من خلال دراما اجماعية بحتة يقدمها المخرج (أشرف فهمي) حول الصراع القائم داخل الإنسان الطبقي، ومايدور داخل أروقة تلك المستويات؛ يقدم فيلمه (ولا يزال التحقيق مستمرًا) عن قصة بنفس الاسم للكاتب إحسان عبدالقدوس، وسيناريو وحوار المؤلف (مصطفى محرم)،
فحسين (محمود يس) مدرس بسيط، متفاني في عمله، يرفض اعطاء الدروس الخصوصية، ويرى في ذلك تحقيق لذاته، ومبادئه في الوقت الذي يجد فيه صديقه وزميل الدراسة مدحت (محمود عبدالعزيز) في المال غايته المنشودة التي يسعى لها بأي طريق كان، وبينهما تظهر زينب (نبيلة عبيد) زوجة حسين تلك الطبقية التي تدفعها طموحاتها لخيانة زوجها مع مدحت؛ أملا في تحقيق ما تتمناه بغض النظر عن النهاية الحتمية لتلك العلاقة.
مبدئيا السيناريو الذي وضعه المؤلف (مصطفى محرم)، وشاركه في كتابته (بشير الديك) سيناريو قٌدم بشكل سلس، اعتمد فيه على خطوط عريضة لنظرية المستويات الطبقية والاجتماعية، وما ينتج عن ذلك من صراعات أبدية تصيب الأسرة المصرية والمجتمع ككل، واستطاعا من خلال قصة قصيرة ﻹحسان عبدالقدوس نشرت في إحدى المجلات أن يؤلف سيناريو لفيلم تمكن من خلاله أن يثير قضية هامة من القضايا الاجتماعية وهي (الزوج والزوجة والعشيق والمادة) وأن يحولها إلى قصة تناسب الحياة الاجتماعية المصرية فجعل الزوج مدرسا وقلل من حالة الثراء الشديدة للعاشق.
تعتبر خاصية الفلاش باك التي يستخدمها المخرج (أشرف فهمي) في الكثير من أفلامه مثل فيلم (رحلة داخل امرأة)، وفيلم (مع سبق اﻹصرار) ساعدت بشكل كبير في توضيح ما وصل إليه حال الزوجة زيبب والزوج حسين، والسبب الرئيسي الذي دفعها لخيانته؛ وذلك من خلال المشاهد التي وضحت بداية علاقتهما وحياتهما الأسرية حيث إسرارها الدائم على عمل زوجها بالدروس الخصوصية ورفضها الدائم لحالته المادية والاجتماعية. كذلك فكرة الدفع بمشهد المدرسة حيث الطالب حسين المتفوق، والطالب مدحت الفاشل يؤكد على الأسباب الحقيقة للانتقام الذي ذرع داخل مدحت ورغبته المستميتة وراء تدمير حياة صديق عمره حسين. وبجانب ذلك اعتمد أشرف فهمي أيضا على عنصرين هامين ﻹدارة فيلمه كالمعتاد وهما اﻹثارة والتشويق وذلك من خلال المشاهد التي استطاع فيها جذب انتباه الجمهور بشكل كبير، والتي جمعت بين العشيق والزوجة في أغلب الأحيان، وبين الشقيقة والعشيق لتشتعل نيران الغيرة والشك بين الجميع.
ومن المعروف أن فيلم (ولا يزال التحقيق مستمرا) يعتبر باكورة المخرج أشرف فهمي في اﻹنتاج وذلك حيث كان أول إنتاج لشركته الخاصة التي أنشأها تحت اسم (أفلام أشرف فهمي) وقد أشتهر بتقديم الأفلام الدرامية الطويلة التي تناقش قضايا المرأة، أو تكون مبنية على المرأة خاصة . ونالت عنه الممثلة (نبيلة عبيد) أفضل ممثلة ليكن السبب الرئيسي في شهرتها ودفعها لتصبح بطلة شباك ونجمة مصر الألولى، وأيضا نال أشرف فهمي عنه جائزة أحسن مخرج وقتها. وقد اختار فهمي بطلته نبيلة عبيد في العديد من أعماله مثل (اغتيال مدرسة)، و(الراقصة والطبال). وقد أشاد الكثر من النقاد بالموسيقى التصويرية والألحان التي وضعها الموسيقي (جمال سلامة).
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
المثلث المعتاد (المادة، الزوجة، والعشيق) | دعاء أبو الضياء | 3/3 | 1 فبراير 2015 |