دائما ما تصر هوليوود على تصوير أمريكا المنقذ الوحيد للعالم والمُنجي الأول والأوحد من كل الكوارث التي تحل على البشرية سواء كانت من صنع الإنسان أو من صنع الطبيعية. فتفننت في تقديم الأعمال التي تنقذ البشرية من الكوارث الطبيعية، واتحفتنا بأفلام الكوماندو والعمليات الخاصة الأمريكية، وبالرغم من أن فيلم (Lone Survivor) أو (الناجي الوحيد) كترجمة عربية يدور حول المهمة الفاشلة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية لتخليص العالم من شر أحد قادة طالبان، إلا أنه تناول نفس التيمة الرئيسة والفعلية الوحيدة التي تبني هوليوود عليها جميع أفلامها.
فمن بطولة (مارك ويلبيرج، بن فوستر، إيميل هرش، وايريك بانا) ومن إخراج (بيتر بيرج)تدور أحداث الفيلم حو المهمة الفاشلة والمعروفة بمهمة (عملية الجناح الأحمر) التي قام بها فريق السيل 10 عام 2005 من أجل القبض على أحمد شهد أحد زعماء حركة طالبان. وكيف لاقى جميع الفريق حتفهم وما تعرض له الناجي الوحيد من تعذيب وكيف نجح في الوصول إلى وطنه. مقدما هذا بمجموعة من المشاهد ذات التأثير القوي والتي يحاول من خلاها مخرج ومؤلف الفيلم تصوير المعاناة التي يلاقيها الجنود الأمريكان الذين يُوقع بهم حظهم العاثر في أيدي هؤلاء الطغاة الإرهابيين أمثال زعماء حركة طالبان، لمجرد أنهم وضعوا حياتهم وفاءً وإخلاصًا للواجب الوطني، فحاول بيرج تصوير تلك الصورة بطريقة أكثر واقعية وسط مرتفعات وجبال أفغانستان، أيضا من خلال مشاهد القتال والمعارك الضارية التي وقعت بين الجانبين، ولم يبالغ في إضافة مشاهد تنفيذ عمليات الإعدام التي تقوم بها حركة طالبان.
ومن المعروف أن هذه النوعية من اﻷفلام لا تعتمد على المشاركة النسائية لطبيعة الفيلم وأحداثه وقد زج المخرج بيتر بيرج ببعض المشاهد الخاصة بذلك حيث ركز على حالات الوداع والحزن والحنين لزوجات وصديقات أبطال تلك العملية. كما أشار لبعض الحالات الإنسانية الإيجابية من خلال السيناريو الذي وضعه وذلك من خلال المشاهد التي حاول فيها أهالي القرية الأفغانستانية إنقاذ الجندي ماركوس من الارهابين بالرغم من المخاطر والعواقب التي سيواجهونها جراء تلك المساعدة، وأوضح مدى كرههم لهؤلاء القادة الإرهابيين وموافقتهم على تدخل أمريكا في شئون حياتهم من أجل مساعدتهم في التخلص منهم وإنقاذهم من حياة الإرهاب التي يعيشون فيها، أيضا دفع بمشهد تعاطف جنود الفرقة مع بعض هؤلاء الأهالي وعدم قتلهم وتركهم يرحلون في سلام بالرغم من أن ذلك قد يعود بالهلاك لهم. وقد كان أداء الممثل (مارك ويلبيرج) أكثر من رائعا خاصة في تصوير المعاناة التي عاشها مع زملائه وسط الجبال وبلغ أدائه للشخصية بتوتره وخوفه المستميت طوال مدة بقائه محاصرا.
رشح الفيلم لجائزة أفضل سياريو من رابطة الجميعة الأمريكية لعام 2013 وقد بلغت الميزانية تقريبا 50 مليون دولار وحقق إيرادات قاربت 38 دولار في أول إسبوع عرض له بالصالات العرض الأمريكية.
الفيلم يستحق أن يشاهد للمشاهد الإثارة والتشوقي التي يحتوي عليها بغض النظر عن التكرار في البناء الدرامي للأحداث والذي قدم في العديد من الأعمال السابقة التي تنتاول نفس التيمة الرئيسية.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
سيناريو مؤثر يستحق الإشادة | دعاء أبو الضياء | 0/0 | 21 يناير 2014 |