هناك علما قائما بذاته معروفا بما يسمي علم الأعداد، والذي يتمحور حول الأرقام ورموزها بحيث يمثل كل رقم لشخصية رمزا يمكن من خلاله معرفة الكثير حول هؤلاء الأشخاص، وبالنسبة لكثير من الناس فيعتبر رقم 11 هو مصدر للتفاؤل وهو عادة ما يجمع الأمور الروحانية والعاطفية، كما يعتبر بعض الناس أن تاريخ 11-11 يعتبر فرصة كونية لا بد من استغلالها وعلى الجميع انتهاز الفرصة لإعادة النظر في الكثير من أمور حياتهم.
بالنسبة لفيلم "11:11" فكانت الساعة الحاسمة التي بدأت فيها أحداث الفيلم وإقدام محامي شهير علي الانتحار في هذا التوقيت، فتتوالي الأحداث بعد ذلك من خلال 4 شخصيات رئيسية في العمل، ومع كل طلقة رصاص يتم تصويبها تجاه شخص معين نتعرف علي حكاية مختلفة لكل شخصية من الأربعة الذين يجتمعون في نفس المكان ويعودا إليه. تتكرر الأحداث بتفاصيل مختلفة، ففي كل مرة يؤكد العمل أنه لا يوجد شيء اسمه صدفة، وأن القدر يضع كل شيء في توقيت معين ويكون هناك لحظة فاصلة تقلب كل الموازين، حتي لو كان دورا في عيادة طبيب تتنازل عنه غادة عادل لسيدة أخرى يساعدها في اتخاذ قرار صعب، بالإضافة أنه من الممكن أن يؤدي تصرف بسيط إلى تحديد المصير، من حادث تصادم بسيط بسيارة إياد نصار يمنعه من الانتحار إلى طلقة رصاص لا تنطلق إلا باسم صاحبها. نجح المخرج كريم أبو زيد في التوفيق بين كل قصة بجوانبها الإنسانية والتي كان علي كل شخصية فيها إعادة ترتيب أوراقها واتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم، حيث يضعك العمل في مواجهة مباشرة مع كل شخصية مع الاستماع إلى وجهة نظر كل منهم، وليس بالضرورة أن يكون هناك طرفا مخطأ والآخر علي صواب، وإنما هناك ظروفا تتحكم في مصير الإنسان وتجبره علي تغيير مسار حياته، فعلي سبيل المثال حكاية محمد الشرنوبي </a> مع هند عبدالحليم والتي كانت الأكثر إنسانية في العمل، والذي كان علي الشرنوبي الاختيار بين زوجته -التي تحملت علي عاتقها الكثير برعاية والدته المسنة التي تعاني من الزهايمر الأمر الذي دفعها لطلب إيداعها في أحد دور الرعاية من زوجها-، وبين والدته التي ليس لها سواه.
قصة غادة عادل مع عمر الشناوي كان بها الكثير من المصداقية والمشاعر، حيث تدور حول غادة عادل والتي تسعى جاهدا للإنجاب في سن متأخر، وتفشل محاولاتها لعمليات الحقن المجهري عدة مرات دون جدوى فتعيش في صراع مع عائلة زوجها الذين يحاولون الضغط عليه ليتزوج من أخرى. كانت حكاية معتز هشام ونور إيهاب بها قدرا من الإنسانية، ولكنها لم تأخذ حقها في العمل على الرغم من إضافتها المزيد لمعنى الفيلم بأن كل حدث لا يقع علي سبيل المصادفة وإنما دائما لسبب ما; مثل ضياع هاتف نور والذي كان السبب في الترابط بينها وبين معتز خلال أحداث العمل.
كانت حكاية إياد نصار وإنجي المقدم هي المحور الرئيسي للفيلم فاعتمدت علي التشويق والإثارة وسرعة الإيقاع وعنصر المفاجأة في كل مشهد جاء على فترات متقطعة في الفيلم فينتهي الأمر بنفس المكان ويعاد تمثيل مشهد الجريمة مرة أخرى. وعلى الجانب الفني للعمل نستطيع أن نقول أنها تجربة جيدة لا بأس بها في التجربة الإخراجية الأولى للمخرج كريم أبو زيد من حيث جودة الفكرة وسرد الأحداث، بينما أفلتت منه بعض الأمور من حيث توليفة القصص مع بعضها، فبعض الشخصيات احتلت مساحة كبيرة من العمل بينما قصصا أخرى لم تاخذ حقها بالإضافة إلى أن الاداء التمثيلي جاء جيدا في بعض المشاهد وأخفق في مشاهد أخرى، فكان أفضلهم محمد الشرنوبي وهند عبدالحليم وإنجي المقدم بينما جاء مبالغا فيه بشدة بالنسبة لمشاهد إياد نصار وهي الشخصية الرئيسية في العمل سواء في الانفعالات أو المشاعر أو تعبيرات الوجه.