يقدم فيلم Ace in the Hole (الآس في الحفرة) رؤية سوداوية للمراسل الصحفي الذي يعمل على صناعة الحدث من أجل مصلحته الشخصية حتى وأن أدى ذلك الى التضحية بحياة اشخاص أبرياء، فالصحفي (تشارلز تاتوم) الذي يفشل في عمله بصحف نيويورك ما يجعله يطرد من اكثر من صحيفة يحاول البدء من مكان بعيد في صحيفة محلية تدعى البوكيرك. ويوضح تاتوم صورته لرئيس التحرير من اللقاء الأول بأنه (كاذب ، ملفق) ، في حاجة ماسة إلى سبق صحفي ، يكون له بمثابة تذكرة العودة إلى صحيفة المدينة الكبيرة. ولكن يمر عام ولا يجد في المدينة الهادئة ما يمكن أن يشكل خبرا مثيرا يستحق التعامل معه. حتى يصل الى القصة التي يحتاجها بالصدفة، حيث يتم تكليفه هو والمصور الشاب في الصحفي (هيربي كوك) ، بتغطية عملية مطاردة للأفعى الجرسية في بلدة صغيرة. واثناء توقفهما للتزود بالوقود يعرف أن (ليو مينوسا) صاحب المحطة يسقط في جوف منجم اثناء بحثه عن قطع أثرية تعود للهنود الحمر لبيعها في المركز التجاري / المقهى الذي يديره مع زوجته لورين. وهنا يحاول تاتوم أن يعط الصحفي الشاب اول دروسه في صناعة الحدث الصحفي حيث يدرك بحدسه أن هذا الحادث يمكن أن يكون الأبرز في الصحافة. فيعمل على ارسال برقية سريعة للجريدة تتحدث عن الرجل المحاصر في جوف الجبل، ويطالب بأن يأتي رئيس الشرطة، ومهندس الحفر لإنقاذه، ولما يقترح المهندس طريقة لإخراج مينوسا خلال 12 ساعة، يجد تاتوم أن هذا غير ملائم لبناء قصة تثير الرأي العام عبر ابرازها في الصحافة لذلك يقنع مدير الشرطة الذي يستعد للانتخابات بأن يقوم المهندس باتباع طريقة تستغرق عدة أيام، عبر الحفر من اعلى الجبل وليس عبر المنجم، وهذا يتيح له كتابة قصة خبرية متواصلة عن الحدث لعدة أيام، كما يعمل على أن تظهر زوجة ليو ، لورين غير المبالية بمصير زوجها وترغب بمغادرة المكان النائي الذي يسكنون فيه بأن تلعب دور الزوجة البائسة الحزينة على مصير زوجها، من اجل أن تكسب الكثير من النقود بعد أن يجعل من المكان مركزا يتجه اليه الناس لمتابعة الحدث ما يجعلهم بحاجة الى المتجر والحانة، كما أن لورين تعمل على استيفاء أجور من الراغبين بالدخول الى المنطقة التي يقع في الجبل حيث يحتجز زوجها. ينجذب السياح، ثم السياسيون، ثم الصحفيون، ثم فناني الأداء المتنوعون جميعًا إلى موقع الحادث لأغراضهم المتنوعة والبغيضة. في النهاية ينجح تاتوم في لفت انتباه الصحف الكبيرة التي تطلب منه تغطية الحدث كونه الوحيد الذي يستطيع الاتصال مع ليو بعد الاتفاق مع رئيس الشرطة الذي يمنع الصحفيين من الوصول الى المنطقة ، ولكنه يفاجأ عندما يخبره الطبيب أن ليو سيموت، فيطلب من المقاول التحول إلى خيار الإنقاذ الأسرع ، لكن الأوان قد فات. هنا يشعر تاتوم بفداحة الجرم الذي ارتكبه عندما أخر عملية الإنقاذ فيسعى لتلبية طلب ليو الأخير بأن يسلم زوجته الهدية التي جلبها بمناسبة ذكرى زواجهما ولم تعرف بها، لكن الزوجة ترفض وتطعن تاتوم بمقص في بطنه، ويتغاضى تاتوم عن العلاج من أجل ان يجلب كاهن ليكون مع ليو في لحظاته الأخيرة كما طلب. بعدها يعلن تاتوم للجمع أن ليو مات وأن كل شيء انتهى ليغادر الجميع المكان، ويبقى فقط والد ليو العجوز في مشهد مؤثر. بينما يحاول تاتوم الأعتراف بالجريمة التي ارتكبها غير أن صحيفة نيويورك تطرده مرة أخرى، ليعود الى البوكريك ويسقط ميتا. اعتبر النقاد Ace in the Hole للمخرج بيلي ويلدر واحدة من أكثر لوائح الاتهام القاسية للثقافة الأمريكية التي أنتجها صانع أفلام هوليود. فالفيلم الذي كان ساحرًا في فظاظة ووحشية لائحة الاتهام ، يشير إلى الإتجاه الذي كان من المقرر أن يتخذه فيلم نوير في الخمسينيات.
يقدم الفيلم صورة قاتمة عن الصحافة والأخبار التي تنقلها والطريقة التي تنقلها بها.كما يُظهر أيضًا كيف يمكن للصحافة التلاعب بالجمهور الساذج. وتذكر المعلومات أن قصة الفيلم تم استلهامها من واقعة حقيقية تتعلق بمستكشف الكهوف فلويد كولينز الذي سقط في جوف احد الكهوف عام 1925 ويشير الناقد جاك شيفر الى أن Ace in the Hole يزعج "الصحفيين لأنهم يتعرفون على الكثير من أنفسهم وزملائهم في بطل الفيلم البغيض تشارلز تاتوم" ويتساءل كم عدد الخطايا الصحفية التي يرتكبها تاتوم؟ يأخذ وقته في إخبار أي شخص بأنه صحفي. إنه يعرض حياة رجل بريء للخطر من أجل مكاسبه الخاصة. يعقد صفقة مع الشرطي الفاسد. لقد كذب مرارًا وتكرارًا على ليو بشأن تقدم عملية الإنقاذ. ضرب زوجة ليو ، التي تريد الهروب من جحيم الصحراء. وعندما يكتبها في قصصه ، تكون "الزوجة محطمة القلب". إنه يفسد المصور الشاب. وطوال الوقت يتظاهر بأنه مشارك سلبي في الحدث. يقول: "أنا لا أجعل الأشياء تحدث. كل ما أفعله هو الكتابة عنها".وأكثر من ذلك: طلب تاتوم من الشريف أن ينوب عنه حتى يتمكن كعضو رسمي في فريق الإنقاذ من استبعاد الصحفيين الآخرين من القصة. يسمي الرجل نصف المدفون بسخرية "الآس في الحفرة". إنه يستغل الخرافات الهندية حول أرواح الجبل المظلومة بعنوان بناء الدورة الدموية: "رجل لعنة رفات قديمة". (Shafer, 2007)) بمعنى أن ورقته الرابحة هي الشخص الموجود في جوف الجبل، والذي يمكن أن يستغل مأساته ليحقق الأهداف التي يرغب الوصول اليها مهما كانت الطرق التي يتبعها. اما Roger Ebert فينتقد الجمهور أيضا وليس الصحافة وحدها مبينا أن الفيلم قدم صورة للصحافة الفاسدة ، مثلما بين شهية الجمهور النهم لها. "فمن السهل إلقاء اللوم على الصحافة بسبب تصويرها للمشاهير الذين يدمرون أنفسهم، أو الوعاظ المخادعين، أو السياسيين الفاسدين أو القتلة المتفاخرين ، لكن من يحب هذه القصص؟ الجمهور يفعل" (Ebert, 2007) رغم أن الفيلم انتج عام 1951 الا أنه لم يفقد متعته عند المشاهدة كما أنه يتناول موضوعا اصبح يتفاعل بكثرة، و لاسيما مع انتشار المواقع الالكترونية ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي واللعب على وتر العاطفة الإنسانية من اجل جذب الجمهور والتلاعب بالرأي العام تحت مفهوم الصحفي هو من يصنع الحدث. ويمكننا أن نشير هنا الى حدث مشابه وقع عام 2021 وهو ما يتعلق بالطفل المغربي الذي وقع في احد الآبار بمنطقة صحراوية والإهتمام الإعلامي الكبير الذي حصل به ونقل الأحداث على مدار الساعة عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي. Ace in the Hole المخرج: بيلي وايلدر الكاتب: والتر نيومان ، ليسر صموئيل ، بيلي وايلدر تمثيل: كيرك دوغلاس، جان ستيرلنج، بورتر هيل، روبرت آرثر،فرانك كادي،ريتشارد بنديكت عرض الفيلم للمرة الأولى في 29 حزيران/يونيو 1951