جيل الأحفاد الذي يقف تجاه جيل الآباء من جهة وجيل الأجداد من ناحية أخرى.