قصة جديدة نوعا ما على السينما المصرية ، صلاح روسى (خالد الصاوى) الحرامى الذى يعيش فى منطقة شعبية و يسبب الذعر و الخوف لأهل المنطقة و يعيش بالبلطجة و فتحى (خالد صالح) العبيط الذى يعيش فى المنطقة يأكل بقايا الطعام من القمامة و و ينظف الحارة من الزبالة و الذى تتلخص مستوى نظافته فى جملة صلاح روسى "الواد بينضف كل حاجة فى الحارة الا نفسه" ، و ناهد (روبى) الممرضة التى تحب صلاح روسى
يفقد صلاح روسى عينه فى احدى معاركه مع البلطجية أقرانه و تشير عليه ناهد بأن الحل الوحيد امامه ليستعيد الرؤية بكلتا عينيه هى ان يشترى قرنيه من احد المتوفيين و التى يبلغ ثمنها 20 ألف جنيه و يفكر صلاح فى طريقة أخرى لأنه بالطبع لا يملك المبلغ فيقرر ان يأخد قرنية فتحى العبيط و بالفعل يذهبون لطبيب سئ السمعة يقوم بالعمليات المشبوهه المخالفة للقانون و عندما يرى الطبيب حاله فتحى يتفق مع صلاح روسى انه سيجرى العملية بدون مقابل نظير ان يأخذ كلية من فتحى العبيط بالإضافة الى القرنية و سيأخد صلاح روسى مبلغا من المال ايضا
تتم العملية و يعود صلاح يرى بكلتا عينيه و بعدها يطلب الطبيب صلاح و يعرض عليه ان يأخد من فتحى مجموعة من الشرايين و النخاع و فص من الكبد (و هذا بالطبع سيتسبب فى وفاته) مقابل 100 ألف جنيه ، يوافق صلاح على الصفقة و لكن ناهد الممرضة ترفض ليس لأسباب اخلاقيه و لكن لأنها تعرف عصابه أخرى تدفع فى "الجته" 100 ألف دولار !!
يذهب صلاح الى العصابة التى تدفع بالدولار و يتفق على بيع فتحى العبيط و فى مساء يوم التنفيذ يكتشف ان ناهد تخونه فيقرر ان يبيعها هى و يضع لها المخدر فى العصير بدلا من فتحى العبيط و يسلمها للعصابه و يقبض الثمن ( فى الحقيقة نصف الثمن حيث اعترض زعيم العصابه عندما اكتشف ان "الجته" انثى و ليست ذكرا حيث انه ثمن الانثى النصف فقط !!)
مشهد النهاية فى منطقة نائيه على اطراف المدينة و صلاح يهنئ فتحى بأنه كُتب له عمرا جديدا و يضرب عدة طلقات من مسدسه فى الهواء احتفالا ثم يترك المسدس بجوار فتحى و يقف بعيدا .. يمسك فتحى المسدس مع العروسة اللعبة التى اشتراها له صلاح و اثناء لعبه بالعروسة و المسدس تخرج طلقة طائشة لتستقر بصدر صلاح الذى يموت فى واحد من اكثر مشاهد السينما المصرية سذاجة "بإستثناء مشاهد الانتقام فى اخر الفيلم العبقرى سلام يا صاحبى حيث تحتل المركز الاول فى السذاجة !! "
تم الترويج للفيلم عند عرضه فى السينمات بأنه لقاء السحاب بين عملاقى التمثيل خالد صالح و خالد الصاوى و برغم انهما فعلا من اصحاب الموهبه التمثيلية الجيدة إلا ان الاخراج طمس هذة المواهب تماما .. روبى ايضا ممثلة جيدة برغم ظهورها فى عدد قليل من الادوار و لكن من الملاحظ ان معظم ادوارها متشابهه تقريبا نفس دور البنت الشعبية بنفس طريقة الكلام التى تنطق التاء شين و القاف كاف (راجع الشوق و مسلسل بدون ذكر اسماء و هذا الفيلم) الاستثناء الوحيد هو فيلمها الاول مع مكتشفها المخرج شريف صبرى 7 ورقات كوتشينه .
من عيوب الفيلم الاصرار الغير مبرر فى تفسير سبب حالة "العبط" المصاب بها فتحى فى مشاهد فلاش باك ساذجة و هذه هى عادة السينما المصرية و كأن المجتمع يخلو من المولودين بهذة الحالة .. يظهر فى الفلاش باك خالد صالح و هو شخص عادى يدخل بيته ليكتشف ان زوجته تخونه و بعد ان يهرب العشيق يعود و معه بلطجية ليضربوا فتحى امام ابنته و يمثلون به فى الشارع امام الناس بعد ان وضعوا مساحيق تجميل على وجهه ليشبّهوه بالنساء !! ربما تصيبه هذة الحادثة بمرض نفسى و لكن الحالة التى يجسدها اعتقد انها لأشخاص مولودين بها نتيجة لعيوب خلقية فى الجهاز العصبى و ليس لأسباب نفسيه .. من عيوب السيناريو ايضا طريقة الحوار الفردى "المونولوج" التى تدور بين خالد الصاوى و الكاميرا و كأنه يتحدث مباشرة مع المشاهدين .. الطريقة مسرحية نوعا ما لا تناسب التكنيك السينمائى فى السرد ربما لو اكتفى بالسرد كرواى للأحداث لكان افضل
المثالية المبالغ فيها فى نهاية الفيلم بمقتل صلاح روسى بالخطأ على يد فتحى العبيط و هو ينظر فى للكاميرا قائلا "أظن مفيش اوسخ من كدة موته .. " تذكرنا بأفلام السيناريست محمود ابو زيد (الكيف ، جرى الوحوش ، العار) التى تنتهى نهاية اخلاقية (مصحوبة بنصيحة مباشرة للمشاهد فى صورة حكمة او ايه قرآنية) بأن المخطئ يأخذ جزاؤه و المظلوم يعود له حقه حتى و لو تم التنفيذ بشكل ساذج و غير مبرر
أخر جملة فى السيناريو حاول فيها السيناريست احمد عبدالله ان يكتب جملة تصلح للإقتباس على مواقع التواصل الاجتماعى او على الميكروباصات و التكاتك فكتب "اخر حاجة .. بلاش تحب قوى .. و حاسب من العبيط"
أعتقد ان الجملة الاخيرة يقصد بها المخرج و ليس خالد صالح !!
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
تفسير جديد خالص | الناقد الخفي | 5/5 | 25 ديسمبر 2020 |
التوليفة الهدية بنكهة مصرية | Mostafa Elsafty | 1/2 | 12 يناير 2014 |
الحرامي والعبيط وجبة سينمائية تحترم عقل المشاهد | منة الله عبيد | 5/5 | 28 مايو 2013 |