أحدث فيلم صابر وراضي، عند عرضه في السينمات ضجة كبيرة، جاءت صريحة حول اقتباس قصة الفيلم من الفيلم الفرنسي The Intouchables، الذي قدم عام 2011، حتى أن بوستر فيلم صابر وراضي، اقتبس حرفيا من نفس بوستر الفيلم الفرنسي، ومع منع عرض الفيلم في دول الخليج، اتضح أنه لم يكن اقتباس، ولكن سرقة علانية، وذلك حيث قررت دور العرض السينمائي بدول الخليج، ومنها "السعودية والامارات والبحرين" منع فيلم «صابر وراضي» للمنتج أحمد السبكي، من العرض سينمائيًا بسبب سرقة قصته من شركة فرنسية باعت حقوق فيلم «آدم»، أو The Intouchables لشركة فرونت روو.
ولكن هل فعلا فيلم صابر وراضي قصته مسروقة؟،،، بالرغم من أن قضيتنا هنا ليست هذا، ولكن نعم فتقريبا كل المشاهد والحوارات التي قدمها الفيلم هي نفس لقطات الفيلم الفرنسي، من بطولة عمر سي، وفرانسوا كلوزيت، فالفيلم يحكي قصة صداقة بين رجل أرستقراطي ثري، أصيب بشلل رباعي بسبب حادث، ومقدم رعايته الجديد، بدوام كامل لمساعدته على التعامل مع الحياة اليومية، وهو فرد فقير تم إرساله إلى مكانه من قبل وكالة البطالة، فهو لا يريد الوظيفة حقًا، كل ما يهتم به هو الحصول على تأكيد مكتوب بأنه حضر لكنه لم يكن على مستوى المهمة، لأسباب غير مفهومة تمامًا لكل من حوله، يأخذ فيليب مسئولية توظيف الشاب، ومع هذا القرار المصيري سيغير حياته إلى الأبد - وإلى الأفضل.
صابر وراضي، من إخراج أكرم فريد، ومن تأليف محمد نبوي، وعلاء حسن، وبطولة الفنان أحمد آدم، والنجم المخضرم محسن محي الدين، ورزان مغربي، وتدور أحداثه في إطار من الكوميديا حيث رجل أعمال قعيد عن الحركة يُدعى راضي، يقرر توظيف أحد الأشخاص لرعايته فيتقدم للوظيفة سائق التاكسي الفقير صابر، الذي لا يرغب في الالتحاق بتلك الوظيفة، متقدما لها لإرضاء حماته وكل من حوله بأنه ذو مسئولية، فتقع لهما العديد من المفارقات الكوميدية.مبدئيا دعنا من التشابه الكبير بين القصتين، أو البوستر، أو حتى قضية سرقة الفيلم من عدمها، فالمهمة هنا هل الفيلم يستحق المشاهدة فعلا، وهل جدير بالتغاضي عن كل ما سبق للتنفيذ الإخراجي أو الكتابي؟
فممن ناحية التنفيذ يزيل الفيلم المصداقية التي اكتسبتها القصة الأصلية للفيلم الفرنسي، إلى حد ما من خلال المفاهيم الصغيرة الغير مؤثرة بالمرة، فهو قصير في الجوانب الفنية مثل درجة الخلفية، والتصوير السينمائي وقسم الصوت والمونتاج الذي تجده في الكثير من الوقت متهلهل، وهناك سقاطات شديدة في عمل الكاميرا، والذي لا يوفر للمشاهدين التجربة الشخصية الطموحة.
لا يستفيد الفيلم من الصور النمطية المقدمة، والتي نقلت بالحرف، والتلبيس ليحل محل تطور أقوى - وينتهي الأمر ببعض الشخصيات وخطوط الحبكة إلى الشعور بالتخلف.كما أن استخدام الأغاني الشعبية، بدلا من مشهد الأوبرا الذي قدم في الفيلم الفرنسي مثلا، غير ملهم وغير جذاب، غير أنه يحاول أن يقدم نفس الوتيرة التي قدمت سابقا، ولكن بفوضى غير منطقية مليئة بشخصيات لا داعي لها، وتجارب سينمائية غير ضرورية.
وهكذا النص الكتابي المنسوخ بشكل كبير من الفيلم الفرنسي، فلا يحتوي على العديد من اللحظات المضحكة، والمؤثرة حقًا، ويقترب في سرده بشكل خطير من اكليشيهات عديدة، ومتعذرا في التوجيه بشكل واضح بما يكفي للرسالة القائمة عليها الفيلم وهي الصداقة والإنسانية. كما أن الزج بقصة ابنة راضي، ومشاكلها مع زوجها القاسي، والذي قدم دوره الممثل الشاب محمد مهران، لم يكن لها أي فائدة غير التطويل، ولا يقدم شيئًا ذا قيمة للجمهور، فلا توجد مشاهد لا تنسى، أو حوارات مثيرة للاهتمام، إنها تخلق مشكلات فقط بفضل نص باهت، منقول وحدودي لمنطقة الأسبوع، ويأتي مع العديد من العيوب الرئيسية في الكتابة، ويختتم نفسه في سلسلة من الحبكات الفرعية التي تتم إدارتها بشكل سيئ، وكان من المتعب جدًا المتابعة، خاصةً عندما تبدو جميع عناصر القصة تقريبًا في هذا الفيلم مسطحة، وتفشل في جذب الانتباه حقًا. أما بالنسبة للإداء التمثيلي، فبالنظر إلى جميع الأدوار الرئيسية الثلاثة، لم يتم لعبها بشكل جيد، حتى الكيمياء التي من المفروض أن تظهر بين شخصية راضي وصابر فشلت في البناء، ولم تكفي لجميع الحوارات الفكاهية بينهما، ولم يكن لدي أدنى شك في في دور محسن محي الدين، الذي لم يقدم أي أداء مؤثر، وغير متعدد الطبقات بشكل غير متوقع أما بالنسبة لدور رزان مغربي فهو أداء باهت، وموظف بشكل غير جيد، بالرغم من أنها شخصية داعمة بكشل واضح في الفيلم.واعتقد أن الحسنة الوحيدة للفيلم تكمن في خروج الفنان أحمد آدم، من عباءة القرموطي التي قدمها أكثر من مرة بدء من مسلسل سر الأرض، عام 1994، وفي ثلاث أفلام سينمائية أخرى أخرها كان فيلم القرموطي في أرض النار، عام 2017.
لم يستطع فيلم «صابر وراضي،» للنجم أحمد آدم، تحقيق المليون حتى كتابة هذه السطور، وكانت إيرادات الفيلم هزيلة في شباك التذاكر منذ أن تم طرحه في شباك التذاكر حتى الآن، والتي بلغت 709,490 جنيها، في 6 أسابيع عرض.
في النهاية فيلم صابر وراضي، عرض تقديمي ضعيف بشكل عام - سواء بالنسبة لمهمة الإخراج، أو النهوض بنوعية السرد، وهكذا محاولة استغلال الشخصيات بطريقة سخيفة، وليس أكثر ولا أقل من تجربة فاشلة للاقتباس.