Run: الأمومة المدمرة في الفيلم المشوق

  • نقد
  • 04:33 مساءً - 24 نوفمبر 2020
  • 1 صورة



أصدرت خدمة هولو لبث المحتوى عبر الإنترنت على منصتها فيلم الإثارة والتشويق Run خلال شهر نوفمبر وذلك بعد أن تم تأجيله أكثر من مرة خلال عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا التي سببت خسائر فادحة لصناعة السينما حول العالم، مما جعل الشركة المنتجة تتجه لعرضه عبر الإنترنت "فيديو حسب الطلب" حتى يصل لجمهور أكبر بدلًا من عرضه فى السينمات في ظل هذه الظروف الصعبة. تدور أحداث الفيلم حول دايان (قامت بدورها النجمة سارة بولسون) والتي ترعى ابنتها المراهقة كلوي (قامت بدورها الشابة الصاعدة كيرا آلين) والتي تعاني من أمراض عديدة من ضمنها الربو والسكر إلى جانب أنها مشلولة. منذ بداية الأحداث نلاحظ أن دايان تفرط في إهتمامها بكلوي حيث ربتها في عزلة تامة، وتتولى تعليمها بالمنزل وتتحكم في كل شيء يخص حياتها لأقصى درجة، ولكن مع مرور الأحداث تكتشف كلوي تدريجيًا أن والدتها تخفي سر مخيف حول ماضيها وحالتها المرضية، مما يجعلها تواجه صعوبات عديدة في سبيل محاولة النجاة بنفسها من مصير مرعب.

أخرج الفيلم المخرج من أصل هندي آنيش شاجانتي والذي شارك في كتابة السيناريو مع سيف أوهانيان . ويعتبر هذا الفيلم التجربة السينمائية الثانية لشاجانتي بعد فيلمه الأول Searching الذي صدر عام 2018 وحقق نجاح كبير على مستوى شباك التذاكر والنقاد. ويعود هنا شاجانتي باستخدام نفس أسلوب الأفلام البسيطة ذات الميزانية المحدودة، حيث يعتمد أكثر على التركيز على قصة الفيلم وما تحتوي عليه من إثارة وتشويق يجعل المشاهد يتفاعل مع الأحداث ويشعر بالتوتر حتى آخر لحظة في الفيلم. ومن العناصر الجيدة في الفيلم أنه إستطاع تقديم تجربة مثيرة ومشوقة في وقت محدود (مدة عرض الفيلم تسعين دقيقة)، بدون الدخول في قصص فرعية أو أحداث غير ضرورية. بالنسبة لأداء الأبطال نجد أن الفيلم يعتمد بشكل رئيسي على شخصيتين فقط وهما الأم وابنتها (دايان وكلوي)، وقد أجادت سارة بولسون كعادتها في أداء الشخصيات المعقدة (أحدثها كان أدائها لشخصية الممرضة القاسية راتشيد في المسلسل الذي يسمى بنفس الإسم والمأخوذ عن الشخصية الخاصة برواية One Flew Over the Cuckoo’s Nest) حيث قامت بدور الأم التي تحب ابنتها لدرجة الهوس مما يجعلها تقوم بأفعال لا تخطر على بال. أما الوجه الجديد كيرا آلين فقد أبدعت في دور الإبنة ذات الذكاء الحاد، والتي رغم حالتها الصحية الصعبة إلا أنها تتكيف مع الوضع وتعيش في سلام مع والدتها، إلى أن تفاجأ بسر يقلب حياتها رأسًا على عقب. وخلال أحداث الفيلم نرى شخصيتها تتطور من اعتمادها على والدتها بشكل كبير، إلى أن أصبحت لديها القدرة أن تكون مستقلة وقوية ولا تستسلم إلى كونها عاجزة. وقد اعتمدت بشكل كبير على تعبيرات الوجه لتنقل مشاعر الرعب والذهول، كما أنها قامت بمجهود جسدي مبهر (مشهد محاولة خروجها من غرفتها عن طريق سطح المنزل) بالرغم من كونها قعيدة في الحقيقة، وقد زاد ذلك من واقعية أدائها، وأعطاه طابع أكثر مصداقية. وقد صرحت كيرا آلن أنها متحمسة لمشاهدة الفيلم، حيث أنها ترى أنه من أفضل الأفلام التي تُعبر عن الشخص الذي لديه إعاقة. وقد يذكرنا الفيلم بأفلام رعب شهيرة أشهرها فيلم المؤلف ستيفن كينج Misery، حين يأخذ الإهتمام بشخص ما بشكل مبالغ فيه منحنى مخيف ومدمر. وقد تميز الفيلم أيضًا بتصوير حياة الإنسان الذي لديه إعاقة بشكل ذكي ومبتكر، حيث ابتعد عن المعالجة السطحية التي تصوره كأنه شخص عاجز ومغلوب على أمره.

ونجد أن رابطة الأم بابنتها هي قلب قصة الفيلم والعلاقة النفسية التي تربط بينهما حيث يطرح الفيلم تساؤلات حول شعور الآباء عندما يكبر أولادهم ويكونوا على وشك الإنفصال عنهم والذهاب لدراستهم الجامعية، وعن مدى الوحدة التي قد يشعر بها الآباء بعد أن يرحل أبنائهم الذين كانوا يعطوا لحياتهم هدف ومعنى. وقد نجح الفيلم في أن يقدم جرعة من الرعب المثير ولكن بدون مشاهد دموية عنيفة وأن يستمر في مفاجأة المشاهد حتى المشهد الأخير مما يجعله ممتع ومشوق إلى حد كبير ويعد من أفضل أفلام الإثارة والتشويق لهذا العام.



تعليقات