يستحق الكاتب محمود أبو زيد لقب مدرسة السيناريو والحوار عن فيلم (الكيف)، الذي تناول فيه بحرفية عالية العلاقة بين الغناء الهابط والمخدرات اللذان يغيبان العقل، ويؤديان إلى نفس النهاية. بعد أن فشل جمال (محمود عبد العزيز) في دراسة الحقوق، وجد ضالته في الغناء بالأفراح الشعبية التي قادته إلى قاع الوسط الفني حيث يوجد متسع للمُدعين ومدمني المخدرات، فيسقط في ذلك المستنقع مستدرجا معه أخيه الكيمائي صلاح (يحيى الفخراني)، الذي حاول إنقاذ أخيه من براثن الإدمان بعدما صنع له خلطة شبيهة بالحشيش ولكنها دون مخدر ليثبت وهمية الكيف، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتقع الخلطة ف يد من لايرحم وهو سليم البهظ (جميل راتب) أحد أكبر تجار المخدرات في مصر، الذي لا يتورع عن تعذيب جمال أو مزاجنجي وتحويل أخيه الكيمائي إلى مدمن في سبيل الحصول على سر خلطة الكيف، التي برع الكاتب محمود أبو زيد في تركيبها عندما رسم شخصيات العمل بعناية ، وأصاب في انتقاء الاسم المعبر عن كل شخصية، ويبدو أن الكيميا لعبت دورها بالفعل في إنجاح العمل حيث بدى التفاهم والتكامل واضحا بين الكاتب والمخرج علي عبد الخالق، الذي أحسن اختيار فريق الممثلين ابتداء من الأبطال للمساعدين وانتهاء بالكومبارس واختيار أماكن التصوير بعناية، وحتى الموسيقى التصويرية أبدع فيها الموسيقار حسن أبو السعود الذي لحن ايضا أغاني الفيلم التي كتبها المؤلف بعناية فصارت جزءا من نسيج الفيلم المحكم، الذي يتناول قضية من القضايا الهامة التي لم ولن تنتهي، ولذا سيظل فيلم الكيف أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
الكيف.. عندما تكتمل عناصر النجاح. | عصام حسني | 7/7 | 29 ابريل 2012 |