انطلق فيلم "لص بغداد" للنجم محمد إمام والمخرج أحمد خالد موسى بصالات العرض يوم الأربعاء الماضي، بعد أن ترك إعلانه انطباعًا كبيرًا لدى الناس بأن الفيلم متفرد تمامًا من ناحية الأكشن والمؤثرات. وجاء الفيلم نفسه ليؤكد هذا الانطباع مرارًا وتكرارًا من خلال مشاهده وأحداثه؛ فينبهر الجمهور ويُصاب بحالة إشباع سينمائي تام، وتتردد الأراء بين المشاهدين بأن الفيلم بلغ مستوى أكشن هوليوودي ومؤثرات لم يشهدوها من قبل في الإنتاجات العربية، وحين تسأل أحدهم عن سبب رأيه هذا، يُعدد لك مشاهد الأكشن المختلفة التي حبست أنفاسه والمؤثرات التي أبهرته في لقطات متباينة؛ فلا يترك لك سوى حماستك المتقدة بأن تذهب السينما وتعيش تجربة المشاهدة كما عاشها تمامًا.
نالت مشاهد الاشتباكات في الفيلم نصيبًا كبيرًا من إعجاب الجماهير؛ فتحدثوا عن إمام وتطوره البدني الذي يسمح له بتأدية حركات صعبة ومشاهد خطرة بنفسه، وكذلك أحمد العوضي الذي يشاركه في كثير من هذه المشاهد، فنشهدهما في اشتباكات كثيرة باستخدام الأيدي، وأحيانًا أخرى بأسلحة وأدوات مختلفة، مرة يشتبكان داخل سيارة، ومرات يشتبكان في أماكن متفرقة وبأساليب قتالية متنوعة وحركات بهلوانية متقنة تحوز إعجاب المتفرج. وكذلك تعالت الأصوات باختلاف أمينة خليل شكلًا وأسلوبًا، حيث ظهرت في اشتباكات عدة ضد إمام وضد ياسمين رئيس مؤدية حركات قتالية ربما لم نشهدها في أداء نسائي عربي من قبل، حتى أننا نراها في اشتباك بالمظلات الهوائية مع إمام بأحد المشاهد! وهي صورة راقت فيها أمينة للمشاهدين بشكل كبير. كما أن الفيلم لم يخلُ من اشتباكات تحت الماء؛ لينوّع قتالاته بكل الظروف وفي أماكن عِدة من خلال أساليب قتالية وحركات متباينة متقنة التنفيذ لحد الاستمتاع والانبهار بها دون أن تؤرقك تفصيلة، وهو مستوى ربما لم يصادفه المشاهدون سوى في الأفلام الهوليوودية.
ولم تتوقف الآراء التي تشيد بالفيلم عند هذا الحد، بل كان للمطاردات والمؤثرات المستخدمة فيها نصيب الأسد من الإعجاب، بدءًا من التنوع بين مطاردات سيارات ودراجات نارية ومظلات هوائية، وانتهاءً بتتابعات الأكشن ودرجة جودتها، فنشهد مطاردة سيارات يؤدي فيها إمام مستويات عدة؛ ينتقل خلالها من سيارة للأخرى طائرًا بالهواء، ويخوض اشتباكات داخل سيارة، ويتشبث بقاع الأخرى حتى لا يفقد أثر مطارديه، في مطاردة متقنة التفاصيل يصحبها إيقاع لاهث، وتنتقل من مستوى لآخر بسلاسة ممتعة فتصل بأدرينالين المشاهد لأعلى درجاته. هذا طبعًا غير لقطات انقلاب السيارة، والانهيارات المختلفة داخل المعبد وما دار فيها من اشتباكات، ومنظر الكنوز المتراصة في المقبرة، والسفينة الغارقة تحت الماء، وما احتوته تلك المشاهد من مؤثرات وتفاصيل فاجئت المشاهدين وأمتعتهم بشدة.
تجاوزت إيرادات لص بغداد 7 مليون جنيهًا خلال 4 أيام عرض، وهو مؤشر ممتاز يتناسب مع الانطباع الجيد الذي تركه إعلانه عند الجمهور وجعلهم ينتظرونه بشوق. وأتوقع أن يتصاعد هذا المؤشر بقوة بعدما أوفى الفيلم بوعوده وتعالت الآراء المتغنية بكوميدياه اللطيفة وأكشنه الهوليوودي الذي جانب الثغرات تمامًا هذه المرة، ومؤثراته المتقنة والمبهرة لأبعد الحدود. فيمكننا الفهم بسهولة أن إمام تطوّر بفيلمه هذا وكذلك فريق النجوم معه، وأن أحمد خالد موسى انتقل بالأكشن إلى مرتبة غير مسبوقة في أفلامنا العربية. والأهم من هذا وذاك؛ أن الفيلم تجربة فريدة ويستحق مشاهدته بالسينما حتى نستمتع بإمكاناته كما يقتضي الأمر.