تعني كلمة (توكسيك) مادة سامة فعندما نقول علاقة (توكسيك) نعني علاقة خطرة وغير موفقة، وهو ما تدور حوله فكرة فيلم جوازة توكسيك، المستوحاة أحداثه من الفيلم الأجنبي Meet the Fockers، والذي تم عرضه عام 2004، ولعب بطولته النجمان العالميان روبرت دي نيرو وداستين هوفمان، والتي تتلخص في علاقة حب تجمع بين شاب وفتاة من عائلتين مختلفين تماما من حيث الثقافة والأفكار والتقاليد، فبالنسبة لعائلة بيومي فؤاد فهو رجل متسلط رجعي النزعة يتحكم في كل تصرفات عائلته ولا يترك لهم حرية الاختيار، حتى مع حب ابنته للغناء، بعكس عائلة تامر هجرس، وهو النقيض تماما لشخصية بيومي فؤاد، فهو يترك لعائلته حرية اتخاذ جميع قراراتهم، ليجدوا في النهاية أن طريقة كليهما غير صحيحة، وعلى الرغم من أن الفيلم يعتبر وجبة خفيفة تناسب أجواء الصيف في جميع تفاصيله، مثل المناظر الطبيعية في الغردقة والبحر واليخوت، إلا أنه يتضمن بعض المعاني التي تتمثل في شخصيتين، وهما بيومي فؤاد، الذي يشع طاقة سلبية وينشر التعاسة بين كل من حوله حتى زوجته التي أصبحت بالنسبة له مجرد شكل اجتماعي، ومع ذلك جاءت إفيهاته خفيفة تلقائية، مع بعض المواقف الكوميدية، وعلى الجانب الآخر نرى تامر هجرس، وهو الشخصية النقيضة تماما، حيث يعيش حياته ببساطة ودون أي قيود، بالإضافة إلى تمرده على التقاليد الاعتيادية للزواج مثل الشبكة والهدايا وقائمة الأثاث، والتي يعتبرها هو وزوجته جزءا من العراقيل التي تهدم الحياة الزوجية. تتصاعد الأحداث بشكل خفيف وتكتسب كل عائلة بعض الصفات من الأخرى، حيث تتمرد ليلى علوي زوجة بيومي فؤاد على أسلوب حياتهما بينما يكتشف الأخير أن أسلوبه أصبح قديما، وأنه لا بد من ترك مساحة لحرية الاختيار لعائلته، بينما تقتنع العائلة الأخرى أن حرية الاختيار للأبناء لا بد وأن يكون لها حدود، وأنه لا بد من توجيه بعض النصائح والتوجيهات من الأهل. وعلى الرغم من تميز الفيلم بإيقاع سريع ومناظر وألوان مبهجة في أماكن تصويره، إلا أنه لم يخلُ من بعض المبالغات في عدة مشاهد، بما في ذلك مشهد تخدير ليلى علوي وبيومي فؤاد بأحد أنواع المخدرات على متن قارب في البحر في محاولة إسعادهما بأسلوب زائف، وكذلك مشهد ذهابهما إلى إحدى محطات الوقود وهما في حالة سكر بين، والذي جاء غير منطقي، بالإضافة إلى أن أداء بعض النجوم لم يكن موفقا، ومنهم الفنانة ليلى علوي، والتي أفلتت منها بعض المشاهد، ويليها محمد أنور، فشخصيته في الفيلم هي شخصية مردد للحديث دون الدخول في أعماق الشخصية، وبالنسبة لـملك قورة فجاء اهتمامها بالشخصية من الخارج سواء من حيث الملابس أو التصرفات.