على أنغام فيروز "أنا لحبيبي"، يطل علينا المخرج هادي الباجوري بلوحة فنية جديدة من خلال فيلمه الرومانسي "أنا لحبيبي، والذي اعتاد أن يقدم عملًا جديدًا وفي شهر عيد الحب، مثل فيلم "قمر 14" في العام الماضي، وهيبتا" عام 2016 واللذان نالا نجاحًا كبيرًا; نظرا لتعطش وشغف الجمهور للنعومة والرقة في هذه الأعمال، ذلك وسط زخم الأعمال التجارية. العمل الرومانسي غالبًا يتطلب شروطًا معينة نجدها متوفرة بشدة في فيلم "أنا لحبيبي"، أولها وأهمها الصورة الجمالية والمتعة البصرية والتي كانت الرهان الأكبر المسيطر على جميع تفاصيل العمل منذ البداية إلى النهاية، فقد أبدع المخرج هادي الباجوري في اختيار أماكن التصوير والتي أبرزت أجمل المناطق السياحية في مصر، بما في ذلك الأقصر ونويبع وبعض الأماكن في سيناء. من العوامل الأساسية المطلوبة أيضًا لنجاح للفيلم الرومانسي هي الموسيقى التصويرية، والتي لم نجدها في الفيلم بل فضل المخرج باستبدالها بروائع أغاني فيروز مثل "نسم علينا الهوى" و"أنا لحبيبي"، وقسمت هذه الأغاني بشكل ملائم لفصول العمل.
الفيلم يبدو جاذبًا ومتماسكًا منذ البداية; سواء من حيث البناء الدرامي أو جودة السيناريو والحوار والتسلسل الطبيعي لقصة الحب المبينة على الصدفة والقدر الذي يجمع الطرفين في محطة القطار، ومن هنا كانت بداية الحكاية والتي بدأت البطلة ياسمين رئيس في روايتها لمحمد الشرنوبي، فتتضح بمرور الوقت أنها قصتها الحقيقية مع بطل الفيلم كريم فهمي، و مع مرور أكثر من نصف الفيلم تشعر بالمتعة والتسلية دون لحظة رتابة أو ملل، ولكن بدأ الأمر يأخذ منحنى آخر في النصف الثاني لأن قصة الحب غالبًا تواجه بعض العقبات، ومن هنا لابد وأن تلعب مهارة المؤلف ومخرج العمل في تقديم شيء جديد أو فكرة لم تطرح من قبل في هذا الإطار، ولكن للأسف هذا لم يحدث; فالمشكلة جاءت مكررة في أعمال الثمانينات والتسعينات، لنرى الأم المتسلطة والمتحكمة في مصير أولادها، والتي ترفض زواج ابنتها من شاب فقيا لا يتناسب مع مستواها المادي، فيصل بها الأمر لتأجير بلطجي ليعتدي على الشاب وتلفيق تهم زورا لوالده، فهو أمرًا لا يتواكب على الإطلاق مع مشاكل العصر الحالي.
و علي الرغم من بعض نقاط الضعف إلا أن الفيلم ظل متماسكًا ومقبولًا، خاصة مع مشهد المفاجأة التي حدث في النهاية فيقلب جميع الموازين، وكان العمل بحاجة إلى توضيح بعض الأمور مثل أسباب خلافات كريم فهمي وياسمين رئيس حتى بعد إتمام زواجهما، بالإضافة إلى بعض التفاصيل عن شخصية محمد الشرنوبي.
جاء أداء الممثلين موفقًا وعلى رأسهم كريم فهمي، والذي كان بحاجة إلى تغيير جلده والدخول في مناطق جديدة، فجاء دوره بالتوازي مع دوره في مسلسل "أزمة منتصف العمر"، والذي حقق نجاحًا كبيرًا سواء بالإشادةأو بالرفض، نظرًا لجراءة الموضوع، ويليه محمد الشرنوبي وأحمد حاتم واللذان استطاعا ترك بصمة جيدة على الرغم من صغر مساحة دورهما، وبالنسبة للفنانة سوسن بدر فخبرتها فنانة من العيار الثقيل لا تحتاج إلى شهادة، وعلى الجانب الآخر جاء أداء ياسمين رئيس ضعيفًا، وأخفقت في مشاهد هامة لم تستطع التعبير عنها خاصة في النصف الثاني ومع مواجهتها لوالدتها.