قرأت عن فيلم كابتن فيليبس قبل بداية تصويره الكثير من الأخبار الهامة مثل أن الفيلم يحاكي قصة حقيقية وهي تعرض إحدى السفن الأمريكية للقرصنة الصومالية عام 2009. وأيضا مثل أن مخرج العمل الإنجليزى مايكل جرينجرس وقع اختياره الأول على مصر ليتم التصوير على سواحلها المطلة على البحر الاحمر لأن أحداث القصة الحقيقية حدثت على نفس السواحل ولكن البيروقراطية المتخلفة المفروضة من قبل الجمارك في دخول معدات التصوير واستخراج التصاريح وضعف الداخلية المصرية في توفير حماية كافية لفريق عمل الفيلم جعلت المخرج يستبدل السواحل المصرية بالسواحل المغربية (ليس أول مخرج هوليودي يقوم بنفس التبديل)
مخرج العمل مايكل جرينجرس منذ اللحظة الأولى يأخذ المشاهد إلى قلب الأحداث ففي خلال دقائق سريعة يمر على حياة القبطان في منزله بالولايات المتحدة وهو يستعد لركوب الطائرة ذاهبا إلى عٌمان ليستقل سفينته من ميناء صلالة وبعدها مباشرة يأخذنا إلى سواحل الصومال الفقيرة ويرينا مدى الفقر المدقع الذي يعيش فيه الصوماليين المشتغلين بالقرصنة. في هذين المشهدين يستعرض التفاصيل بسرعة حتى لا يشغل المشاهد عن موضوع الفيلم الرئيسي وهو عملية القرصنة. أكثر مايميز هذا المخرج العبقري هي درجة الحقيقة التي يقدمها في كل لقطة وكل مشهد في أى فيلم يحمل توقيعه اعتقد أن ذلك بسبب عمله كمخرج في العديد من الأعمال الوثائقية والتلفزيونية الواقعية فكما تفوق في تقديم الأكشن في فيلمه الساحق النجاح تحدى بوورن أرتقى فنيا وقدم قالبا جديدا في عالم الاكشن وهو مزجه بين الحقيقة والأكشن ففي عام 2010 قدم جرينجرس فيلم جرين زون عن قصة جندي أمريكي في العراق مستخدما أحداث تفصيلية حقيقية حدثت بالفعل ومزجها بتوليفة درامية متقنة توصل المعنى العام لوجهة نظره تجاه الحرب المزيفة التي افتعلتها أمريكا وبريطانيا (بلده) على العراق وكان تناوله للأحداث مختلف وموضوعي جدا حتى الشوارع التي ظهرت في الفيلم بدت تحاكي شوارع بغداد الحقيقية. كرر جرينجرس تجربة مزج الواقع بالقصة في كابتن فيليبس ولكنه تعمق أكثر في التفاصيل الواقعية فلم يكتف بحدث سياسى حقيقى عام كما فعل فى فيلمه السابق ولكنه تناول قصة حقيقية بنفس التفاصيل وحتى الممثلين الذين لعبوا ادوار القراصنة فى فيلم كابتن فيليبس كانوا ممثلين صوماليين الجنسية وكما أشرنا سابقا أنه كان يريد أيضا تنفيذ الفيلم على السواحل المصرية ليكون قريب من مكان القصة الحقيقية.
من أهم أدوات المخرج جرينجرس هو استخدامه للكاميرا المهتزة طوال أحداث الفيلم فهو أول مخرج يستخدم تقنية اهتزاز الكاميرا على طول مدة الفيلم كاملا عام 2007 في فيلم تحدى بوورن وكرر نفس الأسلوب في فيلميه جرين زوون وكابتن فيليبس ولكن الاهتزاز الذي يستخدمه طوال أحداث الفيلم بهدف نقل إحساس القلق والإثارة بدون أن ينقل التوتر للمشاهد ويشوش على تركيزه في متابعة أحداث الفيلم ومدى قرب الكاميرا من وجوه الممثلين في فيلم كابتن فيليبس أوحت للمشاهد كأنه مشارك في الأحداث ويقف أمام الممثلين ويراقبهم بنفسه بل ومتورط معهم فى مايمرون به من مصاعب وضغط نفسي كبير وعلى الرغم من أنها متعمدة من المخرج بهدف واضح ولكنها في الحقيقة كانت مزعجة بصريا بعض الشيىء. بالنسبة لمشاهد المدمرة الأمريكية وتصوير رفاص المركب تحت الماء كانت مشاهد تبدو كأنها حقيقية وواضح إنها مرسومة بتقنية عالية الجودة .وتفاصيل إجراءات العمل على سطح المركب وأسلوب تعامل القبطان مع العاملين كان واقعيا جدا ونفس الشىء تكرر في المشاهد الداخلي للسفينة الأمريكية من خلال طريقة تعامل الأمريكين بهدوء مع المشكلة وتصرفهم بمنتهى الحرفية مع أي موقف.
توم هانكس بلا شك هذا الفيلم إضافة لتاريخ هذا الممثل المحترم وينسب إلى أعماله الهامة فعندما تشاهد توم هانكس لاتشك لحظة في إنه ليس قبطانا من خلال ألقائه الأوامر بصرامة ولباقة في نفس الوقت وتصرفه مع القراصنة من خلال كلمات قليلة ومؤثرة تجعلهم يعيدوا التفكير في كل خطوة يقومون بها ويتخبطون فكان قبطان يحرك القراصنة بدون أن يشعروا بذلك ومشهد تحدثه مع طبيبة الطوارىء عقب نجاته مشهد من أقوى المشاهد التي قدمها في حياته الفنية.
من المفارقات الكوميدية محمد هنيدى قدم نفس التيمة في فيلمه الساذج أمير البحار عام 2009 من إخراج وائل إحسان ولكن شتان بين ماقدمه المخرج وائل إحسان وبين ماقدمه مايكل جرينجرس.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
دخول القرصان مش زى خروجه | Amgad Gamal | 2/2 | 7 نوفمبر 2013 |
رقي إنساني وإبداع سينمائي | Doaa Abd El Dayem | 0/0 | 24 يناير 2014 |
فيلم كابتن فيليبس – المخرج الحقيقي | Ahmad Osama | 2/2 | 3 نوفمبر 2013 |
(توم هانكس) التسعيني.. يعود من جديد! | عمرو عبد المنعم | 1/1 | 23 يناير 2014 |
اداء رائع بقياده العبقري | Marwan Abueitah | 0/0 | 30 ديسمبر 2013 |