أسطورة غريبة ظلت وستظل في عقول العديد... شخصية خيالية يطلق عليها النداهة تنادي على أحد الأشخاص فيتبعها، وتسيطر على عقله وفكره، ثم تزهق روحه دون أي سبب يذكر...! قصة توارثتها الأجيال وقام الرائع يوسف إدريس بنسج أقصوصة بسيطة عنها تحمل آلاف المعاني الجميلة، ثم يأتي المؤلف مصطفى كمال ليبهرنا بترجمتها إلى سيناريو وحوار يقدمه ويخرجه المبدع حسين كمال من خلال فيلم يحمل نفس اسم القصة (النداهة)،
وإذا ذكرنا قصة يوسف إدريس والمذاق الخاص الذي يتبعه دائما في تصوير حياة أبطال قصصه، والحالة الشعرية التي يرسم بها الشخصيات ويجعلك تعيش في عالمه الخاص، فلابد أن نذكر أيضا الطعم الخاص للمخرج حسين كمال الذي صور هذه الحالة في لقطات ومشاهد تكاد تنطق وأضاف بعض من بهاراته إليها، وجعل الصراع الداخلي لبطلة العمل واقع أليم، وتغلغل مصطفى كمال في الحياة الشخصية للأبطال فسرد حياة الفلاحة فتحية (ماجدة) التي ظلت تحلم بالسفر إلى القاهرة، وتزوجت من البواب حامد كوسيلة لتحقيق غايتها الوحيدة، وفي مشهد قوي التأثير حيث شقة الدعارة بالعمارة التي يعمل بها حامد يزيد من الدلالة على طهارة فتحية، ويجعله خامة لتقديم مشهد الاعتداء عليها وكيف أثر ذلك كثيرا في شخصية فتحية وغير ما بداخلها عن القاهرة. ويكتمل العمل بديكور يزيد من جماليات الصورة ويجعله مناسب للأحداث، خاصة في غرفة البواب حامد، ثم تصوير القاهرة وشوارعها،
أما بالنسبة لللأداء التمثيلي فاعتقد أن دور فتحية من أفضل الأدوار السينمائية التي قدمتها الفنانة ماجدة، وكذلك الفنان شكري سرحان، ولم يؤثر كثيرا دور إيهاب نافع وإنما كان مفتعلا بعض الشيء خاصة في محاولات تعرفه وتقربه لزوجة البواب فتحية. أغنية النداهة والتي غنتها المطربة ليلى جمال كانت مناسبة جدا، ودلت على ما يدور في خلد فتحية ولكني أعتقد إن ذكرها في كل وقت ومع كل مشهد شيء مبالغ فيه جدا.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
من الأفلام العظيمة | عاشق السينما | 2/2 | 15 ابريل 2014 |
تألق ينادي الجميع | دعاء أبو الضياء | 2/2 | 10 اكتوبر 2012 |