تعتبر أفلام المغامرات والسفن الغارقة وأسماك القرش الأكثر جذبًا للجمهور اهتمت بها السينما العالمية في الكثير من أفلامها كان أهمها فيلم Jaws بأجزاءه الأربعة، حيث كان أول عرض له عام 1975 وأخرها فيلم 47 meters down عام 2017 لكن بالنسبة للسينما المصرية والوطن العربي فمازالت الفكرة حديث الولادة تم تناولها لأول مرة من خلال فيلم ماكو والمستوحاة أحداثه من قصة حقيقية عن غرق العبارة سالم اكسبريس في قاع البحر عام 1991 في حادث وقع ما بين مدينتي الغردقة وسفاجا وراح ضحيته 476 راكبًا بسبب تغيير القبطان لخط السير فاصطدمت السفينة بحاجز الشعب المرجانية ودارت نصف دورة ثم غاصت تحت المياه وانقسمت نصفين بحسب تقارير الصحف وقتها الأمر الذي أعطى طاقة سلبية للمكان ولهواة الغطس لأن أغلب الضحايا توفوا في غرف مغلقة ومن هنا جاءت فكرة الفيلم المبنية على تصوير فيلم تسجيلي برؤية مختلفة وهي مقاومة الطاقة السلبية عندما قرر 8 أشخاص الأقدام على رحلة غوص في محيط العبارة الغارقة.
مع مشاهدة النصف الأول من الفيلم تشعر أنك بصدد عمل مختلف سواء من ناحية الفكرة الجديدة أو من الانبهار بجودة التصوير وتنسيق الألوان خاصة أن التصوير تحت الماء يحتاج لإمكانيات وتقنيات خاصة لمخرج يستطيع الجمع بين مهارات الغوص ومهارة استخدام ألات التصوير وتصويب الكاميرا بشكل متناسق ومن ثم فأنت أمام عمل منفرد يكتب شهادة ميلاد جديدة لصناعه خاصة أنها التجربة الأولى للمخرج محمد هشام الرشيدي، والذي لم يُقصر في أي عنصر من العناصر الجمالية خاصة أن هذه النوعية من الأعمال لا تحتاج إلى نجوم صف أول بقدر ما تحتاج من المتع البصرية وسرعة الحركة والموسيقى التصويرية الجيدة ومع ذلك فنجوم العمل اجتهدوا بشدة وأدوا أدوارهم على أكمل وجه على الرغم من صعوبة المشاهد والمخاطر الذي تعرضوا لها أثناء التصوير وعلى رأسهم الفنانة بسمة والتي تعود بعد فترة انقطاع عن السينما منذ فيلمها الأخير بعلم الوصول وكذلك ناهد السباعي التي تجيد اختيار أدوارها وتُبرز أفضل ما عندها عندما يتم وضعها في المكان الصحيح.