أحيانا قد تنخدع في اسم أو إعلان أو ملصق دعائي لفيلم، مما يعطي الانطباع بأنك بصدد فيلم يجمع بين الرومانسية والتشويق، وهذا ما حدث بالنسبة لفيلم عاشق، خاصة أن بطلَي العمل أحمد حاتم وأسماء أبو اليزيد بينهما كيمياء كبيرة في التمثيل، ويشكلان ثنائيا قويا، ولكن مع مرور النصف اﻷول نجد أن العمل يجمع بين عدة خطوط درامية تجمع بين الغموض والجريمة والدراما النفسية، بالإضافة إلى بعض مشاهد الرعب، ومن ثم نجد أنه يتناسب مع جميع فئات الجمهور، خاصة أنه تم تنفيذه بأعلى جودة سواء من حيث الجرافيكس والألوان والموسيقى التصويرية التي كانت من أهم عناصر العمل، والتي أضافت الكثير إلى عنصر التشويق لتزيد من حماسك لمعرفة المزيد، ويرجع هذا إلى عدة عوامل، أولًا الكاتب محمود زهران الذي يبحث دائما عن كل ما هو جديد ومختلف، خاصة بعد فيلمه الأخير أنا لحبيبي، الذي كان الأفضل في العام الماضي، وأما العنصر الثاني للعمل فهو المخرج عمرو صلاح الذي يعتبر المايسترو للفيلم، والذي قام بتغيير جلده تماما عن أعماله السابقة، والتي كانت أغلبها كوميدية، فقد استطاع إدارة جميع أدواته سواء من حيث الحبكة الدرامية أو مشاهد الرعب أو الغموض، والتي تصاعدت بشكل كبير مع الجزء الأخير، واستطاع اللعب بالإضاءة بشكل احترافي. بالنسبة للجزء الأخير من الفيلم، فمن الممكن أن يثير جدلًا أو تختلف عليه الآراء، فقد تطرق الفيلم إلى مناطق جديدة وذهب إلى الدجل والشعوذة والجن، ليتضح أن الرومانسية في الفيلم كانت مجرد حيلة أو تلاعب، بالإضافة إلى الكثير من المفاجآت، والتي مزج فيها المخرج بين التويست والفلاش باك، لنرى نقطة تحول كبيرة، ولكن بعضها كان متوقعًا، خاصة للجمهور الذي اعتاد مشاهدة هذه النوعية من الأعمال. أما عن النهاية فلم تكن الأفضل بالنسبة لمستوى الفيلم وجاءت متروكة بعض الشيء لخيال المشاهد، ولكنها مقبولة بصفة عامة، وعن أداء النجوم فكان أفضل ما في العمل الفنانة أسماء أبو اليزيد، التي تعتبر واحدة من أقوى نجوم جيلها، حيث أجادت أداء الشخصية المركبة بكل تفاصيلها، سواء في مرحلة الإدمان أو الاضطراب النفسي أو في الجانب المرعب الذي استخدمت فيه تعبيراتها بكل حواسها، وكذلك الفنان أحمد حاتم، والذي استخدم لغة العينين سواء في المشاهد المرعبة أو التعبيرات الرومانسية.