5 جولات.. تميز وجرأة رغم ضعف الإيرادات

ليس من الضروري أن يرتبط اسم نجم كبير بعمل متميز وأن تكون اﻹيرادات هي المقياس الوحيد لنجاح العمل، فبعد مشاهدة فيلم 5 جولات وهو أول بطولة مطلقة للفنان آدم الشرقاوي، والذي لم تتجاوز إيراداته مليون جنيه خاصة أن توقيت طرحه جاء وسط أعمال كوميدية وهي اﻷقرب لجمهور الصيف، ويشارك في الفيلم مجموعة من الشباب، حيث يعتبر العمل تجربة جديدة ومختلفة كتبت شهادة ميالد للمخرج مازن أشرف، والذي راهن فيه على نوعية لم ُتطرح كثًيرا، حيث ينتمي إلى العمل الرياضي، والذي افتقدناه منذ سنوات منذ آخر عمل من هذه النوعية، وهو فيلم العالمي ليوسف الشريف عام ،2009 ومن قبله عمال أحمد زكي؛ النمر اﻷسود وكابوريا، وكذلك فيلم أجدع ناس عام 1993 للفنان كمال الشناوي وهو اﻷقرب لنوعية الرياضة التي تم طرحها في الفيلم الجديد.

يتضمن فيلم 5 جوالت رياضة (كيك بوكسينج) وهي شكل من أشكال المالكمة، والتي تعتمد على الركل واللكم وُتعتبر إحدى أنواع اﻷللعاب القتالية التي أصبحت جاذبة للشباب بشكل كبير، حيث تتم ممارستها بأشكال مختلفة في الهند واليابان ومعظم دول شرق آسيا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة في القرن العشرين. يعتبر فيلم 5 جولات موجًها بشكل مباشر لفئة الشباب والمراهقين، حيث إنه يلعب على عدة أوتار جاذبة لجمهور الشباب بما في ذلك أنه يسير في اتجاهين متوازيين؛ أحدهما رياضة (كيك بوكسينج) واﻷخرى مطربو الراب ومشوارهم واجتهاد كل منهم للوصول للعالمية، وناجًحا، في خلق توليفة جيدة واستخدم المخرج مازن أشرف إيقاًعا سريًعا منضب بين الفترة الزمنية التي تقام فيها المباراة، والمكونة من 5 جولات، ومراحل صعود بطل المباراة آدم الشرقاوي في عدة فترات زمنية في مشاهد تجمع بين اﻹسكندرية وبودابست في المجر، حيث تمتع بتصوير متميز ومناظر بديعة باﻹضافة إلى أنه اقتحم مناطق جديدة لم تطرح من قبل، وهي عالم المراهنات على المبارايات الكبيرة، والتي تصل إلى حد العصابات والمافيا. لم يكتِف العمل بذلك بل لمس بعض اﻷبعاد اﻹنسانية والتفكك األسري، والمتمثل في شخصية ماجد المصري، وهو شخص منعدم الضمير واﻹنسانية يستبيح كل شيء من أجل مصلحته ومزاجه الشخصي حتى يصل به الأمر أن يراهن على خسارة ابنه مع منافسه من أجل الحصول على الأمر الذي زرع التحدي في نفوس اﻷبناء، ومنهم شقيق البطل اليوتيوبر الشهير والمهووس بأغاني الراب، وعلى الجانب اﻵخر يستيقظ ضميره اﻷبوي في النهاية عندما يشعر يالخطر على ابنه في الجولة الخامسة من المباراة، وكذلك داليا شوقي، والتي تعاني من فتور في عالقتها بجدتها بعد أن تخلت عنها أمها، والتي ترغب في ترك بلدها والسفر للخارج حتى لو اضطرتها الظروف إلى اللعب على شخصين لتصل لهدفها. يزداد الفيلم سخونة وتشتعل األحداث في الجزء ﻷلخير، حيث يزداد عنصر التشويق مع كل جولة وتصبح المباراة أشبه بالمبارايات العالمية مثل سلسلة أفلام روكي لسلفستر ستالون،

حيث نجح المخرج في توليف النهاية بشكل يثبت جدارته كمخرج مبتدأ، وبالنسبة للأداء التثميلي، فكان أفضلهم الفنان نور النبوي والذي كان أكثرهم مصداقية، وكذلك داليا شوقي، والتي أثبتت نفسها في مساحة دورها، وأما الفنان آدم الشرقاوي فلم يكن في أفضل حاالته، حيث أفلتت منه بعض المشاهد التي لم يعبر فيها عن مشاعره.