فيلم ولاد رزق 3.. مافيا عائلية بين الترفيه والإثارة

  • نقد
  • 11:50 مساءً - 28 يوليو 2024
  • 5 صور



في لقاء اعلامي جمع طاقم عمل فيلم “ولاد رزق3” سأل أحد الصحفيين “ما هي الرسالة التي يقدمها فيلم ولاد رزق3؟” أجاب المؤلف صلاح الجهيني: الترفيه. وأجاب المخرج طارق العريان: والمتعة. وفي لقاء سابق سأل الإعلامي عمرو أديب، الفنانة منى زكي، عن الرسالة التي تريد تقديمها في أحد أفلامها؟ فقالت: المتعة والترفيه. أمست المتعة والترفيه من المتطلبات الأساسية للفيلم السينمائي، لهذا نرى الأفلام السينمائية تساهم في منح الجمهور فرصة للهروب من الواقع اليومي والاستمتاع بوقت ممتع، وهي تلعب دورًا كبيرًا في صناعة السينما من خلال جذب جمهور واسع وتحقيق إيرادات كبيرة. فيلم “ولاد رزق 3” الذي يحتل المركز الثاني لأداء الأفلام في شباك التذاكر في عالم السينما السعودية، يُعتبر فيلمًا ترفيهيًا، خاصة لمحبي أفلام “الأكشن” والجريمة. يجمع الفيلم بين عناصر التشويق والحركة، ويمنح تجربة مسلية ومشوقة للجمهور. بالإضافة إلى ذلك، تميز الفيلم بنجوم فنية لهم رؤية إبداعية. ويبرز كأحد الأعمال التي توفق بين الإثارة والترفيه اللاذع، يقدم للمشاهدين رحلة مليئة بـ “الأكشن”. حيث الأداء الفني القوي من قبل مجموعة نخبوية من الممثلين؛ رضا (أحمد عز)، وربيع (عمرو يوسف)، ورمضان (كريم قاسم) وكوري (علي صبحي) شخصيات أبناء عائلة “رزق3”. بالإضافة للنجوم؛ الشايب (آسر ياسين)، والنونو (أحمد فهمي)، ورؤوف (محمد ممدوح)، والصقر (سيد رجب)، والشربيبي (محمد لطفي) وآخرين. شاركهم البطل العالمي تايسون (تايسون فيوري). يجمع الفيلم بينهم في إطار قصة تتناول صراعات ومعارك داخلية، تنقلهم من القاهرة إلى الرياض. الحكاية الأساسية في الفيلم هي بحث يجريه “ولاد رزق” لتأمين مبلغ خمسين مليون جنيه، يعود لـ “النونو” ذلك الرجل الداهية، فيمنحهم فرصة لمدة شهر لتأمين المبلغ، وإلا فإنه سيفجر أقدامهم بجهاز تم ربطه في كل رجل من أرجل “ولاد رزق”. فيقترح عليهم صديق لهم اسمه رؤوف فكرة سرقة “الساعة الفاخرة” التي ستقدم للفائز في مباراة المواجهة النهائية في الملاكمة لمن هو أشرس رجل على وجه الأرض، في موسم الرياض بين تايسون فيوري في مواجهة فرانسيس انجانو، عملاقا الوزن الثقيل. فيسافر الأخوة إلى الرياض للحصول على هذه الساعة. لكن هذه الحكاية تتخللها حكايات لا تنتهي وتسير في عدة اتجاهات، في الرياض وفي القاهرة، ومطاردات في البوليفارد وشوارع الرياض، لدرجة أنه تم دخول الممثلين إلى مسرح المباراة النهائية والملاكمة “شغالة” دون فبركة ولا تقطيع. حشد المخرج طارق العريان كل طاقاته وخبراته في هذا الفيلم لتقديم عمل يستفيد من كل أساليب العرض الحديثة والقديمة، بفضل الدعم والتسهيلات التي قدمتها له هيئة الترفيه السعودية، حيث تميز العمل بتقنيات تصوير متقدمة ومؤثرات بصرية جذابة، مما رفع من مستوى واقعية الأحداث وعزز من تقوية كل المشاهد. لاحظنا أن الكاميرات تُعكف على التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة في المشاهد الحركية، كالمطاردات والصدامات بشكل مبهر، مما أضفى على الفيلم بُعدًا مليئًا بالحماس. يُسلط “ولاد رزق 3” الضوء على علاقة وترابط الأبناء، تناصًا مع فكر المافيا العائلية، حيث يتخذون من الجريمة طريقًا للبقاء مع المحافظة على مسار الأخوة والدفاع عن عائلتهم، فتظهر التحديات الأخلاقية التي تواجه الشخصيات، مما يضيف بُعدًا دراميًا عميقًا للقصة ويجعلها أكثر تعقيدًا وجاذبية، كمشهد الاحتفال في شقة ربيع، عندما كان الأخوة يحتفلون بمرح فاضح، وعندما علم ربيع بقدوم “خطيبته” التي يحبها إلى شقته، أخفى جميع الأخوة كل مظاهر التعري وتظاهروا بأن أخوهم من الناس المستقيمين، في سبيل أن يكسب ربيع ود خطيبته الجميلة. بالنظر إلى هذه العوامل، يمكن القول إن “ولاد رزق 3” ليس مجرد فيلم سينمائي عادي، بل هو تجربة سينمائية شاملة بميزانية تقدر بأكثر من عشرة ملايين دولار، تجمع بين الأداء الفني المتميز والتقنيات السينمائية المتقدمة، والسرد الدرامي الجذاب. يوفر الفيلم للجمهور متعة مضاعفة من خلال استكشاف عوالم الجريمة والأكشن بطريقة تنجذب بها الأنظار وتثير العواطف. من الناحية الأخرى والتي لا يمكن أن نتجاوزها؛ لا ننسى القول إن المأزق القيمي هو الخشية من تأثر الشباب العربي بالجانب السلبي من القصة وهو الجريمة، أما المأزق الفني فهو حول كيفية سفر الأخوة “ولاد رزق” إلى الرياض وأجهزة النونو مربوطة بأرجلهم. في الختام، “ولاد رزق 2024” يبرز كعمل فني يعكس روح الإثارة والتشويق، ويجسد ببراعة كيفية استخدام السينما لإمتاع الجمهور وإشباع رغباتهم في السفر إلى عوالم مختلفة عن الحياة اليومية.



تعليقات