في ظل انخراط البشر بداخل عالم رقمي وقد أفنوا عمرهم من اجل تسخير التكنولوجيا فى مواجهة قوى الطبيعة الغاضبة أصبحت الحياة بلا روح .. و يبدو اننا عما قريب لن نتفرد بوضع قواعد اللعبة
بنظرة خيالية فلسفية تحمل بعضاً من الشواهد الملموسة يتصور كاتبنا ان فى عام 2044 بعد مجموعة من العواصف الشمسية و اضطراب الغلاف الجوي قد تحولت الارض الى صحراء مشعة وتقلص حجم الجزء الصالح من الكوكب للحياة وتقلص معه البشر بنسبة 99.7% مما دفع شركة (روك) لتطوير كائنات آلية (The Automata Pilgrim 7000 ( مصممة لبناء جدران و سحب آلية للحماية تخضع تلك الكائنات الالية فى نظام عملها لقاعدتين الاولى .. عدم الاضرار بأي كائن حي الثانية .. الا تقوم بالتعديل او التحول ذاتياً من تلقاء نفسها يتم انتهاك تلك القواعد من بعض الكائنات فيبدأ (جاك فوكان) وكيل التأمين فى شركة (روك) بالتحقيق ف الامر
القصة هنا عبارة عن دراما تنبؤية ساخرة من عبث الانسان وانغماسه فى تلك البيئة التى أصبحت منزوعة الروح و التي و ان كانت تبدو سهلة و أكثر راحة و خطوة فى اتجاه المستقبل .. فهى ليست آمنة كما كان يتمناها و التي كلما حاول السيطرة عليها أضر بها .. فمازال الصراع مستمر .. مازالت غريزة الفساد متوطنة فى بعض البشر و مازالت نرجسيته و حبه للسيطرة ف ازدياد مستمر .. كل ذلك قد ينطبع فى كل ما يحاول صنعه كما هو ايضاً تخلى عن فطرته السليمة و تجبر ف الارض و لم يعد يعرف حجمه و الدور الذي خلق من أجله ربما يسير على نهجه بعض الكائنات الاخرى .. و لن يعود اللاعب الوحيد
مابين الآلات و البشر .. و الصورة الناصحة التى تبدو عليها الآلة التى تكشف للبشر حقيقتهم المرة و التى بدأ غرورها كما بدأ غروره .. يتعرى ذلك الكائن البشرى امام نفسه و قد تمادى و ربما يعرف الطريق و يعود ليتنفس فى تلك الحياة الحقيقية التى عرفها منذ البداية و لم يرض بها و يعرف ان طموحاته و تطلعاته و وظيفته يجب الا تصل لحد العبث .. هنا فقط يصبح عالمه أكثر آماناً
الجانب التشويقى هو حاضر فى سر البحث عن الحقيقة التى يتعقبها (جاك) و لكنه ليس جيداً كفاية فالمشاهد تبدو مجتزءة و كأن الكاتب دون ان يشعر يهمس فى اذنك اريد فقط ان اصل لرسالة و هو يمرر لك مابين الحين والآخر مشهد يعبر عن امتعاض (جاك) من تلك البيئة و رغبته ف الهروب بزوجته وطفله الذي لا يريد له ذلك الواقع الخالى من الحياة ايا كانت المغامرة و بالنظر لمستقبل ذلك الطفل او العودة لمعالم العالم الحقيقى النقي فى صورة الماء و الرمل و الشمس والهواء
الحوار كما يبدو من الحديث السابق هو فلسفى بعض الشئ به قدر من السجال و الندية ما بين الانسان .. و الآلة (التي صنعها الانسان) يبدو وكأن الانسان يذكر نفسه قائلاً " عد الى رشدك " "عد الى حياتك" " من الاخر .. ماتنساش نفسك "
الشخصيات ليس بها العمق الكافى و ان كنت لا اريده شخصياً و لكن لا أكتفى هنا بفيلم البطل الواحد .. هذا أيضا ماجعل الجانب الحماسى و التشويقى فى فيلم كهذا أقل مما ينبغي سنجد هنا الابطال الاصليين رجل و عدة آلات و بانعكاس الصورة يبدو ان هناك شخصاً واحداً يراجع اخطاؤه آلات تشعر تتكلم و لديها وجهة نظر طبعها الانسان
الصورة ممتازة و الاضاءة جيدة و المؤثرات البصرية بشكل عام جيدة جداً الاخراج جيد ايضاً و لكن فيما يخص حركة الالات ليس حيوياً كفاية يعوض ذلك النقص أحيانا المؤثرات الصوتية التى تشعرك بانفعال الالة برمجة الالة فيها احياناً بعض المبالغات .. عندما تشعر بالحب تجاه شخص او الآلة العاهرة ده ليه احتمالين .. اما انه عاوز يضفى قدر من الواقعية ف النهاية هى آلة او انه ما عرفش ينفذها غير كده و لكن خلينا ف الاحتمال الاول فى اختصار فى تنفيذ المشاهد أكتر من اللازم .. بعد القطع كل مرة بتحس ان فى 10 دقايق راحو قبل ما المشهد التالى يبدأ
ف الفقرة دي بشكل عام .. ممكن نقول جيد او متوسط
عادية .. مهمة ف بعض الاوقات و ف مكانها .. و مش حلوة ف بعض الاوقات
انطونيو بانديراس .. جيد .. و عموماً مساحة التمثيل مش هايلة ف الدور ف أي حد كان يقدر يقوم بيه
الافلام دي لما بسمع عنها ببقى منتظر حاجة ضخمة
انا لقيت حاجة متوسطة فقط
7/10
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
انت ايها البشري تمردت من قبل .. و الآن حان دورهم كي يتمردوا | Mido Hejazi | 1/1 | 8 فبراير 2015 |