بعد مضي أكثر من نصف قرن على الحرب اليابانية الصينية عام 1937 وماتعرض له الشعب الصيني من انتهاكات ومجازر بشعة على يد الجنود اليابانيين لم يندمل الجرح بعد؛ ليقدم الصينيون رائعة (زهور الحرب) للمخرج (يمو زانج) وعن قصة (جيلينج يان) زاجين بمعاني مختلفة وأبعاد إنسانية عديدة تصور الملامح الحقيقة لتلك الفترة. وبالرغم من أن هناك العديد من الأعمال السينمائية تناولت تلك الحرب كان أبرزها فيلم (رجل آي بي) للنجم ماوتسي تونج الذي لاقى نجاحا كبير إلا أن فيلم (زهور الحرب) قدم واقعية بلا ضفاف ولا حدود من خلال مجموعة من النسوة العاهرات يلجئن إلى إحدى الكنائس للاختباء فيها من بطش الجنود اليابانيين وهناك تحدث مصدمات بينهن وبين فتيات الكنيسة اللاتي يرفض التعامل معهن في بدء الأمر لسلوكهن السيء ولكن تضطرهن الأحداث إلى التعاون، ومن هنا تظهر تلك المعاني الإنسانية من تضحية وحب وصدق واحترام للروح الإنسانية... ومن أكثر المشاهد حبكة وتأثير تلك التي قدمن فيها العاهرات أجسدهن للجنود اليابانيون بدلا من فتيات الكنيسة الصغيرات وحماية لهن من عمليات الاغتصاب كنوع من التضحية والاعتراف بالجميل، كذلك التصارع الذي ظل داخل جون ميلز (كريستيان بيل) بين الفرار من تلك الحرب اللعينة وتحمله مسئولية هؤلاء النسوة وبين أنانيته ورغباته الجنسية.
والشي الأخر الذي لفت الانتباه تقديم ثلاث شخصيات مختلفة وثلاث لغات جمعتهن حرب واحدة (الأمريكي - الصيني - الياباني) عارضا من خلالهم صور مختلف لرؤية كل منهم للحرب والشجاعة والتعاطف الإنساني والظروف القصوى التي وضعوا فيها.
ويأتي تصوير المعارك التي دارت وتنفيذها بمستوى مرتفع وواقعي من أفضل ما قدم بالفيلم وكذلك المونتاج الذي اعتمد على لقطات سريعة قدمت بشكل لائق وممتاز.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
واقعية بلا حدود وبلا ضفاف | دعاء أبو الضياء | 1/1 | 29 مايو 2012 |