خيال وتألق للوجوه الجديدة في (بنقدر ظروفك)

  • نقد
  • 09:06 مساءً - 17 يونيو 2024
  • 1 صورة



على الرغم من امتلاك الفنان أحمد الفيشاوي لقدرات تمثيلية وإمكانيات كبيرة، إلا أنه ليس نجمًا أول، علمًا بأن رصيده الفني دسم وحافل بالأعمال، بما في ذلك من أعمال جيدة ومتوسطة وجماهيرية، إلا أن أعماله شهدت تراجعًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، بداية من فيلم أشباح أوروبا مع هيفاء وهبي مرورًا بفيلم رهبة ثم فيلم عادل مش عادل، والذي لم تتجاوز إيراداته مليون و800 ألف جنيه، ربما لعدم الدقة في الاختيار أو عدم اهتمام المخرجين به بشكل كافٍ، إلى أن جاءت محاولته الاخيرة لا بأس بها، حيث أطل علينا بفيلمه الجديد بنقدر ظروفك، والراوي في الفيلم هو كلب يقرأ لنا ما يحدث في حارة بسيطة. يبدو الفيلم جذابًا بعض الشيء من إعلانه، نظرًا لأنه يتضمن موضوعًا مهمًا، وهو الصراع الذي يعيشه المواطن المصري ومعاناته مع غلاء الأسعار وجشع التجار والاحتكار وعدم التوازن بين دخل المواطن ومواكبة أسلوب المعيشة، وذلك من خلال حارة فقير تعيش حياتها على تناول أرجل الدحاج، وقصة حب بين أحمد الفيشاوي ومي سليم اللذين قررا أن يتحديا ظروفهما بفكرة جديدة تعتبر أهم عنصر إيجابي للعمل، وهي تأسيس محل بقالة يحمل اسم (بنقدر ظروفك) لبيع السلع بكميات صغيرة تساوي نصف كيلو أرز أو ربع كيلو زيت بحسب إمكانيات المواطن، بالإضافة إلى محل لتأجير مستحضرات التجميل بمبالغ رمزية، ومع ذلك، لم يسلما من جشع التجار وكاد الصراع بينهما يتفاقم، حيث قام المخرج أيمن مكرم، باللعب في منطقة جديدة تختلف عن بقية أعماله، بإيصال رسالة العمل من خلال بعض الأغاني الشعبية التي تعكس المضمون؛ بما في ذلك أن الكذب والغش أصبحا الأمر الاعتيادي في الحياة. على الرغم من أن فكرة الفيلم تعتبر مختلفة وخارج الصندوق وتحمل بعض الخيال وتم طرحها ببساطة من خلال بعض المواقف الكوميدية، إلا أنها لم يتم توليفها بشكل كافٍ، فعانى العمل من بعض نقاط الضعف في الحبكة والسياق الدرامي وضعف الإمكانيات، خاصة في الجزء الأخير من الفيلم، والذي أفلتت فيه بعض الخيوط وتم تمرير بعض المواقف بشكل سريع، فتحولت الأحداث إلى صراع بين الخير والشر، بين تاجر جشع وهو محمود حافظ وأحمد الفيشاوي الذي نجح في الإيقاع به وكشف تلاعبه وتجارته في منتجات مغشوشة أمام مباحث التموين، ولكنه أفلت من العقاب وعادا إلى لعبة القط والفأر مرة أخرى، وبالنسبة لأداء أحمد الفيشاوي، فجاء تلقائيًا في بعض المشاهد، بينما أخفق في مشاهد أخرى، ونفس الشيء بالنسبة لـمي سليم التي جاء تمثيلها اعتياديًا مثل أدوارها السابقة، وعلى الجانب الآخر، برزت الوجوه الجديدة في الأداء، مثل يوسف وائل نور وإبرام سمير واللذين جسدا النماذج الحية للضمير، وصراع الخير والشر.



تعليقات