1) مقاربة اللســانى : بالنسبة للنص المسرحى (على حد علمى وبحثى) فهو مأخوذ عن نص "ميـراث الـريح" تأليف جيروم لورانس، روبرت أى لى ، وإن كانت هناك إقباسات فيما يتعلق بقصة "آدم وحـواء" من إشارات واضحة مثل "ليس هـناك شجرة المعــرفة" وأيضاً "مش هتاكلى بردو من التفاحه" . كـانت اللـغة المســتخدمة مـازجة مابين العـربية الفصـحى والعـامية . من الجمل اللازمة والتى كثُر تكرراها "ماورثناه من آبنائنا هو خيرٌ لنا وكفـاية" 2) مقـاربة السـيمـيائى : أ) الـــديـكــور : كـان وجـود الديــكور ضـروريــاً و وظـيـفـياً والـذى تمثـل فى (سـلالـم خـلفية تصـل للسقف_ أسياج حديدية متداخلةشاشة سـينيـمائية للـعرضجزء متحرك يتوسط المسرح وآخر ثابت على طرفه الأيسركراسى عدة منها المثـبت ومنها المتحـركقضـبان حديدية عند طرفى المسرح من الخارج) . لم يكن وجوده زائـداً بل تفـاعل كل ممـثل معه بل كان له إشارة رمـزية سنـوضحها فيما بعض . ب) حـركــة المــمثـلـين : كانت حركة الممثلين تزامنية مُتفق عليها ولم تكن تسبق الحوار بل تتبـعه . كانت تشـغل كل الفضاء الركحى كاملاً الذى يشغله الديكور على المسرح. ج) لعـــب المــمثـلــين : من أكثر الأشياء التى برع فى تجسيدها جميع الممثلين هى لغة الجسد. هناك البعض الذى برع فى تجسيد شخصيته بالصورة الكاملة ، وهناك الذى لم نتمكن من التعريف بشخصيته وأرجحُ أن ذلك لعدم أهميته فى مجرى الاحداث وأن وجوده لإكتمال الصورة أو لعدم إعطائه الفرصة للظهور فى النص المسرحى ، والبعض الآخر الذى وضحت صورته إقـراباً من منتصف الأحداث . د) تــفــاعــل الممــثــلين : لم يكن التفاعل على أوجهه بين تلك الشخصيات التى تمثل فئات المجتمع ولكنّه كان كذلك بين شخصيات كل من (المحامىالدفاعصاحب السعادة) . من الأشياء التى أضفت شيئاً من الواقعية على العرض خروج الممثلين ليس جميعهم من خشبة المسرح إلى المشاهدين ممارسين رسم شخصياتهم كـ (القرادتى _ بائعة العصير _ بائع النصوص المقدسة .. وغيرهم) ، لم ينجح بعضهم فى جذبى على عكس البعض الآخر الذى نجح فى دفعى للحديث معه كشخصية القرداتى واللعب مع قرده . وأيضاً وقف العرض وقت ما قبل المحاكمة إيحاءاً بتجهيز المكان وتهـيـئته لتصوير المحاكمة وبثـها وظهور أشخاص حقيقيين كـ (مساعد المخرج_ومدير التصوير .. أعتذر لا أذكرهم على وجه التحديد) والذى أيضاً أضاف جزءاً من الواقعية ، ولكنى اتساءل عن سبب ظهورهم قبل ذلك ليقوموا بربط حبال تشبه تلك التى فى حلبة المصارعة ؟! هـ) الإنــــــارة : لعـبت الإنارة دوراً مهماً فى التركيز على مشاهد بعض الممثلين نظراً لأهمية ما سيقوم الممثل بإلقائه .
و) المــؤثرات المــشـهدية : تنـوعت حيث الدخان والذى كان له الأثر فى تشويش الرؤية للحظات ليظهر من بعدها عنصرٌ للمـفاجأة وأيضاً تمويج الإنارة ، وكان هناك إحدى الشخصيات (رجـل الديـن) التى بدت ثيابها عريضة وواسعة مما كان ملفت للأنظار . تنـوع المشهد الواحد ليـضم الإلقاء المباشر للممثل وعرض لقطات على الشاشة السيـنيـمائية من الخلف .
3) مقـاربة الصـوتى : _ إستطـاعت الشخـصيات إتقان اللغة المازجة بين العربية الفصحى والعامية لحد البراعة وإن كان هناك بعض الشخصيات فى بعض المشاهد لم تكن مخارج ألفاظها واضحة وسريعة النطق (quick rhyme) والتى كانت سبـباً فى سقوط بعض الجمل أو عدم فهم ماتحاول أن ترمـى إليه الشـخصـية . بالنسبة إلى التلاعب فى نبرات الصوت فلم تتقنها الشخصيات جميعها وأقصد (المُدَرسِة / إبنة رجل الدينالنيابةزوجة الدفاع) بينما برع البعض الآخر فيها . _إستخدمت بعض الشخصيات نبرة صوت غير صوتها الطبيعى كشخصيات (المحامىبائعة الفلطالب الثالثة عشر عمراًبائع النصوص المقدسة_ الغانية) ولعّل كانت قوة النبرة التى إستخدمها المحامى سبباً فى عدم وضوح ألفاظه أحياناً . _كانت الأداءات الجماعية متناسقة وملائمة لمضمون العمل المسرحى . _لعبـت الموسيقى دوراً ملحـوظاً فى إدخال المشاهد فى الجو الدرامى والتى كانت ملائمة ومناسبة للجو العام وللجو الخاص بالمشهد. ** ملاحـظات أخـرى : _لــربما تخلل بعض الملل وفقدت بعض المشاهد عنصر التشويق لكّن عند المنتصف _عندما طالب المحامى إستـجواب الدفـاع نفسه _ جرت الأحداث بصورة غير متوقعة قالبة كل الموازين مما يعطينا الحق بقول إنها كانت النقطة الفارقة والتى على أساسها قامت الحبـكة المسرحية . _كـان عـنصرى الكـوميـديا والـرومـانسية من العنـاصر الضعيفة نـظراً لكونها من المسرحيات التجـريبـية والتى تناقش العقل البشرى وليسـت عواطفه، ولكن لا يمـكننا الإنكار بإنعـدامها بل إحتوت على بعض الفكاهة الساخرة والرومانسية البـريئة .
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
رأيــاً أكثـر منه نقــداً | Diana Zakaria | 0/0 | 10 نوفمبر 2014 |