من أجمل أفلام الفانتازيا التي شاهدتها طيلة عمري، فهنا الام في عمر الزوجة والحفيدة في عمر الجدة ليس هناك زهايمر أو آلام مفاصل وعظام أو معالم للشيخوخة فالكل هنا يقف نموه عند الـ 25 عاما ولكن دوما بجوار كل متعة جانب من الشقاء فتبا لو كان هذا عالمنا الحقيقي. تدور قصة الفيلم حول كيفية توفير كل فرد للوقت الرقمي الظاهر على ذراعه بأكبر قدر ممكن من الساعات من أجل حياة أطول ومن هنا تبدأ رحلة الرائع "جاستين تيمبرليك " ابن المنطقة الثامنة الفقيرة وقتيا والذي تتوفى والدته نصب عينيه بعد انقضاء ساعتها العمرية دون مقدرته على إعطائها المزيد من الوقت، حينها يقرر جاستين العبور لأرقى منطقة بعالمه والانتقام من المستبد "فنسنت كارسيزر" المتحكم الأول بالوقت. وينجذب إلى ابنته الفاتنة " اماندا سيفرند" ويبدأن معا في تحقيق العدالة الاجتماعية من وجهة نظرهما الخاصة والتي قد تتعارض مع مصالح شرطة الوقت بقيادة العنيد "سيليان ميرفي" ترى أينجحان في هذا؟ منذ أول لقطة بالفيلم ظننت أنني أحلم فأنا أرى "جاستين" يتحدث إلى أمه التي تكاد تكون في عمره وفي أقل من دقيقة أراها تمنحه نصف ساعة تظهر على ظهر ذراعه بدل من المال وبات عقلي يردد هل هذا خطأ ماكير وسيناريو أم أني أمام فيلم كـ (مارتكس) لم أدركه منذ المرة الأولى لكن بمرور الوقت أدركت قصته، وبدأت أحلم ماذا لو كانت تلك هي حياتنا، وكل منا يعلم موعد وفاته ويتمكن من تقديمه أو تأخيره كما يحلو له، ماذا لو كان الوقت هو السبيل الوحيد للتعامل والتبادل التجاري، ماذا لو أنه بإمكانك أن تجعل نفسك خالدا بوسيلة مشروعة أو غير مشروعة ماذا لو كان حلمك هو العثور على جهاز يحتوي على مليون عام بدلا من حقيبة تحتوي على مليون دولار. أشد ما أعجبني بالفيلم بعيدا عن قصته الممتعة والجديدة من نوعها، هو تناوله جزء كبير من الواقع والذي يتمثل في مقاومة الاستبداد والظلم المتواجد في كافة الأزمنة ومختلف العصور حيث يمثل ذلك هنا مالك أكبر منظمة لتجارة الوقت "فنسنت كارسيزر" وشرطي الوقت "سيليان ميرفي" واللذان لم يتوقعا مدى كفاح ونضال "جاستين تمبرليك" و"اماندا سيفرند" من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية بكافة السبل. أما عن أصحاب الأحاسيس المرهفة فالفيلم يلمس نسمات رومانسية رقيقة تحسها بقلبك دون أن تقرأ كلماتها من ممثليها فهي قائمة على الفعل والتضحية ولذلك هي نادرا ما تحدث بالواقع العملي وبات ذلك واضحا في مشهد قرب نهاية الفيلم عزم فيه "جاستن" على التبرع بما تبقى من عمره لـ "اماندا" حتى تتمكن من استكمال نضالهما معا وتصل إلى المنطقة الواجب الوصول إليها. نهاية، الفيلم لايكفي مشاهدته لمرة أو مرتان فقط ليس لفهم جوانبه الفانتازية وإنما للتمتع بأحداثه ومعاصرتها كما لو أنها كانت حقيقة تعاصرها في واقعك اليومي.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
"في الموعد المحدد" فانتازيا ما بين الواقع والخيال | ِAyman Mahmoud | 4/5 | 12 نوفمبر 2011 |