هناك مقولة تقول "كل شيء وله نهاية"، و"اللي يزيد عن حده ينقلب ضده"، وفيلمنا هذا خير دليل على ذلك، واعتقد بأنه لابد من إنهاء سلسلة "Insidious" مع الفيلم الجديد والخامس Insidious: The Red Door، والذي أخرجه الممثل باتريك ويلسون، بعد عدة أجزاء مميزة وناجحة قام ببطولة جزئين منها جنبا إلى جنب مع لين شاي، وروز بيرن بدأت عام 2010 بـ Insidious، ثم استمرت بنجاح جماهيري ونقدي مثلما يقولون (منقطع النظير).
وإذا كان هناك العديد من مُنتجي الأعمال الفنية سواء على المستوى العربي أو الأجنبي، يستغلون نجاح اﻷجزاء الأولى من أي سلسلة، ويُصرون على استكمالها، وتطعيمها بأجزاء أخرى بغض النظر عن تقديم أي جديد فيها، بل قد يكون الجديد الذي يقدمونه خرج للجمهور فارغ اليدين، فإن هذا الجزء يعتبر نهاية لكل ما سبق.
ويبدو أن باتريك ويلسون لم يعجبه أن يكون بطلا فقط، فقرر إخراج فيلم من كتابة مؤلف الأجزاء الخمسة لاي وانيل، مشاركة بالسيناريو مع سكوت تيمس، وللحق فإن اشتراك ويلسون في سلسلة مثل (Insidious، وThe Conjuring، وAnnabelle) أمر يستدعي أن يجلس على كرسي المخرج، ويقود فريق العمل للطاقة الناضجة التي تحصل عليها سابقا، وهو ما ستحدث عنه لاحقا.
ولكن هذه المرة لم تنجح الخطة كثيرا فجاءت المشاهد مكررة وبطيئة، وغلب عليها الممل، وفقدت أي إثارة أو تشويق كذلك الحوارات كانت طويلة وغير مجدية، ولن تتجاوز الباب الأحمر، وستجد نفسك في كلا وقت تتذكر سلسلة The Conjuring، وستقارن بين الاثنان، واعتقد أن ويلسون ليس مسؤولاً عن هذا، فلا يوجد شيء خاطئ بشكل خاص في اتجاه ويلسون، بل يرجع الأمر للسيناريو الضعيف، فهو يحتاج فقط إلى سرد قصة أكثر تماسكًا، وخاصة الزج بشخصيات جديدة مثل دور كريس، زميلة دالتون في الجامعة، والتي تسكن معه في نفس الغرفة، وتهتم فجاءة بكل ما يخص دالتون من هلاوس دون إيضاح أي خلفية درامية عن ذلك.
تعود القصة إلى عام 2013، وبعد تسع سنوات من أحداث Insidious: Chapter 2 عندما سيطرت الأروح الشريرة على الطفل دالتون تي سمبكينز، الذي أصبح شابا الآن ويستلزم على جوش لامبرت اصطحابه إلى الجامعة، وهناك يبدأ دالتون في رؤية الأشياء بعد محاولته التواصل مع نفسه في عمق، وعلى نفس الوتيرة لدى جوش ذكريات معقدة بسبب مشاعر مكبوتة، فالموضوع الرئيسي هنا هو الإرث الموروث من الآباء إلى الأبناء. والذي أجده الشيء الوحيد المستحسن في هذا الجزء، حيث اللعب على فكرة الصدمة بين الأجيال، ومحاولة اﻵب التواصل مع ابنه بأكثر من طريقة.
وبالرغم من تعلم باتريك ويلسون بعض الأشياء حول تكوين لحظات الرعب التي سيقدمها، مثل تسلل الظل من وراء الستارة، أو وجود أشخاص في أخر الممر، ستجد نفسك قادرًا على التنبؤ بكل لاحظات الرعب القادمة، وكل المخاوف التي قد تنشأ فيما بعد، وأن عنصر الرعب محدود وليس مثيرًا كما رأينا في الأجزاء السابقة. كما أن مونتاج اللقطات والمشاهد كان متقطعا في بعض الأحيان، وتشعر بقفزات لا داعي لها،وقد استعان ويلسون بشخصية إليسيا راينير (إليسيا رايني) وكذلك توكر (أنجوس سامبسون)، للعب على عاطفة الجمهور، وأملا في استعادة الحنين المفقود للأجزاء السابقة مما جعل هناك شيء ما يرضي محبي السلسلة.
في النهاية: إن Insidious: The Red Door، فيلم روتيني وغير ملهم، مجرد أحداث تتجمع فجأة في النهاية، وكان من الممكن أن يكون أكثر من ذلك بكثير. ويمكن اعتباره نهاية لقصة عائلية تابعناها منذ أكثر من عقد من الزمن.