قبل الخوض في حديثي عن الفيلم أريد أن أشرح حالتي قبل دخول الفيلم في السينما. كان بداخلي حالة شغف وقلق وخوف في نفس الوقت، ففكرة الجزء الثاني في مصر لديها تجارب فاشلة ونجاح ضعيف، لكن الفيل الأزرق لديه معزة خاصة عندي، فالجزء الأول كان بالنسبة لي هو نقلة في صناعة السينما، وكنت متخوف من فكرة فشل الجزء الثاني ويُظلم الجزء الأول.
تحذير هام! هذا المقال يحتوي على حرق لأحداث الفيلم.
.دعوني أتحدث في البداية عن النقاط السلبية في الفيلم:
-القصة والسيناريو:
هناك خطوط في الفيلم كان من الممكن الإستغناء عنها، على سبيل المثال خط ديجا "شيرين رضا" بالكامل ليس له علاقة بالقصة أو بالأحداث، وهذا خلق ثغرة في الحبكة الدرامية، وبسبب هذه الثغرة سأوضح لكم ما هو سبب تشويه وجه ديجا، وذلك بسبب أن ليس جميع الجمهور قد قرأ الرواية. ديجا بعد أن تركها يحيى في الجزء الأول ليذهب وينقذ شريف، حرق نائل الجن محل التاتو الخاص بها وهى كانت بداخلها، وهذا هو سبب التشويه الذي أصابها. تمنيت أن يطول خط إياد نصار "أكرم"، وكنت منتظر أن يساعد أكرم في إخراج نائل من هند صبري "فريدة"، كان من الممكن الإستغناء عن عدد من المشاهد، وخاصةً مشهد فرقة ديسكو مصر والديسكو بالكامل، والإكتفاء فقط بظهور عوني ويحيى يشتري منه الفيل الأزرق، مقابل أن يطول خط إياد "أكرم". مشهد السلسلة لم يتم الإعتماد عليه نهائيًا، وهو من المفروض أن يكون له علاقة بخروج نائل من فريدة!. بعض المشاهد حوارها ضعيف جدًا، فهل أراد أحمد مراد أن يقول أن نائل كان بداخل نيللي كريم "لبنى"، عندما أخبرت كريم عبدالعزيز "يحيى" بأنها كانت في غير وعيها عندما وضعت 20 قرص منوم في كوب لبن هانيا؟، بالرغم من أن هذا حدث قبل زواجها من يحيى.
-الممثلين:
مروان يونس شخص لطيف ومضحك لكن في السوشيال ميديا فقط، لكن التمثيل له "ناسه"، كان من الممكن أن يأتي المخرج بممثل له رصيد عند الجمهور كضيف شرف في مشاهد مروان يونس، وأيضًا كان صوته منخفض ولم أفهم بعض كلامه، ولا ألوم عليه في ذلك لأنه ليس بممثل. تارا عماد لم أقتنع بدورها تمامًا، بغض النظر عن إفيه التعويم الذي أعجب به الجمهور في مشهدها مع كريم عبدالعزيز، لكن فكرة الديلر التي تحمل مكنة فيزا والأكشن الذي حدث منها، بالنسبة لي ما هو إلا تكرار لمشهد مساعد ديجا في الجزء الأول، كان من الممكن أن تكون نجمة أخرى كضيف شرف أيضًا مع تعديل صياغة المشهد، فهذا العمل ضخم ويحتاج للتركيز واستعانة بممثلين ذو خبرات في جميع المشاهد. تامر هاشم بالنسبة لي "كاريزما" فقط، ولكن ليس بممثل، فهو في النهاية موسيقي وليس ممثل، ماذا لو كان على سبيل المثال فتحي عبدالوهاب يقوم بهذا الدور كضيف شرف في مشاهد السلطان؟ أظن أنها كانت ستختلف.
نأتي إلى الإيجابيات الموجودة في الفيلم:
-كريم عبد العزيز ممثل ممتاز، الوحيد من وسط نجوم الجيل الحالي في وجهة نظري الذي استطاع أن يتماشى مع إياد نصار، تعبيراته كانت ممتازة وغير طبيعية، لم أرى كريم من قبل يصدر هذه الحالات في أي عمل، يكفيني تعبيراته فقط في مقابلة هند صبري "فريدة" لأول مرة، وتعبيراته في مشهد المشاجرة بينه وبين نيللي كريم. -هند صبري أوصفها بأنها جنية تمثيل، النقل من حالة لحالة بالصوت والتعبيرات والحركة لم يكن متوقع تمامًا، نقل الحالة في مشهد كسر أصابعها كان غير طبيعي ومفاجأة. -نيللي كريم نجحت في إمساك الدور ولم يفلت منها، كان من الممكن أن تكون مغالية ولكن استطاعت أن تحافظ على أدائها وحالتها في مشاهدها.-إياد نصار كما وصفته من قبل غول تمثيل، ممثل غير سهل تمامًا، أي ممثل في دور أكرم كان من الممكن أن يكتفي بما هو مكتوب في السيناريو، لكن مباريات التمثيل التي كانت بينه وبين كريم عبدالعزيز وهند صبري كانت شيء فوق الخيال، وهو من أقوى نقاط الفيلم في وجهة نظري، وكما قلت أنني غير راضي عن حجم دوره في الفيلم وعن نهايته.
-ضيف الفيلم خالد الصاوي، قام فقط بمشهدين في الفيلم في دور شريف، ولكن كان أقوى الممثلين في الفيلم، النقل من حالة المصلي المغلوب على أمره إلى حالة الملبوس في ثواني كانت من أفضل نقلات الممثلين في الفيلم، وخالد الصاوي ليس بممثل سهل أيضاً، وبالنسبة لي أن مباراة التمثيل التي كانت ستصبح أعظم مباراة في الفيلم، هو الذي كان سيجمع إياد نصار وخالد الصاوي، وكما قلت أنه كان من الممكن الإستغناء عن مشاهد في الفيلم مقاب خط إياد وأيضاً خط شريف.
-أحمد خالد صالح ممثل شاب فرد جناحاته على باقي منافسيه في جيله، وأقول له: "اللي خلف.. ممتش"-أرفع القبعة لفريق الجرافيكس، فالجرافيك في الفيلم هو أقوى جرافيك تم عمله في تاريخ السينما المصرية، فكثير من الجمهور وأنا منهم كنا غير راضيين عن جرافيك الجزء الأول، لكن فريق العمل اعتذر لنا وقبلنا الإعتذار بسبب جرافيكس الجزء الثاني.
- أرفع القبعة لمروان حامد لبعده تمامًا عن طريقة تصوير أفلام الرعب الأجنبية ومحاولة سلوك طريق جديد في هذا النوع من الأفلام في مصر.-أحيي أحمد مراد على تتابع الفيلم، أعجبني إيقاع الفيلم السريع، وأعجبني الحوارات بين كريم وإياد، وأهم ما أعجبني هي نهاية الفيلم، التي كنت أنتظرها في الجزء الأول، وهي نهاية الرواية التي كان ينتظرها الجميع، وجعلني متشوق للجزء الثالث.
-هشام نزيه أبدع في موسيقى الفيلم، وبعد هذا الفيلم أصبح ليس له منافس.
-أحيي فريق ملابس الفيلم التي كانت جديدة من نوعها، وأحب أن أحيي فريق مكياج الفيلم، وخاصة فريق هند صبري في دور الغجرية.
وفي نهاية حديثي أحب أن أقول أن الفيلم أعجبني جدًا جدًا، ومنتظر الجزء الثالث بشغف، ولكن أطلب من صناع الفيلم تجنب أخطائهم المرة القادمة، وأحب أن أقول لأحمد مراد ومروان حامد وكريم عبدالعزيز أنني أنتظر بشدة فيلم 1919.