"قمر 14" .. تجربة غير مكتملة ينقصها الكثير

  • نقد
  • 06:11 مساءً - 26 يناير 2022
  • 1 صورة



ليس خطأ تكرار المخرج لتيمة معينة لاقت نجاحا كبيرًا في أفلام سابقة، خاصة المخرج هادي الباجوري والذي يعتبر واحد من أفضل مخرجي جيله، فهو مخرج متمكن في أدواته، ولا يتهاون في تفاصيل أي عمل له، بعد نجاح أشهر أفلامه "هيبتا " والمأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم، والتي اعتمدت علي عدة قصص حب كان هناك رابطا مشتركا بهم في النهاية، وكذلك فيلمه السابق "واحد صحيح" والذي اعتمد أيضا علي 4 قصص حب. تدور أحداث فيلم "قمر 14" حول 5 قصص حب كلها تدور في ليلة قمر 14.

مع مشاهدة إعلان العمل وقراءة الفكرة يرتفع سقف توقعاتك وأنه سيتضمن فكرة جديدة وقصصا رومانسية من نوعا مختلفا، لأن أهم ما يميز أي فيلم جديد هو تقديم فكرة لم تطرح من قبل، ولكن للأسف هذا لم يحدث في هذا الفيلم الذي خالف كل التوقعات سواء من ناحية قصص الحب أو في فكرة ليلة قمر 14 وهي الليلة التي يكتمل فيها القمر والتي لم يستغلها المخرج علي الإطلاق ولم يستعن فيها بمتخصصين يتحدثوا عن هذه الظاهرة أو تأثيرها علي الحياة الاجتماعية.

أكبر خطأ يحسب علي العمل والذي لم يكن متوقعا علي الإطلاق هو قصر مدة الفيلم والتي لم تتجاوز 75 دقيقة، وهذا يعتبر أمرا جديدا علي المخرج هادي الباجوري علما أن أفلامه السابقة جاءت طويلة، فأي عمل لم يتجاوز هذه المدة يكون أشبه بالفيلم التسجيلي أو الوثائقي، وهذا ما حدث بالفعل في فيلم "قمر 14"، فكل قصة من قصص الحب كانت بحاجة إلى أكثر من ضعف مدتها مما يجعلك لا تتعاطف مع أي شخصية أو تتعرف علي أبعادها، خاصة في قصة أحمد حاتم مع أسماء أبو اليزيد والتي تعتبر الأهم بمناقشة قصة الحب من ديانات مختلفة في الصعيد ولكنها كانت تحتاج إلى الكثير من التفاصي لعن الظروف التي نشأ فيها كلا منهما، بالإضافة إلى نهاية القصة والتي جاءت شديدة القسوة.

بالنسبة لباقي قصص الحب جاءت تقليدية ومكررة ولم تقدم أي جديد، وربما أفضلهم من حيث الأداء القصة الأولى والتي تجمع بين خالد أنور وغادة عادل، وهي أستاذة جامعية في نفس جامعته وتكبره بفارق كبير في السن، وأفضل ما في القصة كانت رسالتها باحترام خصوصية الأشخاص بأنه ليس من حق أحدا التدخل في حياة الأخرين. قصة أحمد مالك مع مي الغيطي جاءت مشوقة في بدايتها، والتي احتلت المساحة الأكبر في العمل من حيث المدة مع حوار طويل بين بطل القصة أحمد مالك ووالد حبيبته بيومي فؤاد في محاولة مستميتة للحصول علي موافقته للزواج من ابنته، وسط شد وجذب ومشاعر غاضبة من الوالد لا نعرف أسبابها فيجيب على السؤال في نهاية القصة إجابة في غاية السذاجة. في حكاية أحمد الفيشاوي مع ياسمين رئيس والتي لم تتجاوز 10 دقائق، نري فيها الفيشاوي عائدا من السجن بتهمة ملفقة من عائلة حبيبته بسبب رفضهم لزواجهما بسبب الفارق الاجتماعي والمادي بينهما، فنعود إلى تيمة الثمنينات وفيلم "أنا لا اكذب ولكني أتجمل". القصة الخامسة هي الوحيدة التي تنتصر للحب، فبعد مرور ليلة قمر 14 تمر الفترة العصيبة للحب بعودة خالد النبوي الإعلامي الشهير لحبيبته شيرين رضا بعد مرور 18 عاما دون توضيح أي أسباب عن ظروف انفصالهما عن بعض تاركا برنامجه الشهير علي الهواء.

"قمر 14" ليس عملا سيئا من حيث الأداء التمثيلي أو جودة السيناريو، وإنما في الحبكة الدرامية، فجميع القصص جاءت غير مكتملة وتشعر أن هناك حلقة مفقودة، فتيمة العمل تصلح بأن تكون حلقة تذاع علي منصة إلكترونية.



تعليقات