القصة و السيناريو و الحوار :-
للكاتب المتميز بلال فضل الذى حير الجمهور قبل النقاد بإزدواج شخصيته فى الكتابة و هذا هو السبب فى اننا لا نستطيع الحكم على قصة ( خارج على القانون ) بأنها جيدة و حسب او سيئة و حسب ؛ لماذا ؟ لأنها ليست قصة فاشلة و فيلم ساقط نحتقره و لا يستحق حتى أن نكتب عنه كبعض أفلامه السابقة و لا هو بالفيلم المكتوب بعناية فائقة كـ ( واحد من الناس ) فلا نملك سوى أن نمدحه طوال الوقت و نـثـنى عليه . إنما ( خارج على القانون ) هو فيلم يحمل وجهة نظر واضحة تستحق أن نقف طويلا ًأمامها و نقول لبلال :- إن وجهة نظرك مشوشة مهتزة إن لم تكن خاطئة ترى السراب و تحسبه حقيقة . الثلث الأول من القصة ممتاز و حبكته الدرامية عالية .... و واقعى لخصه بلال فى براعة بجملة ( فى بلدنا دى ابن الدكتور بيطلع دكتور و ابن المهندس بيطلع مهندس و ابن تاجر المخدرات بيطلع تاجر مخدرات ) باقى الفيلم هو ما يستحق التوقف طويلاً أمامه ، واضح جدا ً أن بلال من تأثره بالفساد المستشرى فى مؤسسة الشرطة أصبح يرى كل الشرطيين و رجال الأمن مخطئين ، أنذال ، خونة ، إن لم يكونوا أعداء وعلى هذا رسم بلال شخصية ضابط شرطة يبيح لنفسه فعل اى شئ للإيقاع بتاجر المخدرات فيكون مصيره فى النهاية هو أن يلقى مصرعه على يد هذا التاجر ! قمة الإجحاف و الظلم من بلال فضل . اولاًانا لا أنكر و أرفض تمام الرفض ما ترتكبه مؤسسة الشرطة من تعذيب للمواطنين و إهدار لحقوقهم و تقصير واضح فى توفير الأمن للمجتمع و مكافحة الجريمة و لكن هذا لا يعنى أن مؤسسة الشرطة أضحت منظمة جاسوسية او سفينة قراصنة فمازالت هذه المؤسسة تحمل فى طياتها كثير من الشرفاء يقومون بواجبهم على أكمل وجه بل و لن أكون مبالغا ًإذ ما قلت يموتون فى سبيل القيام بهذا الواجب و هناك الكثير من الشواهد التى تؤكد كلامى هذا ، و هناك فريق من رجال الشرطة يقف بين هذين الفريقين هدفهم نبيل و لكن غايتهم فى بلوغ هذا الهدف قذرة و هى استراتيجية مرفوضة كل الرفض للشرطة المصرية يدعم إستمرار هذه الإستراتيجية إستمرار حالة الطوارئ فى البلاد و هو ما عبر عنه بلال فى الحوار بين الضابط عندما أقتحم شقة ( عمر ) فطلب منه الأخير إذن النيابة فأخبره الضابط ساخرا ً أن مثل هذه الأمور لم تعد سارية و برغم أنه ضابط مكافحة مخدرات إلا أنه جاء زاعما ً وجود أعمال منافية للآداب فيجيب مرة ثانية فى سخرية أن المخدرات أصبحت وثيقة الصلة بالآداب فيرد ( عمر ) بمنتهى الحزم : - إذا كنت جاى عشان المخدرات فمش هتلاقى إلا إذا كنت جايبها معاك و ناوى تحطها لى ، اما بقى الأعمال المنافية للآداب فالست دى مراتى . فشخصية الضابط فى فيلم بلال هى من النوع الأخير ، ضابط شرطة متأكد تمام التأكد أن ذلك المواطن تاجر مخدرات و لكنه لا يملك اى دليل إدانة ضده و كلنا نعرف الفرق بين القانون و العدالة ، كثير من ضباط الشرطة ( كما بين بلال فضل ) يسعون إلى إلصاق تهمة ما بالمجرم أو يضيقون الخناق عليه حتى يسقط او يوقعوا به و هذا قمة الخطأ الذى يرتكبه الشرطى لأنه ليس من المفروض أن يتحول الشرطى إلى مجرم يخرق القانون ليوقع بمجرم ما و إنما عليه أن يجتهد فى الحصول و لو على دليل إدانة واحد للإيقاع بذلك المجرم ... ولكنها سياسة الإستسهال . هذا هو الواقع نقله بلال بأمانة و وصلت رسالته إلى المشاهد و لكن هل من المعقول أن يكون مصير مثل هذا الشرطى الشريف و لكنه أحمق يتبع مبدأ الغاية تبرر الوسيلة هو أن يلقى مصرعه على يد تاجر المخدرات المجرم . و يريد بلال أن نتعاطف مع تاجر المخدرات المجرم القاتل ، كيف هذا ؟ و إن لم يكن هذا التعاطف هو ما يريد بلال أن يوصله للمشاهدين إذن فلقد فشل بلال فى توصيل ما يريد لأن كل المشاهدين وصلت إليهم رسالة التعاطف تلك و إن لم يستجيبوا لها كلهم فتعاطفوا مع المجرم على حساب الشرطى المسكين الذى ترملت زوجته و يُـتم أبناءه . و إن كان بلال يريد أن يوصل أن المجرم و الشرطى كلاهما ضحية فهو ايضا ًلم ينجح فى ذلك. لقد هاجم كثير من النقاد الفيلم قائلين أن صناعه أعجبتهم لعبة مناهضة الحكومة كما فى ( واحد من الناس ) و أرادوا تكرار نجاحها و إستثمارها مرة أخرى ففشلوا . لقد أختلت موازين بلال فضل الإجتماعية و العدلية فى هذا الفيلم قبل أن تختل رؤيته للأحداث الجارية و الأوضاع الحالية فى مصر كما أختلت رؤية أحمد جلال الإخراجية ، و إن كان إختلال الموازين قد سبق إختلال الرؤى فى فيلم ( خارج على القانون )
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
خارج على القانون ... إختلال الموازين قبل إختلال الرؤى 1-2 | محمد ياسر بكر | 0/0 | 6 ديسمبر 2010 |
"خارج علي القانون" يفضح التعديلات الدستورية الأخيرة! | Neven Alzuhari | 3/4 | 14 فبراير 2010 |
فيلم رائع .. رائع يا كيمو | أحمد محمد محمد | 2/2 | 27 فبراير 2011 |
خارج على القانون ... إختلال الموازين قبل إختلال الرؤى 2-2 | محمد ياسر بكر | 0/1 | 7 ديسمبر 2010 |