لا شك أن أسم العمل غالبًا يكون دلالة علي معناه أو رسالته ولكن أحيانًا يكون أسم الفيلم غير اعتياديًا مما يثير فضولك لمعرفة معناه وهو ما حدث بالنسبة لفيلم "الغسالة" والذي لأول مرة يتم اختيار أسم من هذا النوع وهو العمل الوحيد الذي جازف به صناع العمل للحاق بموسم عيد الأضحي.
فالغسالة تمثل النظافة والطهارة من أي شيء ولكن بالنسبة للفيلم فالغسالة تعتبر رمز أو وسيلة لتطهير الماضي أو أعادة تصحيح أخطاءه ودوران الغسالة في كل اتجاه تمثل العودة بالزمن الي الوراء وإلى الأمام فالفيلم يطرح سؤالًا هامًا لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل بامكانك تصحيح أخطاءك وهل سوف تتخذ نفس القرارات وتسلك نفس الاتجاه؟ والسؤال الثاني هل نجح صناع العمل في توصيل الفكرة ومعالجتها بشكل صحيح ودقيق؟
الاجابة لا لم ينجح صناع العمل في طرح مغزى الفيلم والذي واجه اتهامات عديدة بأن أحداثه مقتبسة من مسلسل الخيال العلمي الألماني The dark ولكن هذا ليس صحيحًا فهو فقط يتشابه مع بعض أحداثه من المسلسل الألماني لأن فكرة العودة بالزمن في أي مرحلة ومقابلة نفس الأشخاص في مراحل عمرية مختلفة تم طرحها كثيرًا من قبل ولكن في العمل الأجنبي كان الرجوع بالزمن بواسطة كهف وليس غسالة وتم توليف الفكرة بشكل أكثر عمقًا وبامكانيات كبيرة وبمزيد من الأجواء الخيالية والمرعبة، ولكن بالنسبة للفيلم المصري والذي تدور أحداثه حول عمر "أحمد حاتم" البالغ من العمر 30 عامًا وهو دكتور متخصص في الفيزياء والذي يعيش مع والده الذي يعامله بقسوة في وجود غسالة تركتها له والدته يرتبط عمر عاطفيًا بفتاة تدعى عايدة "هنا زاهد" التي تتجاهله باستمرار ولكن الفكرة تم معالجتها بشكل كوميدي هزيل وربما يكون السبب الرئيسي في ضعفه هو زيادة جرعة الكوميديا عن الحد المطلوب وتقديمها بشكل مهلهل مما أضعف من عمق الفكرة وأصبحت شبيهة بالعمل الكرتوني سواء في الافيهات أو في سرعة الحركة والانتقال من مرحلة إلى مرحلة و من مشهد لأخر. و موضع الخلل يرجع بشكل أكبر علي عاتق كاتب السيناريو عادل صليب والذي لم يكن متماسكًا في أحداثه وكان بحاجة إلى المزيد من الاجتهاد والعمل علي تفاصيل كثيرة في البناء الدرامي لشخصيات العمل، ولكن جاء اهتمامه بشكل أكبر للجانب التجاري وجرعات الضحك من أجل جذب المزيد من جمهور الشباب.وأما بالنسبة للمخرج عصام عبد الحميد مع التحفظ علي الكثير من أخطاءه ولكن كاميرته وكادراته لا بأس بها بالنسبة لأول تجربة إخراجية خاصة في مراحل الانتقال من زمن لأخر والذي امتاز بايقاعًا سريعًا مع حسن اختيار الملابس والديكور الملائم لكل فترة زمنية بينما أفلتت منه بعض المشاهد والتي كانت بمثابة لعبة البلاي ستيشن وخاصًا في مشاهد النهاية والتي جاءت ضعيفة وغير محبوكة وانتهت بمواجهة جميع الشخصيات سويًا ولم يوضح كيف انتهت اللعبة وانتصرت إلى أي اتجاه ولكن تم تلخيصها في الرسالة التي كتبها محمود حميدة في النهاية بعد مرور عدة سنوات وهو في مرحلة الشيخوخة بأنه بعودتك للماضي لا تستطيع أن تغير الأقدار ولكن من الممكن أن تستفيد من اخطاءك وأن نقترب أكثر من بعضنا ونعطي فرص أخرى لأنفسنا ومن ثم من الممكن أن ينتصر الحب في النهاية.
وبالنسبة لأداء النجوم فكان علي رأسهم الفنان محمود حميدة وهو نجم من العيار الثقيل يستطيع أن يُبدع في أي شخصية يقدمها حتي لو كانت بعيدة عن ملعبه ويليه الفنان أحمد حاتم فجاء أدائه تلقائيًا فهو نجم يجتهد في كل خطوة جديدة ويحاول تغيير جلده باستمرار وبالنسبة للنجمة لشيرين رضا فانها تستطيع أن تترك بصمة في كل عمل جديد حتي مع صغر حجم الدور وأما بالنسبة لبقية النجوم فجاء أدائهم اعتياديًا بالنسبة لهذه النوعية من الأفلام.