تواصل Netflix إنتاجها الجديد في سينما الحركة والخيال العلمي، وتبحث باستمرار عن مكان الأبطال الخارقين، مثلها مثل العديد من الشركات الأخرى، حيث أصبح هذا الأمر مهيمن بشكل كبير على صناعة السينما، ووصلت شعبية هذا النوع من الأفلام إلى أعلى مستوياتها، واستطاعت كلا من Marvel، وDC بإنتاجها السينمائي المستمر؛ الاستحواذ على أكبر مساحة في هذا العاالم.
وبعد أن قدمت نتفليكس مؤخرا فيلم الخيال العلمي والإثارة The Old Guard، بطولة النجمة تشارليز ثيرن، والذي لاقى نجاحا كبيرا للغاية، وحصل على تقيمات نقدية وجماهيرية عالية، قدمت عرضا جديدا عن الأبطال الخارقين، من خلال Project Power، والذي يٌعد أحدث فيلم يقدم أسلوبًا فريدًا في هذا النوع.
تبدأ القصة بإطلاق عقار جديد يسمى "الطاقة"، روج له وكلاء مختلفون في نيو أورلينز ومدن أمريكية أخرى كمختبرات لمنتجاتهم، تمنح الحبة من هذا العقار كل شخص قوة خارقة فريدة من نوعها. مذهلة تدوم لمدة خمس دقائق، لا تعرف القوة التي ستمنحك إياها حتى تأخذها للمرة الأولى، ومع تزايد تناول هذه الحبة تتصاعد معدلات الجريمة في المدينة إلى مستويات خطيرة، ويعبث الفساد بالمكان، وتصبح الشرطة غير قادرة على مواكبة ما يحدث.
لذلك يتعاون ضابط شرطة محلي (جوزيف جوردون ليفيت) مع المراهقة وموزعة المخدرات روبين (دومينيك فيشباك)، وجندي سابق يٌدعى أرت (جيمي فوكس) يحاول البحث عن ابنته والانتقام لها، فيتحدون لمواجهة ذلك، حتى أنهم يخاطرون بأخذ هذه الحبوب من أجل العثور على المجموعة المسؤولة عن تحضيرها والقبض عليها.
مبدئيا الفيلم من إخراج الثنائي أرييل شولمان، وهنري جوست، اللذان قدما سابقا فيلم Nerve، بالإضافة إلى Paranormal Activity. والفيلم الوثائقي المعروف Catfish، وهو يأخذ مفهومًا مشابهًا لمفهوم Limitless، الذي قام ببطولته برادلي كوبر ، عام 2011 حيث إيدى مورا الكاتب الذي يخضع لتجارب العقاقير الجديدة قيد الاختبار، والتي تعزز استخدام القوى العقلية، تجعله أكثر ثقة وتركيزا وذاكرة.
ومن هنا نجد أن القصة تبدو عادية، حيث تحتضن عددا من الكليشيهات من كل من أنواع الأبطال الخارقين وأفلام الإثارة، والتي نتيجة لذلك تمنع Project Power من أن تكون شيئًا مميزًا حقًا.
ونلاحظ أن ماتسون توملين، المؤلف للفيلم المنتظر The Batman، نجح في تطوير الشخصيات ، والصراعات والتنقل بينها بشكل سلسل وبسيط، وحاول إيجاد الترابط فيما بينهما، فجعل شخصية روبين متفقرة إلى الاب واهتمامه، في الوقت الذي يبحث فيه الضابط أرت عن ابنته، وقد حمل النص الكتابي لتوملين على بعض التلميحات السياسية فيما يتعلق بالمسألة العرقية في الولايات المتحدة، والحرمان من الحقوق، كذلك خصوصية الأشخاص الذين يستخدمون التقنينات الجديدة والتجارب البشرية، واعتقد أنه حاول التنديد بطريقة غير مباشرة بذلك، بالإضافة إلى إظهار أن المشترين المحتملين للحبوب فائقة القوة هم أشخاص ينتمون إلى سياسات أمريكا اللاتينية الذين سيحاولون "الإطاحة" بالحكومات.
ولكن لو نظرنا إلى الجزء التنفيذي والتقني بالفيلم، فسنلاحظ أنه مليء بالإثارة، خاصة خلال الجزء الأخير من الفيلم، حيث مجموعة من المشاهد المتلاحقة والسريعة، والتي حصلت على عنصر المفاجأة فيما يتعلق بكل شخصية بعد تناول الدواء، مما جعل الفيلم بالتأكيد ممتعًا ومشوقا للمشاهدة.
ونجحا شولمان وجوست، في استخدام CGI بطريقة جيدة، وعالية بالرغم من أن بعض المشاهد المصاحبة كانت قديمة للغاية، وتسلسل الحركة تم تحريره وتصميمه بشكل مقبول.
واعتقد أنه بالرغم من وجود بعض العيوب البسيطة في السيناريو، مثل الأفراط في تعريض المعلومات، مواصلة شرح الحجة للمشاهدين، فضلا عن وجود حوارات طويلة بعد الشيء؛ إلا أن مشاركة جوردون ليفيت مع الموهبة الشابة فيشباك، جعلت للقصة مذاق أخر، ودفعت بها لتكون مسلية، وكونا ثنائي يبليان بلاءً حسنا، في ظل وجود جيمي فوكس الذي استطاع التألق بشكل أكثر، وصنع شخصية جيدة للأب الذي سيفعل أي شيء، للعثور على ابنته مرة أخرى.
في نهاية اليوم، بينما لا يمكن لـ Project Power أن يرقى إلى مستوى عالم الأبطال الخارقين من مارفل ودي سي، إلا أنها نجح في أن يكون فيلمًا ترفيهيًا وجيد التمثيل والإبداع يستحق بالتأكيد أن يراه المشاهد الذي يبحث عن مثل هذه النوعية من الأفلام.