يا له من موسم! في عهود رائقة البال كنا نشير لـ (إسماعيلية رايح جاي) أو (اللمبي) بتقزز واستعلاء، لكن هذا الزمان السعيد ولّى وعليك أن تستعد بكل ما أوتيت من صبر وبلادة لأحداث سينمائية ما يعلم بها إلا ربنا!
على كل حال مصائب البلد وفوضاها مناخ ثري يسترزق منه الجزار العتيد السبكي! وهو رجل صريح واضح المباديء لا يتظاهر بالعمق أو الفن أو أي شيء، فقط الربح والانتشار والشهرة، ومع جمهور اختار لنا شفيق ومرسي كصفوة الصفوة، فالسبكي يفهم جمهوره ببراعة تتحدى أي فلسفة، كما فهمها قديما مخرج الأفلام الهندية المصرية حسام الدين مصطفى، الخطة سهلة ولا معنى للتعقيد: راقصة + أغنية شعبية + بطلة جميلة خفيفة الدم والثياب + بطل وسيم وقح + معركة + مجموعة من الأنماط المشوهة من البشر والأقزام والبدناء والزنوج والنكات الفاحشة وقمصان النوم = سبوبة محترمة! فلماذا تعب الأعصاب في البحث عن سيناريوهات جادة أو فيها كوميديا مضحكة فعلا ما دام يمكن أن يدفع عمنا السبكي مبلغ متواضع، ولا يزال معقولا لسيناريست لم نسمع اسمه من قبل هو محمد القواطشي، فمهمته ليست عسيرة على الإطلاق، مجرد شبك العناصر سالفة الذكر مع حشر أكبر قدر ممكن من الإفيهات المنحوتة من إعلانات مساحيق الغسيل والألبسة الداخلية والمواقف المنسوخة من أفلام أجنبية معروفة جدا للأطفال والمراهقين، وخلق مناسبات ركيكة لجمع العشاق مع العصابة مع القوّاد مع صديق البطل المرح.
الخطوة التالية هي استخدام مفردات السوق في عقلية رجل الشارع وشباب الفيسبوك، هات أغنية أفراح، وتعاقد مع والدي الطفل المدعو أوشا الذي ظهر في لقطة معبّرة جدا في إعلان تلفزيوني فاشتهر بالاسم نفسه رغم أنه ليس بطل الإعلان الظريف (يبدو أن "منطق نمرة اتنين يكسب" يمارس نشاطه ببراعة: أحمد مكي سنيد أحمد الفيشاوي في تامر وشوقية هو البطل الآن واختفى المسلسل بطاقمه. طاقم موجه كوميدي المتحمس ضاع وبقت منه إيمان السيد. خيرت الشاطر تايكون الإخوان وأبو اسماعيل الكاريزمي والبرادعي المُلهم ذابوا في الظل واحتل الكومبارس المشهد. "نظرية الرجل اللي ورا فلان" مستمرة!). ما علينا!
المهم أنك لا تستطيع أن تلوم أي أحد في هذا الفيلم: السبكي لابد وأن يستعيد ملايينه مهما صدّعنا بأغاني الأفراح أحادية الجمل اللحنية والكاريوكي المعدني المقرف، رأس المال جبان يا صاحبي. يسرا لابد وأن تكون هناك في الصورة، تعلمت الدرس من عادل إمام ومن نور الشريف، وداعبتها فكرة تجديد الدم ثم قرأت السيناريو المهتريء وطاف بعقلها نجمات هوليوود في أدوار مماثلة (الحماة التي تذيق زوجة ابنها الويلات) في أفلام أمريكية كثيرة مملة وسخيفة، وتذكرت اسما أو اسمين لهن حتى تستعد للرد. مي عز الدين لن تجبرها على اختيار أي شيء، فحتى منى زكي المحظوظة لن تغامر بفيلم بطولة، كما أن النجمات دائما لا وجود لهن بشكل مفرد أبدا اللهم إلا سعاد حسني ونادية الجندي ونبيلة عبيد ولم تتكرر التجربة، ولأسباب تتعلق بسوء حظ الحسناوات تقع مي في أشياء مثل (أيظن) البشع أو (حبيبي نائما) المسروق بغباء أو (شيكامارا) المفكك، ولولا (عمر وسلمى) لبقت مخلصة لمسلسلات رمضان.
محمد نور نجم غنائي غير مضيء سوف يلبي أي نداء للظهور في دور جانبي، ابن الحماة، الصراع الحقيقي بين مي الزوجة الشابة ويسرا المذيعة الشرسة، ووجوده فقط لأنه يجب أن يكون هناك ابن متزوج لتكون هناك حماة! لا تلم عزت أبو عوف، فالثلاثي عزت- هالة فاخر- حسن حسني موجود للأبد في أفلام من هذا النوع، وبالطبع لا لوم على أوشا فهو طفل يبهره حتما أن يظهر في أي شيء.
المخرج أحمد البدري بدأ مساعدا للمخرج الكبير محمد فاضل في مسلسلات جيدة (أبنائي الأعزاء..شكرا) والراية البيضا والنوة وعصفور النار ثم عرج على إخراج أعمال لا طموح لها انتهت بفيلم غاوي حب لمحمد فؤاد، وهذا الفيلم. كذلك لا تلم جمهور الفيلم الذي منحة سبعة نجمات من عشرة (ما لم يكن موظف متحمس في مكتب السبكي يتسلّى)، هذا الجمهور من سنوات وهو يتنفس تفاهة ومنذ عام ونصف تقريبا يدور في دوامة طاحنة تتلف أصلب الأدمغة وتدمر أرقى الأذواق. في الغالب لا تلم إلا نفسك إذا دفعت مالا وكرّست وقتا لمشاهدة هذا الشيء!
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
جيم أوفر..أوفر فعلا! | د. هاني حجاج | 2/2 | 10 اكتوبر 2012 |
جيم أوفر.. عندما تتحول السماجة إلى فيلم. | عصام حسني | 14/14 | 25 يونيو 2012 |
جيم السبكي | Hasnaa Fathi | 6/6 | 11 سبتمبر 2012 |
جيم أوفر.. أوفر فعلا | عاشق السينما | 11/11 | 22 يونيو 2012 |
اضحك من قلبك | mustafa hussain | 2/10 | 21 يوليو 2012 |
جيم اوفر | سوكونانا | 2/3 | 23 اغسطس 2012 |
GAME OVER!!!!!!!!!!!!!! | Amr Elsyoufi | 2/9 | 8 يوليو 2012 |