"فضل ونعمة" ... كوميديا أكثر من اللازم!

ماجد الكدواني وهند صبري هما فنانين من العيار الثقيل، فبالنسبة لماجد المدواني فهو يتلائم مع أي شخصية وأي لون سواء في الدراما الثقيلة أو التشويقي أو الكوميدي، وأما هند صبري فقد أثبتت نفسها في الكوميديا في عدة أعمال ومنها مسلسل "إمبراطورية مين" و"عايزة أتجوز و"البحث عن علا"، ولكن بالنسبة لفيلم "فضل ونعمة " وعلى الرغم من نجاحه جماهيريا وتحقيقه إيرادات جيدة إلا أنه لم يحقق هذه المعادلة من حيث المحتوى والسياق الدرامي.

المؤلف أيمن وتار اعتاد في أعماله الكوميدية السابقة تقديم فكرة جديدة غير تقليدية ولا يكملها مثل فيلم "الكويسين" والبعض لا يذهب للمأذون مرتين"، حيث يبدأها بفكرة بسيطة مختلفة ثم سرعان ما تتحول بعد ذلك إلى سلسلة من المشاهد الفرعية المصحوبة بمشاهد كوميدية مفتعلة بلغت ذروتها في فيلم "فضل ونعمة"، والذي شهد أداءً مبالغًا فيه للغاية من قبل جميع الأبطال، فليس أمرا طبيعيًا أن تسيطر الكوميديا ولغة الحوار على تفاصيل الفيلم منذ البداية إلى النهاية دون الوقوف للحظات من أجل بعض المشاهد الإنسانية والتي جاءت محدودة للغاية في العمل خاصا بالنسبة للفنانة هند صبري والتي لم تتغير نبرة صوتها طوال العمل، بعكس ماجد الكدواني والذي جاء أدائه أكثر مصداقية في بعض مشاهده مع أولاده.

تكرر الأمر في فيلم "فضل ونعمة" والذي دارت أحداثه من خلال زوج وزوجة اسمهما فضل ونعمة، ويمتلكان سيارة مأكولات متنقلة، ويحلمان بتغيير حياة أولادهما للافضل، فيتورطا بشكل ما مع إحدى عصابات المخدرات، ولكن بشكل أو آخر يتحول الفيلم إلى مجموعة من المفارقات والاسكتشات الكوميدية الغير مترابطة، ومع ظهور مجموعة من ضيوف الشرف والذين يظهروا فجاة دون أي مبرر درامي سوا محمد ممدوح في دور ضابط الشرطة والذي يظهر في النهاية ليحل جميع الألغاز، وهي التيمة المعتادة لهذه النوعية من الأفلام مع إقحام أغنية راب والتي أصبحت من التوابل المطلوبة لنجاح أي عمل.

بالنسبة للنصف الثاني من الفيلم والذي تستنشق منه رائحة رسالة من خلال بعض مشاهد الفنانة ياسمين العبد، والتي تلعب دور ابنة هند صبري التي نجحت في أداء دورها شخصية استفزازية، والتي تمثل الجيل الحديد بجميع أفكاره السطحية وغضبه، ورفضه لجميع التقاليد القديمة والوصاية من الأهل، وأيضا ابنهم المهووس بفكرة الترند حتى ولو على حساب والديه، ولكن للأسف لم يهتم صناع العمل بهذه الأفكار.

يعتبر فيلم "فضل ونعمة" عودة للمخرج رامي إمام وبعد انقطاع عدة سنوات عن السينما منذ أخر أفلامه "حسن ومرقص" عام 2008، علما بأن لديه بصمات جيدة في الكوميديا في مسلسلات النجم عادل إمام، ولكنه لم يوفق هذه المرة لعدم استغلاله أبطال العمل بقدر كافي، بالإضافة إلى أن الكوميديا في الفيلم جاءت أكثر من اللازم وأغلبها مشاهد غير منطقية لدرجة سيطرتها على أي مشاعر إنسانية أو درامية مؤثرة مطلوبة ولو بقدر بسيط في أي عمل حتى لو كان كوميدي.