منذ زمن بعيد، في عالم خيالي كوماندرا، اعتاد البشر والتنانين العيش في وئام، ولكن عندما هددت الوحوش الشريرة المعروفة باسم "درون" المنطقة، وهددت بتحويل كل شيء تصادفه إلى حجر. ضحى التنانين بأنفسهم لإنقاذ البشرية، وبعد فترة طويلة من اختفاء التنانين قاربت الـ500 عام، وانقسام كوماندرا إلى خمس عوالم، عادت تلك الوحوش، وسيتعين على رايا، المحاربة الوحيدة، العثور على آخر تنين للتخلص من الدرون إلى الأبد، وتبدأ رايا رحلتها مع Raya and the Last Dragon.
فبينما اشتهرت ديزني بقصص الأميرات، فإن Raya and the Last Dragon، هي خطوة في اتجاه مختلف، مغامرة من نوع خاص، تكتمل بخلفية بائسة، وبطلة أكثر حداثة، تضمن مواجهات فنون القتال الشرسة، والحركية ومقاطع مثيرة، وتتمتع بجاذبية عالمية أكثر.
فريا، بطلتنا، تم تدريبها منذ أن كانت صغيرة لتكون حامية لإرثها، هي أميرة تتخذ في الواقع مسئولية الحفاظ على تاريخها، وإلهام جيل جديد بالأمل، ولا شك أنها تذكرنا بمولان ، وإن كان ذلك مع الخصائص الخاصة بها،
وإن كانت تفاصيل الحبكة قد تبدو صعبة بعض الشيء لفهمها، إلا أن مؤلفي السيناريو أديل ليم والكاتب المسرحي الفيتنامي "كوي نجوين" يحافظان على التركيز على الشخصيات، مع دوافعهم وأهدافهم الواضحة والمتسقة، ومن خلال نص يهدف إلى العطاء، ومزج الكوميديا مع بعض الجوانب المظلمة في النص، وتوتر المغامرة والحركة، وعلاوة على ذلك يحافظ المخرجان دون هال، وكارلوس لوبيز استرادا، على متعة الإجراءات وسرعة وتيرتها مع كل إطار مليء بالدهشة واللون والخيال، فيتركوا لنا قصة بحث كلاسيكية في أرض مقفرة، كل ذلك بسبب الطموح البشري والأنانية، وفي عالم تبدو فيه الثقة بالآخرين مستحيلة، لكنها ضرورية للبقاء.إن الثقة هي موضوع رئيسي في جميع أنحاء Raya and the Last Dragon، موضحا أنه يجب على جميع الشخصيات أن تتعلم الاتكاء على الآخرين، أو التغلب على خيانات الماضي، فبالنسبة لرايا، عهدت بأميرة فانج ناماري (جيما تشان)، وهي فتاة تشبهها كثيرًا في كل شيء تقريبًا، إلا أنها تعرضت للخيانة، لكن سيسو (أوكوافينا) يفكر بشكل مختلف، ويشجع ريا على الثقة أكثر،
ولقد نجح المخرجان دون هال، وكارلوس لوبيز استرادا، في جعل إيقاع الفيلم مغامرة ملحمية ونابضة بالحياة، وصورة خيالية شاملة ومذهلة ومبتكرة تمامًا، مع أساليب قتالية مأخوذة من العديد من التخصصات المختلفة، وهكذا الإعداد والشخصيات والأسلوب المرئي، وتقديم رؤية وخلفيات مختلفة حول الغابات، والمراعي الفاتنة المليئة بالألوان النابضة بالحياة خلفية رائعة تلو الأخرى. وجعل منه عالم رائع بقدر ما هو دقيق، مقدم مجتمع مستوحى من جنوب آسيا بمظهره وإحساسه الفريدين - من أرض صحراوية متلألئة إلى مدينة عائمة مضاءة بالتفاني، بالإضافة إلى ذلك مجموعة الألوان التي قام باستخدها في جميع أنحاء الفيلم مذهلة، وقد تم رسم سيسو، في شكل تنين رقيق، بكمية لا تصدق من التفاصيل، واستطاع في مهارة من جعل الفيلم يسير بخطى سريعة، فبعد أقل من ساعتين بقليل، يتحرك Raya and the Last Dragon بسرعة كبيرة، ولا تشعر معه بأي سأمة أو ملل.وبطريقة خيالية للغاية تم تصميم الفيلم ليكون مشهدًا عائليًا، وجعل الرسوم المتحركة سلسة ومفصلة للغاية، خلال مغامرات ريا، حيث تزور أماكن ذات مناظر وخصائص مختلفة من مختلف البلدان، مع دمج العديد من ثقافات جنوب شرق آسيا، برسوم متحركة رائعة المظهر، يعطي لنا سلسلة من المتواليات المميزة المليئة بكل مزاج وتفاصيل ثقافية ملونة.
ومن المثير للاهتمام أن التنانين تعتبر مخلوقات تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم. يتم تمثيلهم بشكل مختلف تمامًا في ثقافات مختلفة. التنين الأكثر تأثرًا بالغرب هو وحش كبير يتم تحجيمه، ويمكنه أن يبصق النار ويطير وهو أحد أكبر الكائنات على الإطلاق، غالبًا ما توصف هذه الكائنات بالوحوش القاتلة والمدمرة، ولكن هنا تنقلب هذه الفكرة الأسطورية. التنين مخلوقات طيبة، تساعد البشرية، وتضحي من أجلهم، وهنا يظهرهم الفيلم في مغامرات جماعية، حيث تكتسب "ريا" على طول الطريق، أصدقاء جدد لمساعدتها في رحلتها. بدور حول التعايش السلمي والالتقاء معًاما يؤخذ على الفيلم عدم وجود أغاني موسيقية في الفيلم، ولكن الموسيقى التصويرية لجيمس نيوتن هوارد هي موسيقى جميلة، ومثيرة تجعل من المستحيل عدم الاستمتاع بالفيلم، وتعزز بالتأكيد المزاج العام والشعور بالقصة.
طاقم الفيلم ممتاز جدا- حيث كانت كيلي ماري تران، تقود كل مشهد تظهر فيه بقوة، وتمنح ريا الجاذبية والعذوبة بينما تصورها كمحاربة ماهرة. كذلك يتمتع كل من أوكوافينا، وتاليا تران بكيمياء رائعة، وكانتا من أكثر الأصوات تميزا، بينما تغمر سيسو (أوكوافينا) بالنقاء الذي يلهب قلوبنا، وتوازن بين صوتها الصادق في التمثيل مع الكوميديا الجيدة، ودانييل داي كيم، في شخصية والد ريا الصارم والمحب، والذي يمنحها الثقة، وهكذا بقية الممثلين رائعون ويقدمون موهبة مميزةفي النهاية، إن Raya and the Last Dragon، قصة مجمعة رأيناها في تكرارات مختلفة من قبل، لكن فريق صناعة الأفلام يصنع حقًا شخصيات قوية ومحبوبة، وأعتقد أنه جلب الكثير من الأفكار إلى الذهن في زماننا ومكاننا الحاليين، عارضا رسائل قوية تتعلق بالثقة والصداقة، وكذلك رسالة لاشعورية من الشمول التي ستتمتع بها الجماهير في أي عمر.