The Pope's Exorcist يحطم المعتقدات التقليدية

من إخراج جوليوس أفري، وتأليف كل من ايفان سبيليوتوبولوس، وتشيستر هاستينجز، وآر دين ماكريري، وبطولة النجم راسل كرو، ورالف إنيسون، وفرانكو نيرو في دور بابا الكنيسة، ومستندا على مذكرات القس الكاثوليكي جابرييل أموروث، الذي اكتسب شهرة كبيرة بسبب توليه العديد من جلسات طرد الأرواح الشريرة، ومكرسا وقته لطردها في الفاتيكان، تدور قصة الفيلم في عام 1987، حيث أرسل البابا - الأب جابرييل أمورث للتحقيق في قضية غريبة باستحواذ روح شريرة على صبي صغير، ينضم إلى آمورث القس- الأب إسكويبل (دانيال زوفاتو)، ليقاتلان معًا الشيطان ويكتشفان سرًا دام قرونًا يمكن أن يدمر الفاتيكان.

مبدئيا وبشكل عام لا يوجد شيء في الفيلم لم نره من قبل، فكل المشاهد مكررة، ومألوفة مثل الصلبان، والسير على الجدران، وجلسات طرد الأرواح الشريرة، وقصص الرعب ذاتها، التي لا تدعو لأي شيء جديد يفاجئك، لكن ما يدفعك لاستكمال المشاهدة نجاح المخرج جوليوس أفري لخلق جوا مثيرا ومرعبا كافيا ﻹبقاءك أكثر من 100 دقيقة متابع وبشغف ما يحدث، مع أداء تمثيلي مميز للنجم راسل كرو في دور الأب آمورث، الذي يعتبر الأداة الأقوى التي منحت الفيلم مواضيع أكثر رسوخًا، وأكثر إثارة للجدل، قالبا النظرة التقليدية لشخصيات الكنيسة، وخالقا شخصية إنسانية ودودة للغاية بحس دعابة مميز، ومتمكنا بأداؤه الدقيق من نقل الصراع الداخلي المحتدم بداخله.

ومن المعروف أن معظم أفلام طرد الأرواح الشريرة التي تم إنتاجها في الخمسين عاما الماضية تميل كلها إلى نموذج واحد، وهذا لا يعني أن كلها ليست جيدة، أو لم تقدم أي جديد، فمنذ فيلم THE EXORCIST عام 1973، وحتى فيلمنا هذا كانت هناك مجموعة كبيرة من أفلام طرد الأرواح الشريرة، التي قدمت في دور السينما على نفس النمط، وبالرغم من أن فيلم The Pope's Exocist لا يدعك تنسى أن الكثير من جلسات طرد الأرواح الشريرة تتعامل بشكل عام مع علم النفس والأمراض العقلية، فإن السيناريو الذي كُتب من قبل اثنين من الكتاب من ذوي الخبرة في هذا المجال اعتمد بشكل كبير على ربط القصص بشكل خاص حتى يحدث فرقا في المضمون والشكل، محاولا من وراء ذلك جذب الجماهير، من خلال الجوانب المظلمة للطبيعة البشرية وفكرة الاعترافات المكبوتة التي تبرز في عرض الشخصيات الرئيسية بالفيلم.

من أكثر النواحي الفنية جمالا الحوار الذي يطور شخصيات الفيلم بشكل طبيعي وفعال، وفكرة تقديم الأب آمورث في أول الفيلم وبافتتاحية مثيرة بدل من اتباع النصوص المتكررة في الاقتراب ببطء من المنزل والشخصيات المستحوذ عليها الشيطان، ثم تملك الأرواح الشريرة من ساكني المكان.

أيضا تميز الحبكة الدرامية للقصة بتسلسل متناسق للأحداث، فلا يوجد شيء يشعرك بأنه في غير محله أو أنه غير طبيعي، ويظهر ذلك في عدم مشاركة الأب آمورث أي معتقدات دينية، محطما بذلك تلك التقاليد، مما يساعد الجمهور على قبول ما يحدث بشكل أفضل كقصة رعب محققة بالكامل.

ومن ناحية التنفيذ: فلا نرى أي تأثيرات غريبة أو غير مبررة، فالتأثيرات البصرية تتميز ببراعة فنية رائعة، كما أن المكياج (وجه الصبي الصغير المشوه) يجعل التجربة أكثر رعباً، بالإضافة إلى تصميم المشاهد في سرداب القلعة، وظهور الأماكن المليئة بالجماجم، والتي تم تصميمها بشكل خاص، أيضا ظهرت الألوان في الغالب واقعية وطبيعية، كذلك التفاصيل الدموية للفيلم قليلة العرض مقارنة بالأفلام الرعب السابقة التي تدور على نفس المنوال، مع استخدام حيلًا صغيرة لتصل المؤثرات الصوتية لذروتها مع مشاهد تحدث الروح الشريرة للأب آمورث، وسيطرتها على القس هنري وتذكيره بما حدث معه سابقا، ووقوعه في الحب والخطيئة

الخلاصة بالرغم من أن الفيلم يحتوي على بعض الكليشيهات، إلا أنه يحافظ على تفاعله من خلال القصة المشوقة الممزوجة بإيقاع سريع، وبفضل التمثيل القوي والتصوير السينمائي المبهر يجعله من الأفلام التي تستحق المشاهدة، بل قد يدفعك للمشاهدة مرة أخرى لإلتقاط التفاصيل الدقيقة التي قد تسقط سهوا.