عندما تتحدث عن افلام تأخذك الي عالم اخر بل وافلام هي عالم بأكمله لا يمكنك ان تنسي " احدهم طار فوق عش الواقواق " رائعة " جاك نيكسلون " الدرامية الأوسكارية التي تعد احد افضل الافلام التي رأيتها في حياتي .....
One Flew Over the Cuckoo's Nest هو واحدة من افضل الافلام في التاريخ والتى من الممكن ان نصفها بأنها تخطت كل مراحل الابداع والدراما بأداء وقصة وسيناريو واخراج اكثر من رائع ابهرنا بفيلم يرجع تاريخه لاكثر من 40 عام ولكنه كان فيلم لجميع الاعمار ومناسب لكل مرحلة من مراحل التاريخ بل ومناسب اكثر لفترتنا الحالية المليئة بالثورات و الأنظمة الديكتاتورية التي تحاول ان تسكت الجميع وتجعلهم يتقبلون الأمر الواقع وان يسيروا كالقطيع دون اي حرية او مساواة لعله ضمن افضل الافلام الثورية التي رأيتها والتي قصته بسيطة ولكن بهذه البساطة كانت تحفة فنية خالدة تتحدث عن الحرية وكسر الروتين والديكتاتورية والظلم بل والعنف
الفيلم للمخرج المبدع " ميلوس فورمان " وتم اخراجة عام 1974 واكتسح جوائز الأوسكار الكبيرة ليحقق 5 جوائز اوسكار كأفضل صورة وافضل ممثل رئيسي وافضل ممثلة رئيسية وافضل اخراج و افضل قصة ويعد الفيلم الثاني الذي يحقق اكبر 5 جوائز في الاوسكار .. كما حقق الفيلم جوائز كثيرة وكبيرة حيث رشح ل6 جوائز جولدن جلوب فاز بها جميعا كما رشح ل6 جوائز بافتا وفاز بها جميعا ايضا ويعد الفيلم افضل اداءات النجم الكبير " جاك نيلسون " حيث ابهرنا بأداء اكثر من رائع وقدم شخصية مميزة ستظل في الذاكرة دائما
تتناول احداث الفيلم دراما مصحة نفسية بوصول " ماكميرفي " السجين المتهم في قضايا اغتصاب ومشاغبة الي المصحة النفسية من اجل تقيم حالته والوقوف علي قدراته العقلية وتحديد هل هو عاقل ام مجرد شخص مريض عقليا .. بالنسبة لماك كان يراها خروجا من سجنه ونوع من انواع الحرية بالأنتقال الي مكان اخر يمكنه ان يشعر به ببعض الحريه ولكنه يكتشف انه قد خرج من سجن لكى يذهب الي سجن جديد الجميع به راضخ لجداول يومية ممله لا جديد بها ولا فرصة لأستنشاق الهواء والشعور ببعض الحرية بسبب الممرضة " راتشد " الاكثر من حازمة بل وتمثل الجانب المظلم والشرير بالفيلم وفي سياق اخر " الديكتاتورية " و " الظلم " و " الأنظمة الفاسدة " التي تتحكم في الضعفاء فقط لانها الاقوي !!
يبدء " ماك " في محاولات بائسة لكى يغير من روتين السجن والحياة الممله والمهينه للمرضي ولكن الممرضة " راتشد " دائما ما ترفض اقتراحاته وتقف امامها بحزم حيث يحاول " ماك " ان يشاهد افتتاح البطولة العالمية لكرة القدم الامريكية ولكن النيرس ترفض وتخبره انه يجب موافقه الأغلبية ومن هنا يبدء " ماك " في الشعور بالروتين الممل الذي تحاول " راتشل " ان تفرضه بالقوة علي جميع المرضي بالمصحة ويبدء " ماك " في تحدي " راتشل " رافضا روتينها اليومي وباحثا عن الحرية والشعور ببعض المرح الذي لا يعجب الممرضة علي الأطلاق ومن هنا يبدء ماك في تكوين صدقات مع الأصحاء منهم من لا يتكلم ويعتقد البعض انه اصم ومنهم من يعاني من انهيارات عصبية ومنهم من يشك بجميع من حوله ومن من يعاني اللعثمه وعدم القدرة علي الكلام ويكتشف " ماك " ان معظم المرضي أتوا الي المصحة برغبتهم الخاصة بل ويرفضوا العودة للخارج لأنهم يشعرون ان من بالخارج هم المرضي وليس هم !!
لعل افضل المشاهد بالفيلم هي المشاهد التي جمعت " ماك " والرجل الضخم الأصم والتي كانت الصداقة الاقوي بالسجن كذلك مشهد المباراة الوهمية التي صنعها " ماك " كان نوع من انواع التمرد والابداع الذي قدمه لنا المؤلف
ومشهد المركب وخروج المرضي في نزهه للصيد بقيادة " ماك " وايضا المشهد الذي تحدث به الرجل الضخم لنفاجيء بأنه ليس اصم ولكنه يرفض الحديث رفضا للواقع والعالم وحزننا علي ماحدث لوالده كذلك مشهد المرح وحفلة الوداع التي نظمها " ماك " ظننا بأنه سيهرب اخيرا من المصحة ويحلق الي كندا المشهد لم يكن بهذه السطحية التي يظنها البعض بل كان مشهدا عميقا و فلسفي رائع يعبر عن شعور السجناء او المرضي عفوا ببعض الحرية والمرح لأول مره داخل المصحة ......
واحدة من افضل المشاهد بالفيلم علي الأطلاق هو المشهد الذي خرج " ماك " فيه من خوفه وحاول قتل الممرضة الديكتاتورية " راتشد " كانت مثالا للتمرد علي الديكتاتورية والفساد ومحاولة للتخلص منهم
كذلك مشهد النهاية المأسوي والذي يكتشف به الضخم ان " ماك " حدث به ما حدث مع والده وانه تم فتح رأس " ماك " واخذ جزء من مخه وتحول من شخص ربما يكون عاقل الي شخص مجنون بالفعل لا يعي ما يحدث حوله فيقرر الضخم ان يهرب كل منهم علي طريقتة يهرب " ماك " بالموت الذي يخلصه من حالة اللاوعي والتشتيت ويهرب الضخم بالخروج خارج السجن او عفوا المصحة فيقرر الضخم ان يقتل صديقة والذي لا يعتبر قتلا علي الأطلاق بل هو مساعدة من صديق ..
جاك نيكلسون قدم واحدة من افضل ادواره في تاريخة الفني بل وافضل الشخصيات التي قدمت في تاريخ السينماحيث جعلك تعيش مع هذه الشخصية المرحة والحالمة واقنعنا بكل جملة وكل مشهد وكل ابتسامة وكان سببا في وصول الفيلم لهذا المستوي العميق والمميز والذي ربما اذا قدم مثل اخر الشخصية لم يصبح الفيلم بهذه الروعة
النيرس " راتشد " ايضا قدمت دورا اكثر من رائع لم اتوقع ان يكون بهذه القوة والحزم حيث استطاعت ان تظهر لنا شخصية الممرضة المتعجرفة والحازمة والفاسدة والتي تمثل جانب الشر والديكتاتورية في عالم المجانين واستحقت الأوسكار كأفضل ممثلة رئيسة عن جدارة واستحقاق
كذلك المرضي النفسيين بالمصحة لم اشعر ولو لحظة انهم في الحقيقة اشخاص عاديين و عقلاء بالشعرت بالفعل انهم لا يمثلون وانه هذه هي الحقيقة وان جميعهم مجرد مرضي في حالة لاوعي وعدم ادراك وافضلهم اداءا " بيلي " الذي اعتبره ثالث افضل ممثل بهذا الفيلم لما قدمه من دور رائع واداء ممتع ومميز .. كذلك " تشيف " او الرجل الضخم كان رائعا واقنعني بدوره اليائس والحزين والذي يبدو لنا انه شخص اصم لا يسمع ولا يتكلم ولكنه في الحقيقة غير ذلك وكذلك " تشيزويك " وما اجمله بمشهد انهيارة من اجل علبة سجائر ومشهد انهيارة ايضا لعدم رغبتة في جلسات الكهرباء
في النهاية فيلم انصح بمشاهدتة والاستمتاع به .. فيلم درامي بالطابع الكوميدي يضحكك ويبكيك .. يجعلك تعيش لحظات من الحزن والأسي ولحظات من السعادة والمتعه والاستمتاع .. يجعلك تعيش حالة من الحرية و حالة من الظلم والقيود
9.5/10
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
محاولة للتحليق بعيدا عن الديكتاتورية بالتمرد ! | Ahmed Hesham | 5/5 | 17 فبراير 2014 |