"تحت تهديد السلاح"... تجربة مقبولة تفتقد للإبهار

  • نقد
  • 02:43 مساءً - 15 نوفمبر 2022
  • 1 صورة



عندما تقرأ اسم "تحت تهديد السلاح" تتوقع أنك بصدد فيلم أكشن من الدرجة الأولى، ولكن ذلك غير صحيح بل جاء ذلك نوع من الدعاية الجاذبة للجمهور من هواة هذه النوعية من الأفلام، فالفيلم ينتمي إلى نوعية التشويق والإثارة الممزوجة ببعض الدراما النفسية، مع بعض مشاهد الأكشن الخفيفة والتي كان من الممكن الاستغناء عنها، فقصة العمل مستوحاة عن أحداث حقيقية عن إحدى القضايا التابعة للمحامي الشهير بهاء أبو شقة، والذي أعاد صياغتها ودعمها ببعض الخيال الكاتب أيمن بهجت قمر، وتدور الأحداث حول رجل أعمال يُدعى خالد، والذي يعيش حياة تعيسة مع زوجته التي تكبره سنا من أجل الحفاظ على أولاده حتى يقرر الانفصال عنها ليتزوج من حبيبته السابقة، فيصاب بطلق ناري أثناء زفافه يفقده الوعي ويدخل في غيبوبة لمدة 4 سنوات.

بتحليل الفيلم من النواحي الإيجابية، نجد إيقاعه سريع مليء بالأحداث منذ بداية العمل، وهو أول ما يحسب للمخرج محمد حماقي بأنه على الرغم من كثرة الأحداث إلا أن البناء الدرامي والسيناريو جاء محكما ومتماسكا ولم يصب بالتشتت الذي يحير الجمهور في الكثير من الأعمال التي تنتمي لهذه النوعية، علما بأنه يتضمن الكثير من مشاهد الإلتواءات التي كانت تقلب الاحداث رأسا على عقب من حين لآخر، بالإضافة إلى الجرائم في الفيلم وتحديدا غموض قتل أولاد حسن الرداد تمت بشكل مختلف لم يطرح من قبل.

على الجانب الجانب الآخر وقع الفيلم في فخ التكرار لبعض الأحداث والتي شاهدناها في الكثير من الأعمال السابقة لهذه التيمة من الأفلام، بما في ذلك خيانة الصديق المقرب والزوجة التي يتضح تورطها في مؤامرة محكمة على زوجها منذ البداية، فلم يكن الأمر مفجأة للجمهور، ومن السلبيات التي تؤخذ على العمل أنه انحاز للجانب التشويقي على حساب العامل النفسي والذي احتل حيزًا كبيرا من الفيلم بما في ذلك الحالة المرضية لحسن الرداد عقب استفاقته من الغيبوبة بعد مرور 4 سنوات، والتي لم يهتم بها صناع العمل فكان لابد من الاستعانة بتقارير طبية بشكل أكثر دقة لتوضيح الآثار الصحية والأضرار التي لحقت به عقب الغيبوبة، فالعودة للحياة بعد طول غياب خلال هذه الفترة يحتاج إلى المزيد من التأهيلات كي يعود الإنسان إلى حالته الطبيعية، بخلاف حالة التشنجات التي إصيب بها والتي برع في تنفيذها الرداد وكذلك الحالة النفسية المصابة بها شيرين رضا والتي جعلتها رافضة لأولادها وتصرخ في وجههم حتى فضلوا الإقامة مع زوجة الأب بدلا منها، بالإضافة لعدم توضيح الأسباب النفسية التي دفعتها لخيانة زوجها وتحطيمه.

الأداء التمثيلي كان أفضل ما تميز به الفيلم لجميع الأبطال، وعلى رأسهم حسن الرداد الذي شكل هذا الدور تحديا كبيرا له لتخليه تماما عن اللون الذي اعتاد تقديمه في أفلامه السابقة، حيث اجتهد بشكل كبير في أداء المشاهد النفسية والإصابة بالتشنجات سواء في طريقة زغللة العينين أو رعشة الجسم بشكل احترافي خاصا في الجزء الثاني من الفيلم، بينما أخفقت منه بعض المشاهد في الجزء الأول، وتضيف شيرين رضا إلى رصيدها بكل عمل جديد كما أضافت بهذا العمل. مفاجأة الفيلم فكانت مي عمر والتي تطور أداءها في هذا العمل فتخلت عن عباءة زوجها المخرج محمد سامي.

جاء الجانب التشويقي في سرد الأحداث متوسطا لا بأس به ولكنه افتقد عنصر الإبهار البصري، وكذلك الموسيقى التصويرية والتي تعلب دورا أساسيا في هذا النوع من الأعمال ولكنها لم تكن مؤثرة.



تعليقات