أغلب أفلام الرعب والقصص الدرامية المخيفة اللي بتقدم سواء في الأعمال الفنية السينمائية، أو حتى التلفزيونية بتعتمد في الأول والأخر على الصورة والخدع، وطبعا المؤثرات الصوتية اللي بتعتمد بشكل كبير على الصوت العالي والصراخ، وممكن نضيف ليها صوت الرياح وقفل وفتح الباب وشوية حاجات شبه دي، لكن بفيلم (Grand Piano) اعتمد المخرج (أوجينيو ميرا ) على حاجة جديدة نوعا ما وهي رمزية الرعب والأبعاد النفسية والموسيقى الممزوجة بالقلق والتي قدمت بشكل قليل في بعض الأعمال الأخرى زي فيلم (Panic room ) عام 2002 وفيلم (Phone Booth) واللي قام ببطولته كولن فاريل، وقد استطاع أوجينيو في فيلمه هذا مزج الموسيقى بالبعد النفسي، واعتمد على ألوان مختلفة من الموسيقى بدأت بمختارات عاليمة وزج بمقطوعات أخرى تدعو للترقب والقلق والخوف في تناغم عالي، ولعب فيها على الأبعاد النفسية للمشاهد.
وبالطبع الفيلم لم يبنى فقط على مزج الموسيقى بالرعب بل كتب السيناريو الذي وضعه (دامين شازيل) بطريقة دقيقة ورائعة، بل وعبقرية اعتمدت على حبكات درامية غاية في الحرفية وحوار شيق بين الشخصيتين الرئيستين بالفيلم (العازف والإرهابي) لمغامرة مثيرة تحبس معها الأنفاس حيث تدور القصة حول عازف البيانو الذي يقرر العودة للعزف من جديد بعد انقطاع دائم سنوات، وفي إحدى الحفلات التي يشهدها عدد كبير من الجمهور يفاجئ بأحد الأشخاص يهدده بالقتل إذا أخطأ في عزف أي نغمة موسيقية.... لتبدأ من هنا الأحداث في التصاعد
ومن المعروف أن المخرج أوجينو عازف وموسيقي مشهور أشتهر بتقديم مثل هذه النوعية من الأفلام اللي بتعتمد بشكل كبير على الموسيقى، ومن أشهر أعماله التي اعتمدت على ذلك الفيلم الدرامي (Agnosia) عام 2010 وفيلم (The Birthday) عام 2004 حيث وضع الموسيقى والألحان لكل منهما بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال القصيرة الأخرى. ثم تأتي حالات التوتر الشديدة التي دفع فيها المخرج بالجمهور ليتعايش معها، ووضعه بكرسي العازف نفسه طوال الأحداث مترقبا ما سيحدث في الدقيقة القادمة، ومحاولا التنبؤ بها ، وبلغت ذورتها في التفكير بأنها مجرد هواجس ومخاوف شخصية انتابت العازف لبعده الطويل عن البيانو ووقوفه أمام هذا الحشد من الجمهور مرة أخرى،
ومن أكثر المشاهد المؤثرة في الفيلم هو ظهور شخصية الإرهابي ومفاجأة الجمهور بدور الممثل (جون كوزاك) الذي أشتهر بتقديم الأعمال الدرامية الاجتماعية والرومانسية واتحفنا بأخر أعماله مع الممثل نيكولاس كيدج (The Frozen Ground ) عام 2014 بدور سفاح ومغتصب للنساء، أيضا محاولة تقديم أشكال مختلفة من التهديدات ليست فقط عن طريق الهاتف والحديث عبر الكمبيوتر بل أيضا عن طريق النوتة الموسيقة التي يعزفها؛ مما يجعل العديد من الأسئلة تقفز إلى ذهنك تلخصت في من الذي وضع تلك النوتة؟ ومن الذي كتبها؟ ومن هو الشخصية الحقيقية التي تفعل ذلك؟؟؟ ويدفعك بالشك في كل من يحيط بالعازف بدءً من صديقه قائد الأوركسترا ومرورا بأصدقاء زوجته، وانتهاًء بالعازف نفسه. أيضا مشاهد انتقال العازف من المسرح لغرفة تبديل الملابس ثم للمسرح في كل مرة يجعل الجمهور ينتابه احساس القلق ويلازمه التوتر طوال الأحداث، ويجعلنا أمام تشويق مثير.
وإذا تحدثنا عن الأداء التمثيلي فكلنا نتذكر (إليجا وود) ودوره في سلسلة (مملكة الخواتم) وموهبته التي تستحق الاحترام والتقديم، ليأتي هنا وشخصية العازف (توم سيلزينك) والاعتماد على تعبيرات الوجه بشكل كبير ومؤثر، وقد استطاع بالفعل أن يؤدي الدور بالشكل المتقن وبدقة عالية ملك معها صدق الجمهور؛ وكأنه عازف بيانو بالفعل. وقد ركز المخرج على وجه وود بشكل كبير في أغلب المشاهد التي يتعرض فيها للتهديد والتركيز عليه لينقل حالة الرعب النفسي التي عاشها ذلك العازف.
الفيلم اعتمد على عناصر كثيرة أهمها الإثارة والتشويق واعتقد أنك هتستمتع بمشاهدته خاصة لو كانت في نهاية الإسبوع.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
الرعب بالموسيقى | دعاء أبو الضياء | 2/2 | 20 مارس 2014 |