حصاد 2024: ليس ماركيز فقط.. هكذا أسهم أدباء نوبل في إنتاجات هذا العام

منذ عام 1901، بدءًا من الشاعر الفرنسي رينه سولي برودوم، وحتى وقت كتابة هذه السطور، فاز العديد من الأدباء المبدعين الذين تركوا بصماتهم الواضحة على الأدب العالمي من مختلف بقاع العالم بجائزة نوبل للآداب، متناولين في أعمالهم عددًا من الموضوعات المتنوعة بين التاريخ والسياسة والاجتماع والخيال والفلسفة والنفس البشرية، ولم تكتفِ أعمال هؤلاء المبدعين بالتأثير في مسار الأدب العالمي فحسب، بل تجاوزت ذلك لتصل إلى الفنون الأخرى، خاصة الفنون البصرية، حيث استلهم صناع السينما والدراما أعمال الأدباء الحاصلين على جائزة نوبل لتكون مصدرًا ثريًا يمدهم بأفكار متجددة يمكن تناولها بطرائق مختلفة بشكل يضفي على هذه الأعمال شيئًا من الخلود، وإليك بعض إنتاجات عام 2024 المستلهمة من كتابات هؤلاء الأدباء.

يُعد مسلسل One Hundred Years of Solitude من أشهر الأعمال المستمدة من أدباء نوبل بين إنتاجات عام 2024، وهو تجسيد لرواية (مئة عام من العزلة) للأديب الكولومبي جابريل جارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل للآداب، وقد نُشرت لأول مرة عام 1967، وتتناول حياة عدة أجيال من عائلة (بوينديا) التي تسكن مدينة (ماكوندو)، المسلسل من إخراج لورا مورا أورتيجا وأليكس جارسيا لوبيز.

يُعد الأديب الأمريكي إرنست هيمنجواي أحد أكثر أدباء نوبل الذين تُنُولت قصصهم في أفلام قصيرة، ويرجع ذلك إلى شخصية (نيك آدامز) التي اخترعها هيمنجواي وظهرت في حوالي 20 قصة من قصصه القصيرة المنشورة في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، حيث ظهر (نيك) طفلًا لأول مرة في قصة (المخيم الهندي) لهيمنجواي، ثم توالت القصص التي تتناول هذه الشخصية، والتي مُثلت بمواصفات مختلفة في عدد من الأفلام القصيرة، ومنها فيلم Little Sleap, Little Slumber، الصادر عام 2024، والذي يتناول (نيك) منومًا مغناطيسيًا ويروي طفولته، التي يُعتقد أنها طفولة هيمنجواي نفسه.

تُعد مسرحية (العطش) للمسرحي الأمريكي يوجين أونيل الحائز على جائزة نوبل عام 1936 من المسرحيات ذات البنية القائمة على الاختصار في الوصف والاعتماد على الرموز والعمق النفسي للشخصيات، الأمر الذي يُغري بتحويلها إلى فيلم سينمائي، يحمل نفس الاسم، للمخرج البريطاني آل كاريتا، وتدور الأحداث حول شخصية غريبة الأطول تنجو من تحطم سفينة، محملةً بادعاءات غريبة تثير ريبة الأطباء.

Het Was Niet Koud, Het Sneeuwde Niet

تعد مسرحية (في انتظار غودو) من أشهر مسرحيات الأديب الأيرلندي الحائز على جائزة نوبل صمويل بيكيت، وتدور حول شخصين يقضيان وقتًا طويلًا في انتظار شخص يُدعى (غودو)، وأثناء انتظارهما يجريان عدة نقاشات ويلتقيان بشخصيات أخرى، الأمر الذي يشير إلى معاناة الإنسان مع الانتظار طوال حياته، جُسدت القصة عام 2024 في الفيلم البلجيكي القصير Het Was Niet Koud, Het Sneeuwde Niet من إخراج ريك بيترز.

إن استمرار تحفيز الأدباء والفنانين على استلهام هذه الأعمال الخالدة يعكس تأثير الأدب الحقيقي في تشكيل الوعي الجمعي، ويعزز الفكرة القائلة بأن الأدب ليس مجرد ترف ثقافي، بل هو محرك أساسي لفهم الإنسان للعالم من حوله، وللتفاعل مع قضايا العصور والأجيال المختلفة.