لأن أفلام الرعب أصبحت تحتل قطاعًا عريضًا من الجمهور سواء على المستوي المحلي أو العالمي أصبحت هي الترند أو الاتجاه الجديد الذي تشهده السينما المصرية في الوقت الحالي بمختلف الأنواع سواء على مستوى الرعب النفسي أو الخيالي أو الجريمة والتشويق، ولكن للأسف أن السينما المصرية حتى الأن لم تعطي هذه النوعية من الأعمال حقها لأنها تحتاج إلى مقومات وتكاليف إنتاجية كبيرة سواء على المستوى التكنيكي أو الفني ودائمًا أبطالها ليسوا من نجوم الصف الأول، ولم يُستثنى من هذه التجربة سواء بعض الأعمال ومنها ضمنها فيلم "الفيل الأزرق" للنجم كريم عبدالعزيز والذي لم يبخل عليه صناعه بأي شئ سواء على مستوى الديكور أو التصوير أو التقنيات والتي لم تقل إبداعًا عن المستويات العالمية وكذلك فيلم "122" والذي ينتمي إلى فئة مختلفة وهي الجريمة وسرقة الأعضاء والذي حقق نجاحًا كبيرًا مع العلم أنه أول تجربة مصرية للمخرج العراقي ياسر الياسري.
ولو تحدثنا عن فيلم "قبل الأربعين" فلم تقتصر أزمته على الإنتاج الضعيف أو الفقر الدرامي فقط بينما جميع مقومات العمل المطلوبة لمثل هذه الأعمال من بدايته وحتى النهاية لم تكن موفقة أولًا القصة وجاءت مهلهلة وغير مترابطًا لا تعرف إلى أي فئة ينتمي العمل تارة يشعرك أنك بصدد عمل نفسي بمشاهدة بطل العمل الطفل معتز هشام وهو يتحدث إلى والدته المتوفيه داليا مصطفى وكأنه واثقًا انها لا تزال على قيد الحياة فيما تؤكد الفنانة بسمة وهي زوجة عمه أنه مُصاب بما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة والذي يُعرض حياة المريض للخطر بشكل كبير لأن العقل غالبًا يكون مشوشًا لا يستطيع التكيف مع الحياة التي يعيشها بينما يتذكر الماضي بكل تفاصيله ويعيش في حالة كوابيس متكررة مع عدم الشعور بالراحة والأمان ونحو هذا السياق تعتقد أن العمل يسير في هذا الاتجاه بل تكتشف بعد ذلك شي أخر بعد حدوث حالات وفاة وقتل متكررة لجميع أفراد المنزل والتي تأخذنا إلى منحنى أخر بأن الطفل يمتلك قدرات شيطانية ولعنة تقضي على كل من حولها و من ثم ينتفي غرض الرعب النفسي.